تاماً ولذلك فلابد أن تجريه على سنن الإعراب فيه بإعراب الأسماء الستة.
في الآية طبعاً الآية لها قراءتان ? إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ? و? إِنَّ هَذَانِ
لَسَاحِرَانِ ? فإن قرأنا على رواية التخفيف فلا إشكال فيها لأنه قولك: إنْ تكون
مخففة اسمها ضمير الشأن محذوف هو إنه ثم هذان لساحران مبتدأ وخبر, أما عارضي
التشديد هذه التي أولها وخرجها العلماء على قراءة التشديد فمنهم من قال: إن هذان
هنا لزمت الألف ومن العرب من يلزم المثنى الألف وهذه هي أوجه التخريجات فيها وإلزام
المثنى الألف هي إحد اللغات التي وردت عن العرب هذه أوجه ما يقال فيها وتليق بتفسير
الآية, عند هذه القراءة بالذات حملها على إلزام المثنى الألف.
الآن قسم البدل أقساماً أربعة وهي أقسامه الكبرى قال: (أولها بدل الشيء من الشيء)
هذا الذي يسميه النحويون بدل الكل من الكل طبعاً تعريف كل وبعض ودخول أل عليه هذه
فيها نظر وأكثر العلماء يخطئ دخول أل على تلك الألفاظ الموغلة في العموم والإبهام
وهي كل وبعض وغير, فيقولون: إنه لا يجوز أن تقول: الكل والبعض والغير وبعضهم يجيزها
استناداً إلى ورودها بقلة في بعض الأساليب العربية وعلى كل حال الأولى أن يجتنب
تعريفها بأل, الأفصح ألا تعرف بأل ولذلك قولهم: بدل الكل من الكل, يقال: بدل كل من
كل. على أنه تسميته بدل كل من كل فيها نظر انتبهوا إلى هذه النقطة ابن مالك يسميه
البدل المطابق لو أن واحداً منكم نظر إلى كتب ابن مالك سواء في التسهيل أو في شرحه,
يجد أنه لا يذكر بدل الكل من الكل وإنما يسميه بدل المطابق وهذا يؤدي المعنى لأن
قولك: جاء محمد أخوك الأخ هو محمد فهو يطابقه هو هو ومن يسميه كل من كل أن محمداً
هو كل الأخ والأخ هو كل محمد فلا إشكال فإذن هذا تسميته بعض الناس قال: لماذا ابن
مالك يسمي بدل المطابق؟
الحق أن تسمية ابن مالك هي الأولى لماذا؟ لأن تسمية الشيء بدل الكل من كل إنما تكون
لما له أجزاء لأن الكلية نحن عرفناها أنها تكون لما له أجزاء ولذلك قلنا: إن
التوكيد بكل عندما ذكرنا من أنواع التوكيد المعنوي من ألفاظه كل أنها تكون لما
يتجزأ فتقول: اشتريت العبد كله ولا تقول جاء العبد كله لأن مجيئه لا يتجزأ وشراءه
يتجزأ إذن الأصل في كل أن تكون لما له أجزاء والبدل قد جاء في حق الله -سبحانه
وتعالى- ولا يليق أن نصف الله -سبحانه وتعالى- بهذا الأمر أعني بالكلام عن الجزئية
والكلية وما يتعلق بها ولذلك الأولى في الحديث حق الله -سبحانه وتعالى- أن نستعمل
مصطلح ابن مالك وهو البدل المطابق.
تسألني تقول: كيف وردت البدل بهذه الصيغة البدل المطابق أو بدل الشيء في حق الله
-سبحانه وتعالى- في أول سورة إبراهيم في ? الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى
صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ?1? اللهِ ? [إبراهيم: 1: 2] فالله هي لفظ الجلالة
هنا بدل من العزيز الحميد فهي بدل منه والله هو العزيز الحميد فهذا بدل مطابق ولذلك
كان الأولى ألا نسميه بدل كل من كل حتى لا ندخل في قضية أن هذا يفترض ألا يكون إلا
لما له أجزاء وهذا لا يليق أن يقال في حق الله -سبحانه وتعالى- عن كل ما يتوهم
المتوهمون.
النوع الثاني من أنواع البدل هو بدل البعض من الكل أو بدل بعض من كل وهو أن يبدل
الشيء من كله وذلك مثلاً أن تقول: قطعت اللص يده, فاليد جزء من اللص جزء من السارق
بل هي مقطوعة فهذا بدل بعض اشتريت الدار نصفها النصف بعض الدار هذا بدل البعض من كل
هذا النوع الثاني من أنواع البدل وضابطه أن يكون البدل جزءاً من المبدل منه نحن
قلنا إن ضابط البدل المطابق أن يكون البدل هو كل المبدل منه, أما ضابط البدل بعض من
الكل هو أن يكون البدل جزءاً من المبدل منه.
النوع الثالث: من أنواع البدل هو بدل الاشتمال وبدل الاشتمال فيه التباس, يلتبس على
بعض الطلاب مع بدل البعض من الكل لأنه الحقيقة بينهما نوع من الشبه المصنف عندما
يمثل له بقوله: نفعني زيد علمه العلم كما ترون هو شيء يتعلق بزيد كما أنك عندما
تقول: أكلت الرغيف ثلثه, الثلث أيضاً هو من الرغيف لكن الفرق بينهما يتضح من التأمل
فإن الثلث يوصف بأنه بعض الرغيف لكن العلم لا يوصف بأنه بعض زيد واضح هذا؟ فإذن بدل
¥