تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحسنت، أشد من حب أولئك الأنداء للأنداد، نعم.

يا شيخ هل لا يأتي المحول عن مبتدأ إلا مع أفعال التفضيل؟.

لا يشترط فيه ذلك.

فنقول: المبتدأ يأتي مع أفعل التفضيل.

لا، ما يقال ذلك، هو على كل حال هو مبتدأ هو اسم، وما دام اسم فهو

مبتدأ، وإعرابه كذلك.

يعني ليس مطرداً في أحوال أفعال التفضيل؟.

أنا لا أتذكر مثالاً آخر لغير أفعل التفضيل لكني لا أستطيع أن أضع

قاعدة أقول فيها: إنه لا يأتي إلا كذلك.

الجواب الثاني، تفضيل يا شيخ.

? وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ? هو التمييز محول من مفعول به.

لن تبلغ طولَ الجبال.

ولن تبلغ طولَ الجبال، ممتاز، هذا يمكن أن نقول: محول من مفعول به.

يمكن أيضاً أن نجعلها من فاعل لا يمكن أن نجعلها من فاعل، أي ولن يبلغ

طولك الجبال مثلاً، فبحسب التقدير تستطيع أن تبين كيف كان تحويلها.

بارك الله فيكم، هذا الحقيقة يدل على أن متابعتي الإخوة ترى الأمر

يحتاج إلى تأمل وهذا دليل على أن الإخوة الحقيقة فيهم انتباه وتمييز

زادهم الله توفيقا.

شروط التمييز

نأتي لقول المصنف: (ولا يكون إلا نكرة)، الآن المعروف أن التمييز

الجمهور يرون أنه لا يكون إلا نكرة، وهذا هو الأصل في التمييز أنه يكون

نكرة والأمثلة السابقة كما رأيتم كلها نكرات، هناك من رأى أنه قد يأتي

التمييز معرفة، قيل لهم: ما مثال ذلك؟ قالوا: في قول الله -سبحانه

وتعالى-: ? وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن

سَفِهَ نَفْسَهُ ? [البقرة: 130]، قالوا: هكذا تقديره عندهم، قالوا:

نفسه تمييز وهي كما ترون معرفة؛ لأنها مضافة إلى الضمير والضمير معرفة

, والمضاف إلى معرفة معرفة، قالوا التقدير: إلا من سفه نفساً، فهو

تمييز نسبة محول من فاعل أي إلا من سفهت نفسه، هذا تقديره، وهذا ذكره

بعض المفسرين، أن هذا هو المعنى في الأصل.

وإذا أخذنا الكلام بهذه الطريقة فالمعنى واضح وصحيح يعني لا يرغب عن

ملة إبراهيم لا يرغب عن الحق يعني لا يجفوا الحق ويتركه إلا شخص نفسه

سفيهة، موصوفة بالسفه، فقالوا: أصله إلا من سفه نفساً، هذا أصله، أي

سفهت نفسه، فهو تمييز نسبة محول من فاعل.

الجمهور الذين يقولون: لا يكون التمييز إلا نكرة، قالوا: لا، هذا ليس

تمييزاً أصلاً، هو صحيح معرفة ولكنه ليس تمييزا وليس له علاقة أصلاً

بباب التمييز، وهنا: ? إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ?، ? نَفْسَهُ ?

مفعول به، طيب كيف يقال: ? سَفِهَ نَفْسَهُ ? هو يسفه نفسه؟ قالوا: لا،

هنا الفعل ضمن معنى فعل آخر، ضمن ? سَفِهَ ? منى جهل، لا يرغب عن ملة

إبراهيم إلا من جهل نفسه، فالاسم مفعول به للفعل المذكور بعد أن ضمن

معنى فعل آخر، طبعاً هذا فيه تأويل لكنه فيه طرد للقاعدة والمعنى معه

مستقيم فلا إشكال فيه.

بقي قوله: (ولا يكون إلا بعد تمام الكلام)، وهي آخر جملة ذكرها المصنف

في هذا الباب، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام، ما المقصود بتمام الكلام؟

مجيء ركنيه، الركنان في الجملة الفعلية: الفعل والفاعل، والركنان في

الجملة الاسمية: المبتدأ والخبر، ولذلك ليس المقصود بتمام الكلام أنه

لا يحتاج إلى المفعولات ولا إلى الأحوال ولا إلى الظروف ولا غيرها، هذه

يحتاج إليها لكنها ليست من ركني الجملة، فإذن من المتممات أو الأشياء

التي تذكر أو مما يسمونها بالفضلات هذه ليس معناها أن لك أن تحذفها ولك

أن تثبتها ولكنها ليست عمداً, ليست من ركني الجملة الأساسيين، وإن كان

الكلام يحتاج إليهما.

التمييز لا يأتي لشيء لم تكتمل فيه الركنان، لابد من اكتمال الركنين،

فالجملة الاسمية: مبتدأ وخبر، فعلية: فعل وفاعل، ثم يأتي التمييز بعد

ذلك، ولا يصح أن تميز جملة غير مكتمل ركناها.

طبعاً نحن عرفنا أن التمييز حكمه النصب كما ذكر هو في تعريفه، وتبين أن

ذكر ذلك الحكم في التعريف فيه نظر، لعلته السابقة.

قد يأتي التمييز مجروراً، كقولك مثلاً: "رأيت خمسة رجال"، فهنا "رجال"

مضاف إليه كما ترون، هو تمييز للخمسة، لكن لا نعربه تمييزاً، وإن كان

في حقيقته تمييزاً؛ لأنه أصبح مضافاً إليه مجرور، ومثله ما كان مجروراً

بمن، كقولك مثلاً: هذا باب من حديد، فقولك: من حديد، مبين للباب ولما

انبهم منه ومبين لنوعه، لكنك أيضاً لا تعربه تمييزًا وإنما تعربه

مجروراً بمن، وإن كان هو في معناه تمييزًا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير