تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واشتراطهم أن الحال لا تصلح خبرا في المعنى ـ أرجو التركيز على المعنى ـ يعني أن جعل الحال خبرا يغير المعنى ولا يحافظ عليه، وحينما تكون (عدم) خبرا كما في البيت يتغير المعنى، ويعود إلى المعنى الآخر الذي جاء عليه البيت. ومادم المعنى لا يثبت في حالتي رفع (عدم) خبرا ونصبها حالا فذلك يعني أنها لا تصلح خبرا في المعنى.

صحيح أن ما أقصده أمر دقيق ولكن مثلك لن يصعب عليه إدراكه.

سلمت أستاذي وبارك الله فيك ونفعنا بك.

دمت معطاء.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 03:32 م]ـ

الأخ الكريم الأستاذ علي حفظه الله

يفهم من كلام النحويين أن الكلمة الواقعة بعد المصدر المضاف الواقع مبتدأ إذا صلحت أن تكون خبرا وصلحت أن تكون حالا وجب اعتبارها خبرا، ومعلوم أن المعنى مختلف في كل حالة عن الأخرى، ففي المثال: إكرامي زيدا محمودا، نجد (محمودا) صالحا لأن يكون خبرا للإكرام وصالح لأن يكون حالا من زيد، والمعنى مختلف في كل حالة عن الأخرى كما لا يخفى، ففي مثل هذا يجب جعل محمود خبرا، وهو شبيه بباب التنازع غير أن الأمر سبيله الجواز في التنازع وها هنا سبيله الوجوب، فكلمة محمود يتنازعه الإكرام وزيد والحكم أن يعطى للأول وجوبا أما في التنازع فيجوز أن تعطيه للأول أو للثاني على الخلاف المشهور بين الكوفيين والبصريين.

نأتي للمثال المفترض: وجداننا كل شيء بعدكم معدوما

الوجدان إما أن يكون مصدرا لوجد أخت علم القلبية في مذهب الأخفش، وإما أن يكون مصدرا لوجد بمعنى أصاب أو لقي على مذهب السيرافي.

فإن كان مصدرا للقلبية أصبح كل مفعولا أول ومعدوما مفعولا ثانيا واحتاج المبتدأ لخبرمقدر يتعلق به الظرف بعدكم وهو وجه صحيح إذا لم نعلق الظرف بصفة لكل شيء أو بالمصدر نفسه.

وإن كان مصدرا للحسية كان (كل) المفعول، ومعدوم الخبر لا غير، لأنك لوجعلته حالا بالمعنى المجازي لرجع الأمر إلى القلبية ولصار مفعولا ثانيا لا حالا، كما لو قلت: وجدت كل شيء معدوما.

ولو فرضنا أن العدم يصح أن يكون حالا للشيء في حالة الوجدان الحسي كما ذهبت إليه لكان هناك مانع آخر وهو كون العدم صالحا لأن يكون خبرا عن الوجدان نفسه، فيتعين كونه خبرا.

مع التحية الطيبة والتقدير.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 09:46 م]ـ

الأخ الكريم الأستاذ علي حفظه الله

يفهم من كلام النحويين أن الكلمة الواقعة بعد المصدر المضاف الواقع مبتدأ إذا صلحت أن تكون خبرا وصلحت أن تكون حالا وجب اعتبارها خبرا، ومعلوم أن المعنى مختلف في كل حالة عن الأخرى، ففي المثال: إكرامي زيدا محمودا، نجد (محمودا) صالحا لأن يكون خبرا للإكرام وصالح لأن يكون حالا من زيد، والمعنى مختلف في كل حالة عن الأخرى كما لا يخفى، ففي مثل هذا يجب جعل محمود خبرا، وهو شبيه بباب التنازع غير أن الأمر سبيله الجواز في التنازع وها هنا سبيله الوجوب، فكلمة محمود يتنازعه الإكرام وزيد والحكم أن يعطى للأول وجوبا أما في التنازع فيجوز أن تعطيه للأول أو للثاني على الخلاف المشهور بين الكوفيين والبصريين.

نأتي للمثال المفترض: وجداننا كل شيء بعدكم معدوما

الوجدان إما أن يكون مصدرا لوجد أخت علم القلبية في مذهب الأخفش، وإما أن يكون مصدرا لوجد بمعنى أصاب أو لقي على مذهب السيرافي.

فإن كان مصدرا للقلبية أصبح كل مفعولا أول ومعدوما مفعولا ثانيا واحتاج المبتدأ لخبرمقدر يتعلق به الظرف بعدكم وهو وجه صحيح إذا لم نعلق الظرف بصفة لكل شيء أو بالمصدر نفسه.

وإن كان مصدرا للحسية كان (كل) المفعول، ومعدوم الخبر لا غير، لأنك لوجعلته حالا بالمعنى المجازي لرجع الأمر إلى القلبية ولصار مفعولا ثانيا لا حالا، كما لو قلت: وجدت كل شيء معدوما.

ولو فرضنا أن العدم يصح أن يكون حالا للشيء في حالة الوجدان الحسي كما ذهبت إليه لكان هناك مانع آخر وهو كون العدم صالحا لأن يكون خبرا عن الوجدان نفسه، فيتعين كونه خبرا.

مع التحية الطيبة والتقدير.

أشكرك أستاذي جزيل الشكر ..

أجدني الآن مقتنعا بما تقول .. ولك ـ بعد الله ـ الفضل في ذلك ..

وما كنت لأقتنع لولا أنْ ذكرتَ وجها تصح عليه: (وجداننا كل شيء بعدكم عدما) وهو ـ كما تفضلتَ ـ قولك: "فإن كان مصدرا للقلبية أصبح كل مفعولا أول ومعدوما مفعولا ثانيا واحتاج المبتدأ لخبرمقدر يتعلق به الظرف بعدكم وهو وجه صحيح إذا لم نعلق الظرف بصفة لكل شيء أو بالمصدر نفسه".

وسبب عدم اقتناعي فيما مضى هو أن ذائقتي أبت أن ترفض ذلك التركيب، وكلما أعدت النظر فيه قبلته، ولأنني أشعر باستقامة المعنى أيقنت أنه يصح على وجه ما، وبدا لي الحال وجها ممكنا، ولكني الآن مقتنع بأن صحة التركيب الذي افترضناه إنما تكون على قلبية وجدان، ومفعولية (كل، عدما) وتعليق الخبر المقدر بالظرف ..

أستاذي .. أتدري لو أنك أكدتَ لي بالدليل القاطع عدم صحة وجه الحال، ولم تأت بوجه تصح عليه العبارة لكنتَ حمَّلتني همّا عظيما .. وهذه مشكلة مستعصية لدي إذ لا يهدأ لي بال ولا أهنأ بنوم وفي رأسي مسألة دون حل، وكم حاولت التخلص من هذا الإحساس فأخفقت ..

فلك الشكر من قبل ومن بعد ..

وليجزك الله خيرا ومثوبة من عنده.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير