تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ الإِمامُ النَّوويُّ: " قَوْلُهُ: (حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابنَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ) قَالَ الْمَازِرِيُّ: هَذَا مِنْ الأَحَادِيثِ الْمَقْطُوعَةِ فِي مُسْلِمٍ، وَهِيَ أَرْبَعَةُ عَشَرَ، هَذَا آخِرهَا. قَالَ الْقَاضِي: قَلَّدَ الْمَازِرِيُّ أَبَا عَلِيٍّ الْغَسَّانِيَّ الْجَيَّانِيَّ فِي تَسْمِيَتِهِ هَذَا مَقْطُوعًا، وَهِيَ تَسْمِيَةٌ بَاطِلَةٌ، وَإِنَّمَا هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الصَّنْعَةِ مِنْ بَابِ الْمَجْهُولِ، وَإِنَّمَا الْمَقْطُوعُ مَا حُذِفَ مِنْهُ رَاوٍ. قُلْتُ: وَتَسْمِيَته هَذَا الثَّانِي _ أَيْضاً _ مَقْطُوعاً مَجَازٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مُنْقَطِعٌ وَمُرْسَلٌ عِنْدَ الأُصُولِيِّينَ وَالْفُقَهَاءِ، وَإِنَّمَا حَقِيقَةُ الْمَقْطُوعِ عِنْدَهُمْ الْمَوْقُوفُ عَلَى التَّابِعِيِّ فَمَنْ بَعْدَهُ، قَوْلاً لَهُ، أَوْ فِعْلاً، أَوْ نَحْوَه.

وَكَيْف كَانَ؛ فَمَتْنُ الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ بِالطَّرِيقِ الأَوَّلِ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ الثَّانِي مُتَابَعَةً، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ الْمُتَابَعَةَ يُحْتَمَلُ فِيهَا مَا لاَ يُحْتَمَلُ فِي الأُصُولِ، وَقَدْ وَقَعَ فِي كَثِيرٍ مِنْ النُّسَخِ هُنَا اِتِّصَالُ هَذَا الطَّرِيقِ الثَّانِي مِنْ جِهَةِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمِ بْنِ سُفْيَانَ رَاوِي الْكِتَابِ عَنْ مُسْلِمٍ، وَهُوَ مِنْ زِيَادَاتِهِ، وَعَالِي إِسْنَادِهِ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَاتَّصَلَتِ الرِّوَايَةُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".

وقَالَ رَشِيدُ الدِّينِ العطَّارُ في " غُررِ الفوائدِ " (ص:169): " وقَدْ وَصَلَهُ _ أَيْضاً _ إِبْرَاهيمُ بنُ سُفْيانَ الزَّاهِدُ، رَاوِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، فَرَوَاهُ عَنِ الإِمَامِ أبي عبدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بنِ يحبى الذُّهْلِيِّ، عنْ سَعِيدِ بنِ أَبي مَرْيَمَ كَذَلِكَ، ولعلَّ البُخَاريَّ أَحَدُ العِدَّةِ الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمْ مُسْلِمٌ هَذَا الحَدِيثَ ولَمْ يُسَمِّهِمْ، واللَّهُ U أَعْلَمُ ".

وقَالَ ابنُ الصَّلاحِ في " صِيَانةِ صحيحِ مُسْلِمٍ " (ص:80): " وَقَالَ مُسْلِمٌ في آخِرِ كِتَابِ القَدَرِ _ في حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: (لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) _: حَدَّثَني عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعِيدِ بنِ أَبي مَرْيَمَ، وَهَذَا قَدْ وَصَلَهُ إِبْرَاهِيمُ ابنُ مُحمَّدِ بنِ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى، [عنْ] ابنِ أَبي مَرْيَمَ ".

وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في " النُّكَتِ عَلَى ابنِ الصَّلاحِ " (1/ 351): " وَقَدْ وَصَلَهُ _ أي مُسْلِمٌ _ مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ ".

(96) " صحيح مسلم " (17/ 12 _ 13، النَّووي)، (4/ 2068 _ فؤاد عبد الباقي).

قلتُ: إبراهيمُ بنُ مُحمَّدٍ سَاوَى فيه مُسْلِماً، وعَلاَ فيه بدرجَةٍ، والحسنُ بنُ بِشْرٍ تقدَّمَ الكلامُ عليه.

(97) " صحيح مسلم " (17/ 76 _ النَّووي)، (4/ 2113 _ فؤاد عبد الباقي).

قلتُ: أبُو أحمدَ سَاوَى فيه أبا إسْحَاقَ، وعَلاَ فيه بدرجَةٍ، ومحمَّدُ بنُ زَنْجُويةَ تقدَّمَ الكلامُ عليه في الزِّيادةِ رقم: (19).

(98) " صحيح مسلم " (17/ 134 _ النَّووي)، (4/ 2150 _ فؤاد عبد الباقي).

قلتُ: إبراهيمُ بنُ محمَّدٍ سَاوَى فيه مُسْلِماً، وعَلاَ فيه بدرجةٍ، وإبراهيمُ ابنُ بنت حفْصٍ لم أجِدْ من ترجَمَهُ، وسهلُ بنُ عمَّارٍ هو: أبو يحيى العَتَكيُّ، النَّيْسابُوريُّ، مُتَّهمٌ، كَذَّبَهُ الحاكمُ، وقَالَ ابنُ مَنْدةَ: " كان ضعيفاً "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ "، وصَحَّحَ له الحاكمُ في " المُسْتَدْرَكِ "، وتعقَّبَهُ الذَّهبيُّ في تلخيصِهِ بالتَّناقضِ، والحسينُ بنُ عِيسَى هو: أبو عليٍّ البِسْطاميُّ، قالَ عنه أبو حاتمٍ: " صدوقٌ وقالَ الحَاكِمُ: " كانَ منْ كِبَارِ المُحدِّثينَ وثقاتهم "، ووثَّقهُ النَّسائيُّ والدَّارقطنيُّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير