تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروايته لذلك عن مُسلمٍ إمَّا بطريق الإجازةِ، وإمَّا بطريقِ الوِجَادَةِ، وقد غفل أكثر الرُّواةِ عن تبين ذلك، وتحقيقه في فهارسهم، وبرنامجاتهم، وفي تسميعاتهم، وإجازاتهم، وغيرها، بل يقولون في جميع الكتابِ: أخبرنا إبراهيم، قال: أخبرنا مُسلمٌ، وهذا الفَوْتُ في ثلاثةِ مواضع مُحقَّقة في أصولٍ مُعتمدةٍ.

فأوَّلها: في كتابِ الحجِّ في بابِ الحَلْقِ والتَّقصيرِ، حديث ابنِ عمرَ _ رضي اللَّه عنهما _؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ e قال: " رَحِمَ اللَّهُ المُحلِّقينَ "، برواية ابنِ نُمَيرٍ، فشاهدتُ عنده في أصلِ الحافظِ أبي القاسم الدِّمشقيِّ _ بخطِّه _ ما صورته:

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن سفيان، عن مُسلمٍ؛ قال: حدَّثنا ابنُ نُمَيْرٍ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا عُبيدُ اللَّهِ بنُ عمرَ، ... الحديث.

وكذلك في أصلٍ بخطِّ الحافظِ أبي عامرٍ العَبْدريِّ، إلاَّ أنَّه قال: حدَّثنا أبو إسحاقَ.

وشاهدت عنده في أصلٍ قديمٍ مأخوذٍ عن أبي أحمدَ الجُلُوديِّ ما صورته: مِنْ ها هنا قرأت على أبي أحمدَ: حدَّثكم إبراهيم عن مُسْلِمٍ، وكذا كان في كتابه إلى العلامةِ.

قلتُ _ أي ابنُ الصَّلاحِ _: وهذه العلامةُ هي بعد ثمانيةِ أوراقٍ أو نحوها عند أوَّلِ حديثِ ابنِ عمرَ أنَّ رسولَ اللهِ e كان إذا استوى على بعيرِهِ خارجاً إلى سفرٍ كبَّرَ ثلاثاَ.

وعندها في الأصلِ المأخوذِ عن الجُلُوديِّ ما صورته: إلى ها هنا قرأت عليه _ يعني على الجُُلُوديِّ _ عن مُسْلِمٍ، ومن ها هنا قال: حدَّثنا مُسْلِمٍ.

وفي أصلِ الحافظِ أبي القاسم عندها بخطِّه: من هنا يقول: حدَّثنا مُسْلِمٌ، وإلى هنا شكّ.

الفائتُ الثَّاني لإبراهيمَ: أوَّلُهُ أوَّل الوصايا قول مُسْلِمٍ: حدَّثنا أبو خيثمةَ زهيرُ بنُ حربٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثَنَّى _ واللَّفظُ لمحمَّدِ بنِ المُثَنَّى _ في حديثِ ابنِ عمرَ: " ما حقُّ امرىءٍ مسلمٍ لهُ شيءٌ يريدُ أنْ يُوصي فيه ... "، إلى قوله في آخرِ حديثٍ رواه في قصَّةِ حُوَيِّصَةَ ومُحَيِّصَةَ في القَسَامَةِ: حدَّثني إسحاقُ بنُ منصورٍ، أخبرنا بشرُ بنُ عمرَ؛ قال: سمعت مالكَ بنَ أنسٍ ... الحديثَ، وهو مقدارُ عشرة أوراقٍ، ففي الأصلِ المأخوذ عن الجُلُوديِّ، والأصلِ الَّذي بخطِّ الحافظ أبي عامر العَبْدَريِّ ذِكْرُ انتهاءِ هذا الفَوَاتِ عند أوَّلِ هذا الحديثِ، وَعَوْدِ قول إبراهيم: حدَّثنا مُسْلمٌ.

وفي أصلِ الحافظ أبي القاسم الدِّمَشقيِّ شِبْهُ التَّرَدُّدِ في هذا الحديثِ، داخلٌ في الفَوْتِ أو غير داخلٍ فيه، والإعتمادُ على الأوَّلِ.

الفائتُ الثَّالثُ: أوَّلُهُ قول مُسْلمٍ _ في أحاديثِ الإمارةِ والخلافةِ _: حدثني زهيرُ ابنُ حربٍ، حدَّثنا شَبَابَةُ، حديث أبي هريرةَ، عن النَّبيِّ e : " إنَّما الإمامُ جُنَّةٌ "، ويمتدُّ إلى قوله في كتابِ الصَّيدِ والذَّبائحِ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ مِهْرانَ الرَّازيُّ، حدَّثنا أبو عبدِ اللَّهِ حمَّادُ بنُ خالدٍ الخيَّاطُ، حديث أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنيِّ:" إذا رميتَ بسهمكَ "، فمن أوَّل هذا الحديثِ عَادَ قولُ إبراهيمَ: حدَّثنا مُسْلمٌ.

وهذا الفَوْتُ أكبرهما وهو نحو ثماني عشرة ورقة، وفي أوَّلِهِ بخطِّ الحافظ الكبير أبي حازم العَبْدَويِّ النَّيْسابوريِّ _ وكان يروي عن محمَّدِ بنِ يزيدَ العَدْلِ عن إبراهيمَ _ ما صورته: من هنا يقول إبراهيمُ: قال مُسْلِمٌ، وهو في الأصلِ المأخوذِ عن الجُلُوديِّ، وأصلِ أبي عامرٍ العَبْدريِّ، وأصلِ أبي القاسمِ الدِّمَشْقيِّ بكلمة: عن.

وهكذا في الفائتِ الَّذي سبقَ في الأصلِ المأخوذِ عن الجُلُوديِّ، وأصلِ أبي عامرٍ، وأصلِ أبي القاسمِ، وذلك يحتمل كونه روى ذلك عن مُسْلمٍ بالوِجَادَةِ، ويحتمل الإجازة، ولكن في بعض النُّسخِ التَّصريح _ في بعض ذلك أو كلِّه _ يكون ذلك عن مُسْلمٍ بالإجازةِ، والعلمُ عند الله تبارك وتعالى " (38) انتهى كلامُ ابنِ الصَّلاحِ.

وقال إبراهيمُ بنُ محمَّدٍ: " فرغَ لنا مُسْلمٌ من قراءة الكتابِ في شهرِ رمضانَ، سنة سبعٍ وخمسينَ ومائتين " (39).

• وفاتُهُ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير