وهذا يوضح كيف أن الاسم جاء منفردا دون صيغة النفي.).
فإن نفي الشريك آت من مفهوم العدد، وليس لكون لفظة " أحد " وردت منفردة.
في كتاب اشتقاق أسماء الله لأبي القاسم الزجاجي ورد النص التالي:
(الواحد على ضروب، الواحد: الفرد الذي لا ثاني له من العدد كقولك – إذا قصدتَ العدد – الواحد والثاني والثالث والرابع وما أشبه ذلك. فالله عز وجل الواحد الأول الأحد الذي لا ثاني له ولا شريك ولا مثل ولا نظير .. ).
ولفظة " أحد " في قوله تعالى: {قل هو الله أحد} بمعنى لفظة " واحد ".
ورد في تفسير الكشاف للزمخشري ما نصه:
(وأحد: بدل من قوله، الله. أو على: هو أحد، وهو بمعنى واحد، وأصله وحد).
والدليل على أن نفي الشرك آت من مفهوم العدد وليس لكون لفظة " أحد " وردت منفردة هو أن لفظة " أحد " حين وردت في حالة النفي كما في قوله تعالى {ولم يكن له كفوا أحد} لم تكن وصفا لله تعالى بل للكفء، إذ لو كانت وصفا لله تعالى لكانت اثباتا لوجود أكثر من واحد.
وبارك الله في الجميع
فرد عليه الأخ صاحب الموضوع قائلاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد
السلام عليكم
مع الاحترام لابن تيمية والاصفهاني فأقوالهما تفريع بلا أصل في العربية.
أما قولي فهو أن لفظة "أحد " منفردة كاسم من اسماء الله تفيد نفي الشرك مع الله عز وجل , إذ أنها تقترن بصيغ النفي و قوله تعالى " ولم يكن له كفوا أحد" فليست هناك أحدا يشابهه أو يكافؤه أو يساويه في أحديته.
وليس القول بحاجة إلى كل هذا التنقير فالخطب سهل والمنحى واضح
فرد عليه المعترض قائلاً:
اقتباس ناجح سلهب
(فإذا لاحظتم رعاكم الله فصاحب المفردات أخرج لفظة الأحد عن القاعدة بقوله " والثّالِثُ أن يُسْتَعْمَلَ مُطْلَقاً وَصْفاً وَلَيْسَ ذلكَ إلاّ في وصْفِ اللَّهِ تعالى بقوله: {قل هو الله أحد"}
فجعلها شاهدا بذاتها مخالفا للاصل وهذا بلا شك دون الصواب.).
(مع الاحترام لابن تيمية والاصفهاني فأقوالهما تفريع بلا أصل في العربية.).
أولا- إذا كان استعمال لفظ الأحد مفردا في الاثبات يُعد خروجا عن القاعدة فإن الأصفهاني وابن تيمية لم يُخرجا لفظ الأحد عن القاعدة، وإنما الله سبحانه وتعالى قد أخرج لفظ الأحد عن القاعدة في قوله تعالى: {قل هو الله أحد}. لأن لفظة " أحد " في هذه الآية وردت مفردة، وقد استُعملت في الاثبات لا في النفي. وما قام به الأصفهاني وابن تيمية هو فقط أنهما قد قدما تفسيرا أو توضيحا أو تأصيلا لهذا الخروج عن الأصل، ولم يفعلا أكثر من ذلك، فالأصفهاني قال:
(والثّالِثُ أن يُسْتَعْمَلَ مُطْلَقاً وَصْفاً وَلَيْسَ ذلكَ إلاّ في وصْفِ اللَّهِ تعالى بقوله: {قل هو الله أحد"}).
وقال ابن تيمية:
(لأنه ليس في الموجودات ما يسمى أحدا في الأثبات مفردا غير مضاف إلا الله تعالى).
(والمقصود هنا أن لفظ الأحد لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده وإنما يستعمل في غير الله في النفي).
ثانيا- نزل القرآن الكريم بلسان العرب، قال تعالى: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين}، فيكون قولك: (فأقوالهما تفريع بلا أصل في العربية) مردود عليك لأنهما إنما استندا الى نص القرآن.
ثالثا- الأصفهاني وابن تيمية قالا أن استعمال " أحد " في الاثبات مفردا لا يكون إلا لله تعالى، فاعتراضك على قولهما مقتضاه اطلاق استعمال لفظ الأحد في وصف جميع الموجودات وليس في وصف الله تعالى فقط، فهما قد قيدا الاستعمال المفرد في الاثبات في وصف الله تعالى فقط، والاعتراض من قبلك يعني اطلاق الوصف في الاثبات في غير الله تعالى أيضا، وبذلك تكون قد أقمت الحجة على نفسك بنفسك أو نقضت قولك بقولك.
رابعا- لا يحق لشخص لا يعرف المضاف والمضاف اليه أن يكون له كلمة في اللغة العربية فضلا عن أن يرد قولا لأهل اللغة!
هذا حصيلة النقاش فيا علماء العربية كما ترون الخلاف في فهم أحد و في فهم الأصفهاني و ابن تيميه و صاحب الموضوع لم يعترف بفهمهم.
فنرجوا توضيح الموضوع حسب لسان العرب و ماذا تقول اللغة العربية الغراء في هذا الأمر؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:50 م]ـ
أخي الكريم
بارك الله فيك على هذا النقل، وإن دل ذلك فإنما يدل على وعيك الفاعل فيما نسميه الحوار والنقاش وطرق السبل إلى حيث المثاقفة والتي لا تتم إلا بوساطة التعاطي المسؤول في ذلك الكل المعقد من المعارف كحد تعبير (تايلور)!!
وأظنة حسن طوية منك في نقل هذا الموضوع وإعادة بثه من جديد للخروج بفهم أكثر شمولا وإفادة 00
لكن 000!!
ألا ترى أخي أن الله عز وجل وصف نفسه بما يليق به سبحانه وتعالى فقال (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) 0
وعليه فإنني أرى - ولعلها وجهة نظر قاصرة - أن الخوض في ذات الله، ومحاولة الإسقاطات الإنسانية في الفهم والتصور والإدراك على الذات القدسية لهو من العبث بمكان!! بل من الجرأة والتعدي نحو فهم الله سبحانه وتعالى
علينا أن نسلم بما وصف الله نفسه بنفسه وبما أثبته عز وجل في كتابه الكريم وبما أسره لنبيه المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه وأن نقف موقفا حذرا من الخوض فيما لا يعود علينا إلا بمصادمة عنيفة مع ما لا يتفق وفهمنا البسيط 00
مصداقا لقوله عز وجل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
بارك الله فيك مرة أخرى
مغربي