تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(8) الإِمَامُ أَبُو دَاودُ السِّجسْتَانِيِّ –رَحِمَهُ اللَّهُ- (275هـ) , ويظهر من ذلك سؤالات الإمام الآجري (360هـ) له مسائل في التعليل والجرح والتعديل, وكذلك مِنْ كتبه المتعلقة بهذا العِلم كتاب "المراسيل". فائدة هذا الكتاب: الأحاديث التي ذكرها في كتابه إنما تصحّ مرسلةً مِنْ هَذَا الوَجْهِ, فَقَدْ يَضَعُ أحَادِيثَ مَوْصُولَة وأحاديث مرسلة, فيبيِّنُ فِي كِتَابِهِ مِن طَرِيقٍ يبيِّنُ أنَّ الصوابَ فِيهِ الإرْسالُ. فهوَ كتاب في " التَّعْلِيلِ " كما يوجد في كتابه "السنن" أحاديث بيّن بعض عللِ الحديث –ولمّا يكثر-, كما أنه قد ألَّفَ رسَالةً أسْمَاها "رسالة إلى أهل مكة" طلب أهلُ مَكَّةَ مِنْهُ مَعْرِفَةُ مَنْهجَه في كتابِه "السنن" وهي صفحتانِ في "المخطوط" ومجلَّدٌ في "المطبوعِ" من تحقيقٍٍ وتعليقٍٍ وشرحٍ, وَذكَرَ أنَّهُ أعرضَ عن ذكرِ العلل في السنن لخشيته من العامةِ أنْ يطَّلِعُوا عَلَى كَلامِهِ فِي العِلَلِ فَلا يَفْهَمُوهَا وَيُشكِّكُوا فِي السُّنَّةِ النُّبويَّةِ.

(9) الإِمَامُ عبيدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الكَرِيمِ أبو زُرْعَةَ الرَّازِي –رَحِمَهُ اللَّهُ- (264هـ) , وكُتبت عنه سؤالات, كالبرذعي في "سؤالاتِه" وهو مطْبوعٌ. وله كتبٌ كثيرةٌ لكنّها مفقودةٌ, لكن اعْتنى الإِمامُ ابن أبي حاتمٍ الرازيّ والإِمَامُ التِّرْمِذِي في "العِلَلِ الكَبِيرِ" و "الجَامِعُ الصَّحِيحُ" بِالنَّقل عنه كثيراً وذكرِ مسائلِه في الجرحِ والتَّعديل والتَّعْلِيلِ.

(10) الإِمَامُ أحمَدُ بْنُ سَوْرَةَ أبُو عِيسَى التِّرمِذِي –رَحِمَهُ اللَّهُ- (729هـ) , وله كتابان "العِلَلُ الكَبِيرُ" ويُسَمَّى "العِلَلُ المُفْرَدَة" أي أنّه ألّفها بانفرادٍ حتى يفرَّق بينه وبينَ "العلل الصغير" وقد وصَلنَا بِتَرْتِيبِ أحَدِ القُضَاةِ عَلَى أَبْوَابِ الِفْقهِ, وأجودُ طَبعَاتِهِ بتحقِيقِ الشيخ صبحي السامرائي من حيثُ الطبعة, وتحقيقه مختصر. و"العلل الصغير" هو قطعة من كتابه "الجامع" جعله في آخره. وهو الذي شرحه ابن رجب الحنبلي, واسْمُ جَامِعِهِ: الجامعُ المختصرُ مِنَ السُّنَنَ ومَعْرِفَةِ الصَّحِيحِ وَالمَعْلُولِ ومَا عَلَيْهِ العَمَلُ. فيدلّ على أنّه ذكر علل أحاديثه, بل إنّ أغلبها مأخوذٌ من كِتَابِهِ "العلل الكبير" كما هو واضح من تعليلاته.

(11) الإِمَامُ أحْمَدُ بْنُ عَمْرو أبُو بَكْرٍ البَزَّارِ –رَحِمَهُ اللَّهُ- (292هـ) , له مُسندٌ كبيرٌ جداً ويسمُّونَهُ "المسند الكبير المعلَّل" ولا يصح تسميتُهُ بـ "البَحْرُ الزَّخّار" إنما هو وصف من أحد العلماء –الهَيْثميُّ-, ومما يدلّ على كبير فائدته وأنّه مصدر أساسيّ ما قاله ابن كثير: في مسند البراز من التعاليل ما لا يوجد في غيره. وقد وصل في طبعات كتابه "13 مجلّداً" والمفقود لا يساوي مما هو مطبوعٌ حَاليّاً, وقدْ جمَعَ فيهِ مؤلِّفُهُ بينَ علمِ "العلل" وعلم "غريبِ الحديثِ".

(12) الإِمَامُ أحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ –رَحِمَهُ اللَّهُ- (303هـ) , من أواحِدِ الأَئِمَةِ فِي العِلَلِ, ولَيْسَ مَنْ ذُكِرَ آنفاً مثل الإمام النسائي, فترى الترمذي ينقل تعليلاتٍ لأبي زرعة وأحمد بن حنبل, قال الذهبي عند ترجمة النسائي: هو جارٍ في مضمار البخاري وأحمد وفوقَ مسلم وأبي داود. اهـ. وكانت له مكانة كبيرة في زمنه, وإذا اجتمع معه الأقران الحفّاظُ أوكَلُوا إِليْهِ الكَلَامِ, إلاَّ أنْ يكونَ هذا القرينُ أقواهمْ فيسلِّمونَ إليهِ مَقَاليدَ الكَلامٍ. وقال الذهبي: ليسَ على رأس الثلاثمائة أعلمُ من النسائيِّ.

ولما سئل الدار قطني عن النسائي وابن خزيمة قال: لا أقدِّمُ على النسائي مِن أهل عَصْرِهِ أحَداً وإن كان ابن خزيمة إماماً. وهو أحدُ منْ قِيلَ فِيهِ: كَأنَّه خُلِقَ لهَذا الشَّأنِ.

وتَظْهَرُ جُهُوده فٍِي التَّعلِيلِ فِي كِتَابِهِ "السُّنَنُ الكُبْرَى" فإنه قد يعقد باباً كاملاً لذكر مسائل التعليل فيقول: باب الاختلاف عن نافع وأبي إسحاق وهكذا .. ثم كتابه "المُجْتَبَى" المُسَمَّى بـ "السُّنَنُ الصُّغْرَى" لَهُ شَأوٌ جَيِّدٌ فِيهِ, وَإنْ كَانَ دُونَ الأَوَّلِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير