* وهل من الممكن أن يعتبروا حديثاً بألفاظ مختلفة فإنهم يعدونه حديثا واحداً, نعم يمكن هذا, وهَاكَ مِثالاً بَسيطا:
جاء عند البخاري في حديث له مواضيع كثيرة .. ففي بعض الروايات خلق آدم ورواية قصة وفاته ورواية كيف صفته ورواية كيف صلّت عليه الملائكة فحكم البخاري كلها أنه حديث واحد لأنه من رواية الحسن البصري عن بن ضمرة عن أبي بن كعب.
* كذلك من الأدلّة على تفريق الحديثين إن كانا مختلفين –وراجع "التاريخ الكبير" ففيه أمثلة كثيرة-:
قال ابن أبي حاتم الرازي: وَسَأَلتُ أَبِي عَن حَدِيثٍ: رَواهُ عمران القطان، عَن قتادة، عَن سعيد بن أَبِي الحسن، عَن أَبِي هريرة عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي قصة الغار.
ورواه أَبُو عوانة، عَن قتادة، عَن أَنَس، عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرفوعًا. قُلتُ لأبي: ما الصحيحُ؟ قالَ: الحديثان عندي صحيحان، لأنَّ ألفاظهما مختلفة. –فحكم أبو حاتم بأن القصة واحدة ولكنّ الحديثين مختلفين فسمعه الراوي من كليهما, وذكر الطيالسي الحديثين مختلفان, وذلك أن قتادة بن دعامة واسع الرواية لأنه كان يروي الحديث بأوجه كثيرة, وكان يضرب به المثل في زمانه, لا واسع الحفظ كشعبة حتى يتعرض له الوهم-.
(مَشَارِيعٌ تَجْعلُ للطَّالِبِ مَلَكةً أَثْناءِ قِراءِةِ كُتُبِ العِلَلِ)
1 - محاولة دراسة الأحاديث التي وقع فيها الخلاف بين العلماء في التعليل, ككتاب "العلل لابن أبي حاتم" فتجد أحاديث يختلف أبو حاتم عن أبي زرعة في التعليل. فدراستها تبيّن وجه الاختلاف الدقيقِ بين الأئمة عموما. وهذا يماثلُ ما يسمّى في العصر الحديث بـ "الفقه المقارن" فتعرض أقاويل كل فريق مع أدلتهم, فتحاول أنت الترجيح بينها, فمن يدخل نفسه في مسائل الخلاف أو مع المجتهدين يرتقي ارتقاءً كبيراً.
2 - محاولة استنباط قرائن الترجيح بين كلام العلماء مثالهُ: قال النسائي "حديث فلان أقوى لأنه أحفظ" فجعلَ زيادة الحفظ قرينة على الترجيح. أو يقول "فلان أقوى لأنه رواه سفيان وحماد" فجعل العدد قرينة في الترجيح. أو "فلان أخطأ لأنه سلك الجادة " وهي الأسانيد المشهورة مثل نافع عن ابن عمر وما شابهه, وهو الذي يسمّى حقيقةً " فقه العلل".
3 - أوهامُ المقبولينَ أو الثقاتُ. لأن الأصل في العلل بالمعنى الخاص –أخطاء المقبولين- فلو قال الدار قطني "رواه فلان ورواه فلان وخالفه فلان وفلان والصحيح رواية فلان". فلو جُمعتْ مثلاً فإنها تفيد فائدة كبيرة, فرجل طالب علم يدرس حديثاً كل رجاله من المقبولين, فيقول: لعلّهم وهمُوا؟ فيرجع إلى هذا الكتاب فيرتاح.
4 - فائدة أكبر: معرفة طبقة الرواة عن شيوخهم. مثالُه: أقرأُ كتاب "العلل للدار قطني" كاملاً, فأقفِ في أنَّ يونس بن يزيد الأيلي وهم على الزهري ثلاثة أحاديث والباقية كلها صوابٌ عليه. وأنَّ عُقيل بن خالد وَهِم عن الزهري 20 حديثاً, فأيُّهمَا أقوى في روايةِ الزهري؟ بلا خلافٍ أنَّه الأول. فلو وجدتُ كلام أحد العلماء يقول " عقيل أقوى تلاميذ الزهري " أتذكر أن كتاب " العلل للدار قطني " له أوهام كثيرة, وأن أقلّهم "يونس بن يزيد الأيْلي" فأسْتدركُ على هذا العالم.
وهناكَ مشاريع كثيرة وقويّة تستفيدها أثناء قراءة كتب العلل, فلا ينبغي للطاالب أن يتغافل أو يتجاهل عنها.
(فَوَائِدُ حَدِيثِيََةٌ مُتَنَوِّعَةٌ)
* لا يصح نسبة كتاب "تفسير الأحلام" لابن سيرين, ومّما صح قليلٌ جدا, ووجد عن أحد التابعين أنه قال: سئل أحد التابعين عن 40 رؤيا؟ فلم يجب إلا بأربع وما بقيَ قال فيهنّ "لا أدري"! وانظر إلى حالِ المعبّرين اليوم تجده لا يُسأل إلا وعليه إجابة.
* معنى قولِهم "إسناد ضعيف والحديث صحيح" بأن يكون للحديثِ طرقاً, فيحكم الحافظ بأحد الطرق أنّ سنده ضعيفاً ويحكم بصحّة الحديث للطرقِ الأخرى التِي تقوِّيه.
* الإمام الترمذي وإن كان متساهلاً في الحكمِ على الأحاديث لكنّه من الأئمة المعتمد في تصحيحهم وتضعيفهم.
* الأصحّ في نسبة كتاب "السنن الصغرى" إلى الإمام النسائي. * معنى قولهم "على شرط الشيخين" أي رجاله رجال البخاري ومسلم. * إتقان الحرفة هو أفضل البرامج, وفيه إمكانية بحث ممتازة.
¥