لعل الأمر الآن اتضح فيما يتعلق بالتمييز، حكمه، أنواعه، كيف يكون
مبيناً للمفردات، الأفراد، وكيف يكون مبينا للجمل، والنسب فيها، ما
المقصود بتحويله، ما المقصود باشتراط مجيئه نكرة، لماذا اشترط ورأي من
يرى أنه معرفة، وتأويل ذلك، ثم ما المقصود بمجيئه بعد تمام الكلام، أي
بعد اكتمال ركنيه.
إذا كان لأحد منكم أو من الإخوة السائلين في الموقع أو في غيره سيستعرض
في هذا، فليتفضل قبل أن ننتقل إلى موضوع الاستثناء -إن شاء الله
تعالى-.
تقول: "استفسار" هناك قاعدة تقول: الجمل بعد النكرات صفات، وبعد
المعارف أحوال، هل المقصود بالنكرات والمعارف الموصوف وصاحب الحال؟.
هذا صحيح؛ لأننا قد عرفنا أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة، وأما
المنعوت فلا يجب أن يكون معرفة، قد يكون نكرة وقد يكون معرفة، إذا
جاءتنا جملة وقد وقعت بعد معرفة فهي تبين هيئة صاحب هذه المعرفة، وإذا
كان بعد نكرة، فلا يصح أن نقول: إنها حال لأن صاحب الحال لا يكون نكرة،
فيجب أن نقول: إنها نعت صفة.
تقول: وكيف نعرفه إن كان محذوفاً؟.
ما هو؟
ربما صاحب الحال.
إذا قلت مثلاً: "جاء يهرول" أنا أعرف الآن أن التقدير: "هو" وهو ضمير،
والضمير كما تعرف معرفة، فإذن ينبغي أن أقول: إن جملة "يهرول" هذه حال؛
لأنها وقعت بعد معرفة، صاحبها معرفة، فوجب أن تكون حالاً، لكن لو قلت
مثلاً: "رأيت رجلاً يمشي" فرجل نكرة هنا، وهو يحتاج إلى ما يصفه، فجملة
"يمشي" هذه الجملة الفعلية صفة له، أو نعت له.
إذن قولك: "جاء الرجل يمشي" و"جاء رجل يمشي" فرق بينهما، أن "جاء الرجل
يمشي" "يمشي" تبين هيئة الرجل وقت مجيئه، وهو معرفة فهي حال، وقولك:
"جاء رجل يمشي" هنا "رجل" نكرة، محتاجة إلى تفسير، فتكون الجملة بعده
نعتاً أو صفة موضحة له.
يقول: يا شيخ بالنسبة للنوع الغير محول النسبي، الدال على الامتلاء،
هل ممكن أن نطلق عليه هذا الشيء: أنه ما دل على الامتلاء؟.
الشيخ مثلاً محمد بن عثيمين -رحمه الله- يسميه ما دل على الامتلاء، لكن
الحق أنه لا يكتفي على هذا، أنا مثلت لك بمثال آخر، كقولك مثلاً:
"استشاط فلان غضباً" هذا ما فيه امتلاء وهو غير محول، لكن لعل الشيخ
اطلع على هذا المثال أو رأى النحويين يمثلون به كثيرًا، فأطلق عليه هذا
الحكم ولا إشكال في ذلك.
هل يمكن أن تكون الآية التي في القرآن: ? مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا ?
[آل عمران: 91] تمييزاً لـ ? مِّلْءُ الأَرْضِ ?؟.
هذا بالفعل، هو ? مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا ? هي تمييز غير محول.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 01:54 م]ـ
معناها: أنك حين قلت: عندي عشرون درهمًا، لم تقل بالطبع: عندي عشرون دراهم، هذا مراد المبرد من قوله: ولم يجز أن تذكر جمعا، يعني: لم يجز أن تذكر التمييز جمعًا، وإنما ذكرته مفردًا، فبما علل المبرد ذلك؟ ذكر الحكمَ فقال: ولم يجز أن تذكر جمعًا، وذكر العلة التي تبين لك جمال العربية، وأنها متضافرة الألفاظ متجانسة، يُذكر الجمع في قولك: عشرون، فكيف يُذكر تمييز العشرين جمعًا فيأتي جمعٌ بعد جمع؟ الجمع محقق في العدد، حيث قلتَ: عندي عشرون، ثم يأتي مِن بعد ذلك المفرد، فتقول: درهما، يقول المبرد: ولم يجز أن تذكر جمعًا؛ لأن الذي قبله قد تبين أنه جَمعٌ، وأنه مِقدار منه معلوم.
. [/ size][/size]
أستاذي الفاضل عمر مبروك جزاك الله خير الجزاء ... بحث رائع وسأعود إليه بالتفصيل مرة أخرى إن شاء الله ... ولكن استوقني هنا أمر يتعلق بالجمع، وهو أن المعدود يأتي مفرداً بعد الـ11 .... وعلل العلماء ذلك بأن العدد يدل على الجمع ...
والسؤال هنا: فما علة مجيء المعدود جمعاً مع الأعداد ثلاثة فما فوق وحتى العشرة ... رغم علمنا أن الجمع يطلق على الثلاثة فما فوق ... فلماذا لم يأت المعدود هنا مفردأ ... ؟ وجزاكم الله خيراً ...
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 07:12 م]ـ
أستاذي الفاضل عمر مبروك جزاك الله خير الجزاء ... بحث رائع وسأعود إليه بالتفصيل مرة أخرى إن شاء الله ... ولكن استوقني هنا أمر يتعلق بالجمع، وهو أن المعدود يأتي مفرداً بعد الـ11 .... وعلل العلماء ذلك بأن العدد يدل على الجمع ...
¥