هل مرتبة تعديل, أم لا؟
دلالتها من لفظِها تَضَعُ الموصوفَ بها في مرتبةٍ بَيْنَ التعديلِ والتجريحِ, فمن كانت حالته كذلك فحديثه موقوف على المرجح, وهو المتابعات والشواهد, وعليه يقال: هي مرتبة صالح الحديث الذي لا يحتج بحديثه, ولكن يعتبر به.
9. قَوْلَهم (شيخ):
أكثر من كان يستعمل هذا اللفظ هو الإمام أبو حاتمٍ الرَّازي.
ومعناها: أنها ليست تعديلاً ولا جرحاً, وليس فيها تمييز لضبطه, ولذا لا تقال إلا في راوٍ قليل الحَدِيثِ, ليس بالمشهور به.
10. قَوْلَهم (محدث):
هذه العبارة في كلامِ المتقدمين تعني: الاعتناء بالحديث رواية, وهي لا تفيد التعديل, وكأن هذه العبارة تعني: عنده حديث كثير.
11. قَوْلَهم (صالح الحديث):
هذه العبارة عِنْدَ عبدالرحمن بن مهدي يطلقها على حَدِيثِ الرَّجلِ الذي فيه ضعف, وهو رجل صدوق, فيقول: رجلٌ صالحُ الحديثِ.
وعِنْدَ الإمامِ أحمدَ يطلقها فيمن هو دون الثقة, ويحتج به.
وقدْ تكون عبارة تردد عِنْدَ أبي حاتمٍ, بل ربما كانت عنده دون درجة من يحتج به, وهذا يعني: أنه صالح الحديث للاعتبار, أي: في الشواهد والمتابعات, هذا إنْ صحَّ حمله على التردد, وإلا هو عبارة تعديل بلا تردد.
12. قَوْلَهم (صويلح):
هي كقولهم: (صالح الحديث) في الصَّلاحية للاعتبار لا للاحتجاج, وإن كانت صيغتها تفيد أنها دونها في القوة.
13. قَوْلَهم (ملحه الصدق):
هي عبارة تعديل تقرب من (صدوق) وإن كانتْ دونها, ويشبهها قولهم: (إلى الصدق ماهو).
14. قَوْلَهم (لَيِّنُ الحديث):
قَاَلَ الحافظُ حمزةُ السَّهميُّ: "سَألتُ أباالحَسنِ الدَّارقطنيِّ قلتُ له: إذا قُلْتَ: (فلانٌ لَيِّنٌ) أيش تريد به؟ قال: لا يكون ساقط متروك الحديث, ولكن يكون مجروحاً بشيء لا يسقط العدالة".
قال الجديعُ: "وهذا المعنى في التحقيق هُوَ الأصْلُ في معنى هذا اللفظ في كلامهم, وهو الضعف من جهة سوء الحفظ".
وفي معناها كذلك قولهم: (فيه لينٌ) , (فيه ضعف).
15. قَوْلَهم (ليس بالحافِظ):
قَاَلَ ابْنُ القطان الفاسي: "هذا قد يُقالُ لِمَنْ غيره أحفظ منه".
قال الجديعُ: "وهو عندهم جَيِّدُ الحديثِ, وهذا لا تخرج منه عِبارَةُ أبي حاتم هذه", وفي معناها (ليس بالمتقن).
16. قَوْلَهم (معروف):
هل تعني التعديل؟
التحقيق: أنَّ هذه عبارة مجملة, يبحث في تفسيرها في عبارات سائر النقاد في ذاتِ ذلك الرَّاوي, ومثلها عبارة (مشهور).
17. قَوْلَهم (يُكْتَبُ حديثُهُ):
هذه العبارة تأتي على ثلاثة أحوالٍ:
الأولى: مُفْرَدَةً:
فهي عِنْدَئذ مُشْعِرة بِضَعْفِ الرَّاوي لذاتهِ, وصَلاحيَّةِ حديِثِهِ للاعتبار على أدنى الدَّرجات.
الثانية: مضافةً إلى لَفْظِ تعديل كإضافتها إلى (حسن الحديث) فيكون المرادُ وجوبَ التَّحرِّي لإثبات سلامة مارواه من الخطأ أو الوهم وإثبات كونه محفوظاً.
الثالثة: أنْ تُضَافَ إلى عِبارَةِ تجريح, فمقتضى العبارة أن ذلك التَّجريح لا يبلغ بالرَّاوي درجة من لا يعتبر به, فهو في عداد من يصلح حديثه في المتابعات والشواهد.
ويشبهه هذه العبارة قولهم: (يُخرَّجُ حديثهُ).
18. قَوْلَهم (يُعْتَبَرُ به):
ظاهر هذه العبارة الدلالة على المراد بها, وهو صلاحية الرَّاوي أو الحديث في المتابعات أو الشواهد دون الاحتجاج, وتأتي مضافة وتأتي مفردة.
19. قَوْلَهم (لا يحتجُّ به):
عبارة إنما يتبادر من لفظها أنها جرحٌ, مع أنها تطلق على راوٍ صالح الأمر يعتبر بحديثه في المتابعات والشواهد ولا يحتج به منفرداً, وهي من قبيل الجرح المجمل.
وفي معناها قولهم في الرَّاوي: (ليس بحجةٍ).
20. قَوْلَهم (ليس بذاك):
وقعتْ في كلامهم بكثرة, وهي صيغة تجريح, وقد اطردت في تليين الرَّاوي الموصوف بها, لكنها درجات متفاوتة في التليين:
فأطلقت على من دون الثقة.
وأطلقت على الصدوق الذي يعد حديثه المحفوظ من قبيل الحديث الحسن.
وأطلقت على من يعتبر به ممن لم يتبين إتقانه لقلة حديثه.
وأطلقت على من ليس بقوي في حديثه, يعتبر به ولا يحتج به.
21. قَوْلَهم (ليس بالقوي):
عِبارةُ تليينِ, يُكتبُ حديث الموصوف بها, ويعتبر به.
22. قَوْلَهم (إلى الضَّعفِ ماهو):
عبارةُ تليينٍ شائعة, لكنها قليلة الاستعمال في كلامهم, والتَّليين فيها لم أجده إلاَّ مِنْ جهةِ سوء الحفظِ.
23. قَوْلَهم (تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ):
¥