تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدرس 5

توطئة:

الكلام فعل إنساني به يتجلى الإنسان ككائن كلامي، يتعاطى بالكلام مع نواتج الحياة برمتها، يشعر / يرغب / يتواصل / يعبر ويكون الكلام معبرا لتلك الإنفعالات الإنسانية 00 وبدوره يتواصل معنا ابن مالك أو نتواصل معه أو نتواصل بعضنا البعض فنتعاطى الفعل الكلامي تعاطيا إنسانيا 000

الكلامُ وما يتألفُ منه

كلامنا لفظ مفيد كاستقم * واسم و فعل ثم حرف الكلم

واحده كلمة والقول عم * وكلمة بها كلام قد يؤم

بالجر والتنوين والندا وأل * ومسند للإسم تمييز حصل

بتا فعلت وأتت ويا افعلي * ونون أقبلن فعل ينجلي

سواهما الحرف كهل وفي ولم * فعل مضارع يلي لم كيشم

وماضي الأفعال بالتا مز وسم * بالنون فعل الأمر إن أمر فهم

والأمر إن لم يك للنون محل * فيه هو اسم نحو صه وحيهل

يقول رحمه الله: (كلامنا) فماذا يعني بالكلام هنا؟ تساؤل ملح 00 لكن ابن مالك لن يتركنا نهب الهواجس، هو يأخذ بأيدينا ويربت على رؤوسنا بحنان أبوي 00 فيقول: أولادي، الكلام هو اللفظ المركب المفيد: إذن تلك شروط يطرحها ابن مالك ليكون الكلام 00، وعند النحاة أي في اصطلاحهم هو " اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها " وضرب ابن مالك لنا هذا الكلام كمثل هنا، قال: كاستقم!!

استقم، إذن هو كلام 0 لماذا؟ لأنه مركب من فعل وفاعل، ثم لأنه ترك لنا فائدة لا ينتظر معها أن يفسر أو يزيد 00 فأنت حينما ترى أحدهم معوجا ولا يسير في طريق الاستقامة تخاطبه بهذا الكلام (استقم) فهو يفهم، ولا يتوهم 000 يصل إلى يقين الكلام من خلال الفائدة المطروحة، والفائدة هنا تمام المعنى في جملة مفيدة 000

ثم يعرج بنا شيخنا الفاضل إلى حيث أن الكلام: اسم، وفعل، وحرف 000 ومجموع الكلام هو الكلم الذي واحده الكلمة 00

فأقسام الكلام

الإسم

: هو الكلمة التي تدل على معنى في نفسها غير مقترنة بزمان: مثالها: محمد، جميل، طفل، حسناء، حقل 0000

فطفل كلمة تدل على معنى تقترحها الكلمة 00 ثم هي ككلمة، غير مقترنة بزمن، فطفل بالأمس، وطفل في اليوم، وطفل في المستقبل دون تحديد لزمن زمن الطفل 000

ويذكر المصنف هنا أن للإسم علامات تميزه عن غيره من الكلمات

فالإسم يتميز بعلامات هي:

• الجر / وهو أولى العلامات 00 فأي كلمة مجرورة فهي اسم أو تقبل الجر فهي اسم، كهذا المثال: السلامُ (نتمنى أن يحل في العالم!!)

قلنا: السلام هل يقبل الجر؟! نحلم في واقعنا العربي بالسلام ِ 00 أنظر لقد جرت كلمة السلام بالكسرة، وقد تقبلت الجر، فهي إذن اسم

• التنوين / التنوين في اللغة (التصويت) نقول: نون الطائر 0 أي صوَّتَ ولحّنَ 0 وفي الإصطلاح: نون ساكنة زائدة تلحق الاسم لفظاً لا خطاً

إذن فأي كلمة تقبل التنوين أو يدخلها التنوين فهي اسم: محمدٌ – يومئذٍ – مسلماً

* النداء / وهو من خواص الاسم، لفأي كلمة تقبل النداء أو تتنادى فهي اسم، نحو: يا محمدُ أقبلْ

* الألف واللام، أو (أل) / وهي عند ابن مالك حرف تعريف 000 فالكلمة التي تقبل التعريف بأل فهي اسم، مثل: الرجلُ

* الإسناد / فالكلمة التي تسند أو ينسد إليها فهي اسم نحو: الرجل قائمٌ 0 نحن هنا أسندنا القيام لزيد، وهذا الكلام نوع من أنواع التركيب

فهو تركيب إسنادي 0

وعلى هذا فمعنى البيت (بالجر والتنوين والندا وأل ... ومسندٍ للإسم تمييز حصل) أي حصل تمييز للإسم عن الفعل والحرف 0بإحدى تلك العلامات0

الفعل

: في اللغة ما دل على حدث أو يدل 0 وفي الإصطلاح: كلمة دلت على معنى في نفسها مقترنة بزمن 0

ضَربَ (في زمن ماض) – يضرب (الآن أو المستقبل القريب) – اضرب، طلب في المستقبل 0

ومن علامات الفعل ما يلي:

• تاء فعلت أي تاء الفاعل في (أكرمتُ – أكرمتَ – أكرمتِ)

• وتاء أتتْ أي تاء التأنيث الساكنة، لا التي تلحق بالأسماء (مسلمةٌ)، مثالها جاءتْ

• ياء (افعلي) والمراد بها ياء المخاطبة، مثل: اكتبي – اسمعي

• نون (أقبلنَّ) أي نون التوكيد خفيفة، أو ثقيلة مثل: (ليُسْجَنَنَّ أوْ لَيَكوناً من الصاغرين) 0

معنى البيت: ينجلي الفعل بتاء الفاعل، وتاء التأنيث الساكنة، وياء الفاعلة، ونون التوكيد

الحرف:

سوى الاسم والفعل

يقول ابن مالك: (سواهما الحرف كهل وفي ولم) ويعني أن الحرف سوى الاسم والفعل أي ليس له علامة 000 ولا يقبل علامات الاسم أو علامات الفعل 0

فهو إذن يدل على معنى في غيره نحو: هل - في – لم 0 أي أن معناه يتضح بارتباطه مع غيره من الكلمات 0

وينتقل بنا ابن مالك رحمه الله إلى أن الفعل كما ذكرنا سابقا، ينقسم إلى: ماض ومضارع وأمر

ولكل ما يميزه من العلامات:

فالماضي يتميز بقبول التاء أي تاء الفاعل، يقول ابن مالك (وماضي الأفعال بالتا مزْ 00) أي ميز الماضي 00 بتاء الفاعل (أكلتُ) (نعمتْ)

المضارع يتميز بقبول (لم) (فعل مضارع يلي لم 00) وأشار ابن مالك إلى: لم يشمْ – ومثله لم يضربْ 0

الأمر يتميز بقبول نون التوكيد، والدلالة على الأمر معا – (اضربنْ – اخرجنَّ)، فإن دلت الكلمة على معنى الأمر ولم تقبل نون التوكيد فهي: اسم فعل 00 وأشار إلى ذلك بقوله (والأمر إن لم يكن للنون محل ... فيه هو اسم نحو صه وحيهل)

فصه: اسم للفعل بمعنى الأمر 000هو ليس اسما خالصا أو فعلا خالصا 00 بل هو اسم يتضمن فعلا 00 مقترنا بزمن ما 000وفي المسألة خلاف بين النحويين 0 خلاصة القول في أسماء الأفعال أنها (خالفة) كما عبر بذلك أبو جعفر 0

فائدة وإسهاب

أسماء الأفعال تنقسم بدورها إلى:

• اسم فعل ماضي: هيهات، شتان، 0000

• اسم فعل مضارع: أف، أه، 0000

• اسم فعل أمر: صه، إيه، 0000

بارك الله فيكم 00

مغربي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير