تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عِبارةُ جرحٍ في التَّحقيق, تتصل بحديث الرَّاوي لا بشخصه, والمعنى: تارة هكذا وتارةً هكذا, يأتي بالحديث مرَّة على الوجه, ومرَّة على غير ذلك, أي: لم يكن يتقن حديثه.

24. قَوْلَهم (سيء الحفظ):

عبارة صريحة التعلق بحديث الرَّاوي, وليست كثيرة الورود في كلام المتقدمين مطلقة, وإنما كانت تأتي مقرونة بوصف آخر مثل: (صدوق سيء الحفظ) , وإنما جاءت مطلقة في الرَّاوي بعد الرَّاوي, ويندر أن تستعمل فيمن بلغ به سوء الحفظ إلى حدِّ التَّركِ.

25. قَوْلَهم (فيه نظر):

شاع استعمال هذه العِبارة عِنْدَ البخاريِّ, واستعملها غيره, وقد قالَ الحافظُ الذهبيُّ في تفسير هذه اللفظ: "قلَّ أنْ يكونَ عِنْدَ البخاريِّ رجلٌ فيه نظر إلا وهو متهم".

ولكن المتتبع لاستعمال البخاري لها لا يجد ماأطلقه الذهبي صواباً, بل إنك تجده قال في المجروحين على اختلاف درجاتهم, كما قالها في بعض المجهولين الذين لم يتبين أمرهم لقلة مارووا, بل قالها في رواةٍ هم عِنْدَ غيرهِ في موضع القبول.

وأكثر الذين قال البخاري تلك العبارة هم ممن يكتب حديثه ويعتبر به, وفيهم جماعة قليلي الحديث, غير مشهورين به ولا يصلون إلى حدِّ السقوط خلافاً لما قاله الذهبيُّ.

26. قَوْلَهم (ضعيف):

هذه عبارة جرح بلا تردد وهي مجملة , ثم إن هذا التضعيف بها قد يراد به الضعف اليسير إذا قورن بمن هو فوقه, وقد تطلق على الرَّاوي يراد بها أنها دون من يحتج بحديثه لسوء حفظه مثلاً.

وقد تطلق على المجروح شديد الضعف الذي لايكاد يكتب حديثه, وعلى شديد الضعف الذي يبلغ حديثه حد الترك وإن كان غير متهم.

27. قَوْلَهم (مضطرب الحديث):

هو أن يأتي الرَّاوي بالحديث على وجوهٍ, تدل على لينه وسوء حفظه

(قلتُ أبو رشيد: هذا إن ممن لا يحتمل منه تعدد الوجوه.)

28. قَوْلَهم (يُخالِفَ الثِّقات):

عبارة جرح مجملة, إذا عارضت فإنها تثير شبهة إمكان الشذوذ, وربما أيضاًَ التفرد.

29. قَوْلَهم (لا يتابع على حَديثه):

قال ابن القطان الفاسي: "يمس بهذا من لايعرف بالثقة, فأما من عُرِف بها فانفراده لا يضره, إلا أن يكثر ذلك منه".

وأكثر من استعملها من المتقدمين البخاري, وإذا قالها في راوٍ فهو تضعيف لأنها غالباً إما في مجهول أو مقلٍ, ومن كان بهذه المنزلة ولايروي إلا حديثاً واحداً يتفرد به, فلا يحتج به.

30. قَوْلَهم (روى مناكير) , أو (روى أحاديث منكرة):

جرحٌ, لكن لا يلزم منه جرح ذات الراوي الذي وصف بها, وهذا من الأسباب الشائعة في الطعن على الرَّاوي.

31. قَوْلَهم (منكر الحديث):

مِنْ ألفاظ الجرح الموجبة ضعفه عِنْدَ النَّاقدِ, وقدر الجرح بهذه العبارة في التحقيق متفاوت, بين الضعف الذي يبقي للراوي شيئاً من الاعتبار, والشَّديد الذي يبلغ به إلى حدِّ التهمة, فهي لفظة مفسرة باعتبار, ومجملة باعتبار.

32. قَوْلَهم (روى أحاديث معضلة) , أو (يروي المعضلات):

معضلة أي: منكرة.

33. قَوْلَهم (أستخيرُ اللهَ فيه):

هذه تجدها عند ابن حبان, ولا تكاد تراها عند غيره, وظاهرها: تردد النَّاقد في الرَّاوي: هل يلحق بالثِّقات أو الضعفاء, والتَّرجيح بحسب مايتبين من كلام النقاد في حديث الرَّاوي.

34. قَوْلَهم (ليس بشيء):

تكثر في كلام ابن معين, ويقولها غيره, قال الحاكم: "قول يحيى بن معين (ليس بشيء) هذا يقوله ابن معين إذا ذُكِرَ له الشيخ من الرواة يقل حديثه, ربما قال فيه: (ليس بشيء) يعني: لم يسند من الحديث مايشتغل به".

ولم يبد لي صحة ماقاله الحاكم في أكثر من أطلق عليهم ابن معين هذه العبارة, وهو أطلقها على عددٍ كثيرٍ منْ الرواة, وجدتُ أكثرهم من المعروفين بالرِّواية, لكنهم من الضعفاء والمتروكين والمتهمين.

والصواب: أن عِبارة يحيى بن معين هذه عبارة جرح مجملة في تحديد قدر الجرح وسببه , ولاتخرج عنْ نفس مراد غيره من النقاد.

35. قَوْلَهم (لاشيء):

من ألفاظ التجريح المجملة, وأكثر من استعمالها يحيى بن معين كما وقعت في كلام غيره, وهي لا تخرج دلالة عن قولهم (ليس بشيء).

وفسرها ابنُ أبي حاتم في استعمال ابن معين .. قال: " (لاشيء) يعني: (ليس بثقة) ", وقيلت في الرَّاوي المقل الذي لم يتبين حفظه وإتقانه لقلة حديثه.

36. قَوْلَهم (لايعتبرُ به):

عبارةٌ صريحةٌ في تركِ حديث الموصوف بها, لكن لا تكاد تجدها لسابق قبل الدارقطني.

37. قَوْلَهم (ليس بثقة):

هي عبارة جرحٍو قلَّ أن تجدها مقولة إلا في راوٍ شديد الضعف إما متروك أو متهم بالكذب, أو كذاب معروف, وتكثر في كلام ابن معين والنسائي, ولكن ذلك ليس على الاطلاق, فقد وقعت منهم في جماعاتٍ مِنْ الرواة الضعفاء, أو ممن في حفظهم بعض اللين.

38. قَوْلَهم (متروك الحديث):

جرح بليغ مفسر في لفظه, ظاهره أنه من جهة حديث الرَّاوي, وما أتى به من المنكرات التي غلبت علي, فاستحق هذا الوصف.

وقدْ بيَّن ابنُ أبي حاتم أن من يقولون فيه ذلك فهو ساقط الحديث, لا يعتبر به, وفي معناها قولهم (ذاهب الحديث) , (ساقط الحديث) , (واهي الحديث).

39. قَوْلَهم (تركه فلان):

هذه صيغة جرح, ولا تلازم بينها وبين صيغة (متروك) أو (متروك الحديث) فقد يراد بها ذلك, وقد يراد بها أن النَّاقد ترك ذلك الراوي لمجرد ضعفه عنده.

40. قَوْلَهم (لمْ يحدث عنه فلان):

قد تساوي (تركه فلان) فيكون في معناها.

41. قَوْلَهم (سكتوا عنه):

هي عبارة محالة, خبر من قائلها عن غيره, ولا ينشأ بها شيئاً من جهته.

وقدْ دلَّ الاستقراء لحال من قيلت فيه أنها مساوية لإخبار الناقد عن غيره بقوله: (تركوه).

لذا هي من عبارات الجرح المجملة, ولولا دلالة الاستقراء لكانت في جملة مالا يصح الاعتماد عليه في جرح الرواة حتَّى يوقف على تفسيره.

42. ومن عباراتهم في الجَرْحِ: قياسُ المَجروحِ بالمجروح

ومن مسالك نقاد النقلة أن يستدل لبيان حال الراوي بقياسه براوٍ هو أظهرُ في حاله, فإذا أردت الوقوف على قدر الجرح في مراد النَّاقد لزمك النظر في رأيه بالمقيس عليه, فإذا لم تجد له نصاً مفسراً نظرتَ تفسيره في كلام غيره من النقاد.

وحاصل هذا النوع من ألفاظ الجرح: اللحاق بألفاظ الجرح المجمل, حتى يوقف على معناه بالتتبع والنظر والتحري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير