تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جاء محمدٌ الكريمُ المقصود بالحكم محمد, أما الكريم هذا مجرد توضيح ومكمل للمقصود

وليس هو المقصود المقصود هو محمد عندما تأتي مثلاً للتوكيد جاء الرجل نفسه فنفسه

ليست هي المقصودة بالحكم ولكن محمد هو المقصود ونفسه مكملة للمقصود فليست مقصودة

بالحكم وكذلك عطف البيان ما بقي من أنواع التوابع مقصود بالحكم بعينه غير البدل إلا

المعطوف عطف نسق فأنت تقول: جاء محمد وخالد فخالد مقصود أنه جاء أيضاً فيخرجونه

بقولهم: بلا واسطة لأن المعطوف بالنسق معطوف بحروف العطف صار تابعاً بواسطة وهي حرف

العطف وأما البدل فلا يحتاج إلى واسطة تجعله تابعاً لما قبله فهم بهذا يخرجون عطف

النسق كما أخرجوا بقية التوابع بقيد المقصود بالحكم.

قسم بعد ذلك المصنف البدل إلى أقسامه الأربعة المشهورة.

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: (وهو على أربعة أقسام بدل الشيء من الشيء, وبدل

البعض من الكل, وبدل الاشتمال, وبدل الغلط)

الآن هذه الأقسام الأربعة التي ذكرها المصنف هي الأقسام الكبرى المشهورة في البدل

طبعاً عندما نقول: البدل هو الآن حتى يتضح الأمر نذكر مثال المصنف في قوله: قام زيد

أخوك, عندما تقول: قام زيد أخوك, الأخ هو زيد فبدل أن تقول: قام زيد أتيت بشيء

تبدله من زيد أي توقعه في موقعه ويغني عن ذكره وهو أخوك إذن البدل هناك عبارة عند

النحويين يقولون: إن البدل على نية تكرار العامل أو أن البدل يغني عن المبدل منه

وهذا هو شأن دائماً الوكيل يغني عن موكله والنائب يغني عن المنوب عنه فنائب الفاعل

يغني عن الفاعل والبدل يغني عن المبدل منه لأنه جاء بدلاً عنه فهو تعويض عنه إذن هو

يغني عن ذكر السابق ولذلك من لفظه اتضح, أنت إذا قلت جاء محمد أخوك لو أني استغنيت

عن محمد وقلت: جاء أخوك لتم به المعنى وهذا هو المقصود بتسميته بدلاً أي أنه يأتي

بدلاً عما سبق عن متبوعه الذي سبقه الذي يسمى المبدل منه.

أقسامه - كما يذكر الآن المصنف- أربعة قال: (بدل الشيء من الشيء).

عطف ضمير المتكلم على غيره هل يجب الإتيان بضمير منفصل في مثل قولي: قمت واليتيم

هل يجب أن أقول: قمت أنا واليتيم لأن لهذا شواهد كثيرة في السنة يأتي بضمير منفصل

هل هذا على سبيل الوجوب؟

السؤال الثاني: عندما أستخدم

حرف الجر مع اسم من الأسماء الخمسة هل هناك وجه في اللغة لأن أجعل الاسم من الأسماء

الخمسة على الرفع على الحكاية مثل ما أقوله هذا الحديث من حديث أبو فلان مثلاً ولا

أقول من أبي فلان هل له وجه للحكاية مثل قولنا جئت من أبو ظبي ونحو ذلك؟

يقول الله - عز وجل- في سورة طه: ? قَالُوا إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ? [طه: 63]

كلمة هذان لماذا جاءت مرفوعة؟

أما سؤال الأخ الكريم الأول في قوله: كنت أنا بالعطف على الضمير المتصل المرفوع

فهذا أجاب عنه ابن مالك في قوله:

وإن على ضمير رفع متصلْ ... عطفت فافصل بالضمير المنفصلْ

أو فاصلٍ مَا ................. ... ................................

فلك أن تقول مثلاً قمت أنا وزيد فلما أردت أن تعطف على التاء فصلت بالضمير المنفصل

أو تقول قمت اليوم وزيد فتفصل بفاصل ما فلابد أن يفصل بينهما هذا هو وبلا فصل يرد

قال:

............. وبلا فصل يرد ... في النظم فاشياً وضعفه اعتقد

يعني ورد عن العرب العطف عليه بقلة لكن الأفصح فيه ألا يعطف عليه إلا بعد الفصل

وأولى ما يفصل به ضميره المنفصل الذي يماثله منفصلاً تأتي بالضمير المرفوع المماثل

له فإذا كان لمتكلم تأتي بضمير المتكلم وإذا كان لمخاطب بمخاطب تقول قام هو وزيد أو

تقول قمت أنت وزيد أو قمت أنا وزيد فتأتي بضمير منفصل يجانسه أو يشابهه في نوعه

لتفصل به بين ضمير الرفع المتصل وبين ما يعطف عليه.

حكاية الأسماء الستة هذه لا تكون إلا عندما تكون العلمية منطبقة عليه كأن يسمى

إنسان أصلاً بهذه التسمية كما هو مثل بأبو ظبي مثلاً الآن أبو ظبي هذه علم على

مدينة وهي علم بالواو كما أن المنافقون علم على سورة بالواو فتحكى, لكن تسمي شخصاً

هو أبو فلان لكونه له ابن اسمه فلان اسمه محمد وهو أبو محمد لكون له ابن اسمه محمد

فتقول أنا مررت بأبو محمد وأنا أقول هذا من باب الحكاية نقول: هذا لا يصح لأن

الأبوة هنا ملموحة, أنت تلمح فيه الأبوة ولا تلمح فيه العلمية كاملة للأب والاسم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير