وورد في مفردات القرآن الكريم
أحد: أحَدٌ يُسْتَعملُ عَلَى ضَرْبَيْنِ، أحَدُهُما في النَّفْي فَقَطْ، والثاني في الإِثْبَاتِ. فَأَمَّا المُخْتَصُّ بالنَّفْي فلاسْتِغرَاقِ جِنْسِ النّاطِقِينَ، ويَتَنَاوَلُ القَليلَ والكَثِيرَ عَلَى طَرِيقَ الاجْتماعِ وَالافْتِرَاقِ نحْوُ: ما في الدَّارِ أَحَدٌ أيْ واحِدٌ، ولا اثْنَانِ فصاعِداً، لا مُجْتَمِعينَ وَلا مُفْتَرِقينَ. وَلهذا المَعْنى لم يَصِحَّ اسْتِعْمالُهُ في الإِثْبات لأَنَّ نَفْيَ المُتَضَادَّيْنِ يَصِحُّ ولا يَصِحُّ إثْبَاتُهما، فَلوْ قِيلَ في الدَّارِ واحِدٌ لكَانَ فيه إِثْباتُ واحدٍ مُنْفَرِدٍ مع إِثْباتِ ما فَوْقَ الواحِدِ مُجْتَمِعِينَ وَمُفْتَرِقِينَ، وذلكَ ظاهِرٌ لا مَحالةَ، ولتنَاوُلِ ذلكَ مَا فَوْقَ الواحِدِ يَصِحُّ أَنْ يُقالَ ما مِنْ أحدٍ فاضِلِينَ كقولِهِ تعالى: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} وَأَمَّا المُسْتَعْمِلُ في الإِثْباتِ فَعَلَى ثَلاَثَة أَوْجُهٍ: الأَوَّلُ في الوَاحدِ المضمومِ إِلى العَشَراتِ نحوُ: أَحَدَ عَشَرَ وَأَحَدٍ وَعِشْرِينَ. والثّانِي أَنْ يُسْتَعْمَلَ مُضافاً أَوْ مُضافاً إِليه بمَعْنَى الأَوَّلِ كقولهِ تعالى: {أما أحد كما فيسقي ربه خمرا} وقولُهم يومُ الأَحَدِ أيْ يَوْمُ الأَوَّلِ ويوْمُ الکِثْنَيْنِ. والثّالِثُ أن يُسْتَعْمَلَ مُطْلَقاً وَصْفاً وَلَيْسَ ذلكَ إلاّ في وصْفِ اللَّهِ تعالى بقوله: {قل هو الله أحد} وأَصْلُهُ وحَدٌ وَلكِنْ وحَدٌ يُسْتَعْمَلُ في غَيْرِهِ نحْوُ قولِ النابغةِ: كأنّ رِجْلِي وَقَدْ زَالَ النّهارُ بِنَا بِذِي الْجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ.
فإذا لاحظتم رعاكم الله فصاحب المفردات أخرج لفظة الأحد عن القاعدة بقوله " والثّالِثُ أن يُسْتَعْمَلَ مُطْلَقاً وَصْفاً وَلَيْسَ ذلكَ إلاّ في وصْفِ اللَّهِ تعالى بقوله: {قل هو الله أحد} "
فجعلها شاهدا بذاتها مخالفا للاصل وهذا بلا شك دون الصواب
وطيب الله أوقاتكم
فرد عليه المعترض:
الثابت أن لفظة " أحد " قد استعملت في سورة الاخلاص في الاثبات كما استعملت في النفي. والثابت أيضا ان استعمال لفظة " أحد " في الاثبات في سورة الاخلاص لا علاقة له بالمضاف والمضاف إليه.
اقتباس ناجح سلهب
الأخ صهيب سأحاول أن أبسط لك الأمر قدر الإمكان.
لما كانت لفظة الأحد لا تأتي منفردة إلا بصياغة النفي حسب قواعد العربية , وكان اسم الله أحدا منفردا
توجب تقدير نفي معنوي في نفس الاسم وهو نفي الشرك والشريك.
وهذا يوضح كيف أن الاسم جاء منفردا دون صيغة النفي.
المفردات في غريب القرآن للأصفهاني:
(أحد: أحدٌ يُستعمل على ضربين، أحدهما في النفي فقط، والثاني في الاثبات).
(وأما المستعمل في الاثبات فعلى ثلاثة أوجه: الأول في الواحد المضموم إلى العشرات نحو: أحد عشر وأحد وعشرين. والثاني أن يُستعمل مضافا أو مُضافا إليه بمعنى الأول كقوله تعالى: (أما أحدُكما فيسقي ربه خمرا) وقولُهم يومُ الأحدِ أي يوم الأول ويوم الأثنين. والثالث أن يُستعمل مُطْلَقاً وَصْفاً وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله: (قل هو الله أحد) وأصله وحَدٌ ولكن وحَدٌ يُستعمل في غيره نحو قول النابغة:
كأن رِجلي وقد زال النهار بنا
بذي الجليل على مستأنس وَحَدِ).
فالأصفهاني يقول أن لفظة " أحد " تُستعمل في النفي والاثبات، وأنها في الاثبات تُستعمل على ثلاثة أوجه أحدها:
(أن يُستعمل مُطْلَقاً وَصْفاً وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله: (قل هو الله أحد) وأصله وحَدٌ ولكن وحَدٌ يُستعمل في غيره).
وكما تلاحظ أن استعمال لفظة " أحد " في الاثبات في الآية لا علاقة له بالمضاف والمضاف إليه كما قلت في تعقيبك السابق.
والنص الذي نقله الأخ الكريم عيسى عدوي عن ابن تيمية يؤكد ما قاله الأصفهاني:
(لأنه ليس في الموجودات ما يسمى أحدا في الأثبات مفردا غير مضاف إلا الله تعالى).
(والمقصود هنا أن لفظ الأحد لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده وإنما يستعمل في غير الله في النفي).
أما قولك أخي ناجح:
(لما كانت لفظة الأحد لا تأتي منفردة إلا بصياغة النفي حسب قواعد العربية , وكان اسم الله أحدا منفردا
توجب تقدير نفي معنوي في نفس الاسم وهو نفي الشرك والشريك.
¥