تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تطاول الزمن، ولو أردت أن أضرب أمثلة لهذه الظاهرة وأثرها في اختلاف الروايات لطال المقام جداً.

.3) ظاهرة التفرد والغرابة في كثير من الروايات التي يفترض أن تروى من رواية الجمع أو العدد، لأنها تتحدث عن أمور ظاهرة، منتشرة متداولة، وهي مما يهتم به الناس عادة، ومع ذلك لم ترو إلا برواية الآحاد، بل ومن وجه واحد.

.4) ظاهرة الكذب على رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهذه ظاهرة وجدت في فترة متقدمة، ربما في عهد علي رضي الله عنه، وبسبب بدء الفتنة، كما تشير بعض الروايات.

5) ظاهرة الأخذ عن أهل الكتاب، ومن ثم رواية الكثير من الإسرائيليات المنكرة، ومن ثم تسلل عديد منها إلى كتبنا، وربما وهًم بعضهم فجعلها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. 6) انتشار ظاهرة الإرسال والتدليس، أي أن يحدث الصحابي أو من بعده عن رسول الله بما لم يسمعه من رسول الله، من باب إحسان الظن بمن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. .7) ظاهرة المذهبية العقدية والفقهية والتحزب لكل مذهب، وكان لذلك آثار خطيرة في الرواية والرواة.

.8) ظاهرة تأخر جمع السنة وتأخر عملية التدوين إلا للقليل القليل.

9) ظهور روايات وطرق لأحاديث في كتب متأخرة، لم تكن معروفة في القرون الأولى، ولا في المدونات المعتبرة كالكتب التسعة.

10,) ظهور الاختلاف بين النسخ الخطية، وهذه قضية تحتاج إلى دراسات مطولة، وسنن الترمذي انموذج على ذلك، وما يبينه ابن حجر في شرحه على البخاري نموذج آخر. .وجود هذه الظواهر وغيرها أدى إلى ظهور علوم منها:

1 - علم العلل، وهو علم يختص بدراسة الأخطاء الخفية التي تقع في رواية الثقات، ولأن هذا العلم يتعامل مع الثقات الذين يفترض الصواب في رواياتهم: كان من أغمض العلوم وأدقها، وميداناً فسيحاً للاجتهاد والنظر.

2 - علم الجرح والتعديل ونقد الرواة، وإنه وإن كان قد اشتمل على الكثير من قواعد النقد فما زالت قضاياه بحاجه إلى تحرير دقيق، ومنها: مفهوم الصحابي الذي نثبت له العدالة المطلقة، وكيف نتعامل مع مُرْسَل الصحابي؟ وكيف نثبت عدالة الرواة؟ وهل تم الالتزام بتلك القواعد؟ ومدى أثر الاتجاهات المذهبية في الحكم على الرواة؟ وترافق مع ظهور علم نقد الرجال ظهور مشكلة الاختلاف بين العلماء في الجرح والتعديل والحكم على الرواة، والاختلاف في بعض أسباب الجرح، ومنهج التعامل عند تعارض الجرح والتعديل. مممواجهة هذه الظواهر: تحوإذ كان هذا بعض الحال المرافق للسنة فقد نهض علماء أفذاذ جهابذة حفاظ ليحرروا السنة، ويذودوا عن حياضها قدر الاستطاعة البشرية، إذ إن الله تكفل بحفظ القرآن خاصة أما السنة فجعل أمر الحفاظ عليها موكولاً إلى اجتهاد البشر لحكم كثيرة، وإن كنا نقطع أنه حفظ لنا ما به قيام الدين كاملاً. ننظنية السنة الأحادية: وكانت النتيجة العملية لكل ما مضى أن قرر العلماء المحققون أن السنة الآحادية الصحيحة فضلاً عن الضعيفة ظنية الثبوت، أي وإن كان ظاهر حديث الصحة فيبقى الاحتمال قائماً في عدم ثبوته، وكذا العكس، ويبقى باب الاجتهاد مفتوحاً في التصحيح والتضعيف. ولم ينكر أحد من العلماء المحققين على أحد هذا المنهج. بمنقد الصحيحين::إن أصح كتابين في السنة على الإطلاق كتاب الإمام البخاري وكتاب الإمام مسلم. ومع ذلك فقد قام عدد من أهل العلم المحققين بنقد كثير من الأحاديث فيهما، بل إن الشيخ ناصر الألباني وهوممن يعد من كبار علماء الحديث في هذا العصر ينقل عن الشيخ المحدث أحمد محمد الغماري قوله: (ومنها: أحاديث الصحيحين، فإن فيها ما هو مقطوع ببطلانه، فلا تغتر بذلك، ولا تتهيب الحكم عليها بالوضع .... )) ثم يعقب الشيخ ناصر بقوله: ((وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم ... )) كتاب آدب الزفاف، الألباني صفحة 6059، المكتبة الإسلامية ط 1409، بل وجدنا الإمام البخاري يرد أحاديث صححها الإمام مسلم في صحيحه منها حديث ((خلق الله التربة يوم السبت)) (التاريخ الكبير للبخاري (1 ـ 413 رقم 1317) وصحيح مسلم 2789 () وحديث ((لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه)) ينظر فتح الباري (1 ـ 208)، وحديث سالم في رضاع الكبير) اذ أورد البخاري أوله وحذف مايتصل بقصة الرضاع مرتين، (البخاري 4000 5088و ومسلم 1453) وحديث (يقطع صلاة الرجل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير