3 ـ ترجح النصب على المفعول معه على العطف، مع جواز الأمرين، نحو: سافرت وعليا. وجئت ومحمدا.
فـ " عليا " و " محمدا " كل منهما نصب على أنه مفعول معه، وهو الأرجح، لأن العطف على الضمير المتصل، أو المستتر لا يستحسنه النحاة إلا إذا تم الفصل بينه وبين الواو بضمير بارز منفصل الغرض منه التوكيد.
نحو: سافرت أنا وعليّ.
4 ـ يجب النصب على المفعول معه، كما يجب النصب على المفعول به.
نحو: أطعمته خبزا ولبنا. ومنه قولهم: علفتها تبنا وماء.
فلبنا: مفعول معه منصوب على المعية، لأنه لا يصح أن يكون أطعم خبزا، وأطعم لبنا، فالخبز يؤكل، واللبن يشرب، فالفعل لا يفيد المشاركة.
ولبنا: مفعول به منصوب، بفعل محذوف، والتقدير: وسقيته لبنا، فتعين أن تكون الواو للعطف، ولكن ليس عطف كلمات، وإنما عطف جمل، فعطف جملة وسقيته لبنا على جملة أطعمته خبزا.
38 ـ ومنه قول الراعي النميري:
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
الشاهد: وزججن الحواجب والعيونا. فالعيونا: مفعول معه منصوب، لأن التزجيج لا يكون إلا للحواجب فقط، وتأتي " العيونا " مفعولا به لفعل محذوف، والتقدير:
وكحلن العيونا، وجملة كحلنا معطوفة على الجملة التي قبلها.
5 ـ رجحان العطف على النصب على المعية، مع جواز الأمرين.
نحو: تحركت الفرقة والقائد. ووقف الفريقان والحكم.
في المثالين السابقين يرجح العطف، فالقائد معطوف على الفرقة لدلالة الفعل تحرك على التعدد والمشاركة، والاسمان صريحان كل منهما قابل للعطف على الآخر، ومثلهما الفريقان والحكم كل منهما قابل للتعاطف لدلالة الفعل على المشاركة. أما النصب على المعية فعلى معنى تحركت الفرقة بمصاحبة القائد، ووقف الفريقان بمصاحبة الحكم.
ـــــــــ
1 ـ 71 يونس.
نماذج من الإعراب
75 ـ قال تعالى: {والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يحبون}.
والذين: الواو واو الاستئناف، ويصح أن تكون للعطف، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ على الوجه الأول، وخبره جملة يحبون، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر عطف على الفقراء في أو الآية على الوجه الثاني.
تبوءوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
الدار: مفعول به منصوب.
والإيمان: في إعرابها وجوه أهمها:
1 ـ أن تكون مفعول به لفعل محذوف، تقديره وأخلصوا الإيمان، والواو عاطفة من باب عطف الجمل على الجمل، وذلك على حد قولهم: " علفتها تبنا وماءً باردا ".
2 ـ وقيل هو على حذف مضاف، والمعنى دار الهجرة ودار الإيمان، فأقام " أل " التعريف في مقام المضاف إليه، وحذف المضاف من دار الأيمان، ووضع المضاف إليه مقامه، والعطف عطف مفردات.
3 ـ أو منصوب بتبوءوا بعد تضمينه معنى لزموا، كأنه قال: لزموا الدار ولزموا الإيمان، والعطف عطف الجمل.
4 ـ وقيل أن الإيمان معطوف على الدار عطف مفردات دون تأويل الإضافة، أو الفعل المحذوف كما بينا في الوجهين السابقين، على أن يكون التجوز واقعا في الإيمان على طريق الاستعارة.
5 ـ وقد تكون الواو للمصاحبة، والإيمان منصوب على المعية بالفعل تبوءوا، فيكون هذا الوجه الشاهد الذي سقنا الآية من أجله، والمعنى تبوءوا الدار مع الإيمان، لأن الفعل تبوءوا لم يقع من متعدد، ولم تفد الواو العطف. والله أعلم.
من قبلهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال، والضمير المتصل بقبل في محل جر مضاف إليه.
يحبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر الذين كما ذكرنا سابقا.
76 ـ قال تعالى: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} 1.
فأجمعوا: الفاء الفصيحة، وأجمعوا فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
أمركم: مفعول به منصوب، وأمر مضاف، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع.
وشركاءكم: الواو للمعية، وشركاء مفعول معه منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
36 ـ قال الشاعر:
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة إذا زلها أوشكتما أن تفرقا
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط منصوب بجوابه خافض لفعله.
¥