المهم مثاله عندي في التطبيق النحوي والدرس النحوي أن تقول: جاء الطالبُ محمدٌ، جاء فعل ماض، والطالب فاعل، وأنت تقصد بالطالب محمد بعينه، فقلت: جاء الطالبُ محمدٌ، وصلى الله على النبي محمدٍ، هذا بدل مطابق، لماذا؟ لأن البدل والمبدل منه كلاهما يصح أن يحل محل أخيه؛ لذلك تقول: صلى الله على النبي محمدٍ، محمدٍ بدل مطابق، وهو مجرورٌ؛ لأن المبدل منه، وهو النبي بدون حكاية مجرور، كما ترى صلى الله على النبي محمدٍ، اللفظة مرة أخرى: النبيُّ محمدٌ هو الخاتم، النبيُّ مبتدأ، والعامل فيه كما تعلمون هو الابتداء، وهو عاملٌ معنويٌّ، وقد قيل: إن العامل فيه الخبر، وقد قيل: إن الابتداء عاملٌ في المبتدأ والخبر، وقد قيل: ترافعا -كما تعلمون- على التفصيل الذي درستم به النحو.
المهم أنّا نقول: النبيُّ محمدٌ خاتمُ النبيين ورحمة الله للعالمين -صلى الله عليه وسلم- بالرفع، وتقول: إن النبيَّ محمدًا خاتمُ النبيين، وإعرابك هكذا: إن حرف توكيد، ونصب، والنبيَّ اسم إن منصوب، ومحمدًا بدلٌ منصوبٌ هكذا، ويكون البدل بدل بعض، أي: أن لفظ البدل يكون بعضًًا من المبدل منه كما في قولك: قرأت القرآن ثلثه، أو كما قال سيبويه: رأيتُ بني زيدٍ ثلثيهم، الثلثان بعض بني زيد وليس الثلثان كل بني زيدٍ.
إذن هذا بدل بعض، وأنتم تعلمون أن النحاة قد اشترطوا أن يشتمل هذا البدل على ضميرٍ يعود على المبدل منه كما في أمثلة سيبويه، وهي واضحةٌ، رأيتُ بني زيدٍ ثلثيهم، رأيتُ قومك أكثرهم، والأكثر لا يدل على عموم ما قبله، ولا يطابقه بمعنى أن يكون هو هو، وقسمٌ من البدل يقال فيه بدل اشتمال، وبدل الاشتمال بمثابة الظرف لا بمثابة البعض، أو لا بمثابة بعض ما قبله، فأنت تقول: أعجبني زيدٌ صوته، والصوت في حقيقته ليس بعض زيد.
إذن هناك فرق بين أن تقول: أعجبني زيدٌ ثوبه وصوته، وبين أن تقول: رأسه ورجله ويده، اليد بعض زيدٍ، والرجل بعضه، لكن الصوت والثوب ليست من أبعاضه؛ لذلك كان بدل اشتمال.
المصدر (جامعة المدينة العالمية) شروح في النحو
وللحديث تتمه (إن شاء الله)
لا تبخلوا علينا بمشاركاتكم في هذا الموضوع
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 12:05 ص]ـ
واصل رعاك الله ..
زادك الله علماً وفضلاً ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 01:56 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عمر، ومشاركة مني معك في هذا الموضوع:
في آية: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ}، يصح أن يعرب الاسم الكريم "الله" عطف بيان، لأنه أعرف من "الحميد"، فهو أعرف المعارف، وكذا في قولك: جاء الطالبُ محمدٌ، وصلى الله على النبي محمدٍ،، فـ "محمد" أعرف من الطالب، فأزالت إبهامه، و "محمد" الثانية، أيضا، أعرف من "النبي"، لأنها علم على ذات النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بينما "النبي" يدخل تحته كل نبي.
وفي نقلك عن البصريين: العامل في البدل هو العامل في المبدل منه.
يمكن إضافة قيد آخر، وهو أن العامل، وإن كان عاملا فيهما جميعا، إلا أنه عامل في البدل أصالة، لأنه مراد المتكلم في الحقيقة، وهو ما يعبر عنه بـ: المبدل منه على نية الطرح، أي أنه غير مراد للمتكلم.
وفي قولك: وأنتم تعلمون أن النحاة قد اشترطوا أن يشتمل هذا البدل على ضميرٍ يعود على المبدل منه كما في أمثلة سيبويه.
يصح أيضا، أن يكون الرابط بين البدل والمبدل منه، "أل"، كما في قولك: قبلت الشيخ اليد، أي: يده.
وفي قولك: وبدل الاشتمال بمثابة الظرف لا بمثابة البعض.
يعبر بعض النحاة عنه بعلاقة "الملابسة" بين البدل والمبدل منه، ففي قولك: أعجبني محمد علمه، العلم: صفة قائمة بمحمد ملابسة له لا يتصور انفصالها عنه، ليقال بأنها بدل بعض من كل.
والله أعلى وأعلم.
واصل أيها الكريم.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 02:28 م]ـ
في البداية أشكر أخوي (قبة الديباج ومهاجر) على هذه المشاركه المثمره , ولا زلنا نطمع في الأكثر من المشاركات التي ستفيدنا إن شاء الله (لأن من وسائل تثبيت العلم هو مدارسته ومناقشته)
وإليكم تتمة المحاضره
البدل على وجه الغلط
¥