تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ينقل الباحث عن الكتب الإمامية دون تمييز ونقد، فينقل عن المفيد والكافي والمجلسي، دون بيان للصحيح في التاريخ من الضعيف، انظر ص 46، ولا أدري ما وظيفة الباحث إن لم يتقن مثل هذه المواضع.

- واعجب غاية العجب من نقله نص عبد الحليم الجندي ذاكرا أن الدولة الفاطمية قامت على أسس مبادئ الصادق الدينية ... ص49، دون أي انتقاد واعتراض، ولا أدري هل الباحث لا يعلم شيئا عن الدولة الفاطمية ومدى صحة انتسابها للصادق لينقل هذه المقولة مقرا لها؟

- و يشعر سياق قوله ص50: «وقد ازداد اهتمام الإمام الصادق بحديث جده المصطفى- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - اهتماماً عظيماً، بعد أن كثر الكذب،والوضع عَلَى رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وعلى الرغم من كثرة الرواة،والتلاميذ، عن الإمام جَعْفَر الصادق، إلا أَن مروياته التي نقلت فِي كتب السنة المعتمدة ليست بالكثرة التي توجد بِهَا فِي كتب الشيعة، وهناك عوامل كثيرة أدت إِلَى ذلك، منها العوامل السياسية التي سبق وأن أشار إِلَيَّها الباحث، وما كَانَ يلاقيه آل البيت،ومن تبعهم،ومن أخذ عنهم من حكام بني أمية،وحكام بني العباس.» يشعرك بأن روايات الشيعة عنه فيها نوع وجاهة، وأن السنة فيهم نوع إعراض عن آل البيت وكلاهما باطل.

- وفي ص 51، يذكر أن هشام بن الحكم (المجسم الإمامي المشهور) من تلاميذ الصادق موافقة للروايات الإمامية المشهورة، وعندي أن هشاما هذا هو مؤسس المذهب الإمامي وهو مختلق كثير من الروايات عن الصادق.

- وقد أساء الكاتب جدا بتفسيره الساذج لعدم رواية الإمام البخاري عن الإمام الصادق، جاعلا ذلك سببا سياسيا، إذ كان البخاري يعيش أيام المتوكل الناصبي، فكأنه خاف من ذكر روايات جعفر الصادق رضي الله عنه! ص68

والحق أنني لم أقرأ تفسيرا أكثر سذاجة من هذا التفسير! وعلى ذلك كان يلزم البخاري أن يُعرض عن روايات آل البيت كلهم، ويبدأ بسيدنا علي والحسن والحسين والباقر وزين العابدين وغيرهم من آل البيت رضي الله عنهم، ويلزمه أن لا يروي عن شيعي البتة، ولا عن عباد بن يعقوب الرواجني الذي يعتقد بأن عليا حفر البحر وأن الحسين أجري النهر ويمتحن طلابه بذلك!

ولهج الكثيرين من المتشيعين الجدد باضطهاد آل البيت ذاكرين مثال الخليفة المتوكل على ذلك انتقائية مزعجة للتاريخ، وتأكيد لاتباع الهوى، وإلا فليذكروا مثال الخليفة المأمون وعهده لعلي الرضا رضي الله عنه بالخلافة ثم بولاية العهد، وقيام الثورات العباسية ذده جراء ذلك مثالا مقابلا على رفعة آل البيت في بعض العصور وغاية احترامهم، لا سيما وقد ذكر مؤرخو الإمامية أن بعض الناس دخل في التشيع طلبا للدنيا آنذاك، فلا اضطهاد ولا خوف ولا تقية!

- أما دراسته الحديثية فأقف عند حديث واحد هو حديث «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ،وحُسَيْنٍ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبني،وأَحَبَّ هَذَيْنِ،وأَبَاهُمَا،وأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» في ص 144 وقد أنكر الكاتب على الإمام الذهبي قوله: «هَذَا حديث منكر جدا. وما فِي رواة الخبر إِلَّا ثقة، ما خلا عَلِيّ بن جَعْفَر، فلعله لم يضبط لفظ الحديث - وما كَانَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- من حبِهِ بثَّ فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبِهِما فِي درجته فِي الجنة، فلعله قَالَ: فهو معي فِي الجنة. وقد تواتر قوله -رَضِيَ اللهُ عَنْه-: " المرء مَعَ من أحب "،ونصر بن علي، فمن أئمة السنة الأثبات».

قال الباحث: «نرى أنَّ إنكار الإمام الذهبي لمتن هَذَا الحديث مرجعه إِلَى أنه - رحمه الله- استكثر أن يبلغ مسلم درجة التساوي مَعَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بمجرد حبِهِ لآل بيته كَمَا يبدو من عبارته السابقة، مع أن التساوي فِي الدرجة نسبي، فهو فِي تقدير الباحث تساوٍ فِي النوع،وليس فِي الكم، وهو ثابت لمسلمين آخرين بنص الْقُرْآن الكريم فِي قوله سبحانه،وتعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ،والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ،والصِّدِّيقِينَ،والشُّهَدَاءِ،والصَّالِحِينَ،وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير