تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل صح التمثيل بعبد الله ابن ملجم قبل قتله]

ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[02 - 05 - 07, 03:49 م]ـ

الأخوة الكرام: روى الذهبى فى تاريخه 2/ 254 أنه "لما دفن على أحضروا ابن ملجم، فاجتمع الناس، وجاء بالنفط والبوارى، فقال محمد بن الحنفية- أحد أبناء على- والحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبى طالب، دعونا نشتف منه، فقطع عبد الله يديه ورجليه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه، فلم يجزع وجعل يقول: إنك لتكحل عينى عمك، وجعل يقرأ "اقرأ باسم ربك الذى خلق" حتى ختمها، وإن عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطع، فجزع، فقيل له فى ذلك، فقال: ما ذاك بجزع، ولكنى أكره أن أبقى فى الدنيا فواقا لا أذكر الله"!!! فهل صح هذا!!!! وإن كان فما وجهه مع النهي الأكيد عن المثلة؟ أيعتبر ذلك من رأيا في عقوبة المحارب؟ غير أن الإمام علي رضي الله عنه لم ير في قتله حرابة، بل روي عنه قوله للحسن بن علي رضي الله عنه " أحسنوا إساره فإن عشت فأنا ولي دمي، وإن مت فضربة كضربتي ". أفيدونا بارك الله فيكم.

ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[03 - 05 - 07, 11:29 م]ـ

يا طلاب العلم: ما بالكم لا تجيبون نداء أخيكم!!!!!.انا بحاجة إلى جواب غفر الله لكم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ

يقول الشخ الصلابي حفظه الله مبينا ضعف هذه الروايات في كتابه عن الحسن بن علي:

ـ نهي أمير المؤمنين علي عن المثلة بقاتله:

…قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: احبسوا الرجل فإن مت فاقتلوه وإن أعش فالجروح قصاص (1). وفي رواية أخرى قال: أطعموه وأسقوه وأحسنوا إساره، فإن صححت فأنا ولي دمي أعفو إن شئت وإن شئت استقدت (2)، وفي رواية أخرى زيادة، وهي قوله إن مت فاقتلوه قتلتي ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (3)، وقد كان علي نهى الحسن عن المُثْلة، وقال يا بني عبد المطلب، لا ألفيتكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين، ألا لا يُقتَلنَّ. أنظر يا حسن، إن من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور (4). وقد جاء في شأن وصية أمير المؤمنين بأمر قاتله روايات كثيرة تتفاوت منها الصحيح ومنها الضعيف، فالرواية التي فيها أمر علي رضي الله عنه بإحراق الشقي بعد قتله إسنادها ضعيف، والروايات الأخرى تسير في إتجاه واحد فكلها فيها أمر علي رضي الله عنه بقتل الرجل إن مات من ضربته ونهاهم عما سوى ذلك، فهذه الروايات يعضد بعضها، وتنهض للاحتجاج بها هذا من جهة، كما أن أمير المؤمنين لم يجعله مرتداً، فيأمر بقتله، بل نهاهم عن ذلك لما همّ بعض المسلمين بقتله وقال: لا تقتلوا الرجل، فإن برئت فالجروح قصاص، وإن مت فاقتلوه (5)، وتذكر الرواية التاريخية المشهورة: فلما قبض علي رضي الله عنه بعث الحسن إلى ابن ملجم، فقال للحسن، هل لك في خصلة؟ إني والله ما أعطيت الله عهداً إلا وفيت به، إني كنت قد أعطيت الله عهداً عند الحطيم أن أقتل علياً ومعاوية أو أموت دونهما، فإن شئت خليت بيني وبينه، ولك الله علي إن لم أقتله ـ أو قتلته ثم بقيت، أن


(1) فضائل الصحابة (2/ 560) بسند حسن.
(2) المحن لابن أبي العرب صـ 94، خلافة علي صـ 439 عبد الحميد.
(3) الطبقات (3/ 35).
(4) تاريخ الطبري (6/ 64).
(5) منهاج السنة (5/ 245).

آتيك حتى أضع يدي في يدك. فقال له الحسن: أما والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله (1) ثم إن الناس أخذوه، فأحرقوه بالنار، ولكن هذه الرواية منقطعة (2)، والصحيح من الروايات والذي يليق بالحسن والحسين وأبناء أهل البيت أنهم التزموا بوصية أمير المؤمنين علي في معاملة عبد الرحمن بن مُلْجم وفيها يظهر خلق الإسلام العظيم في النهي في المثلة والالتزام بالقصاص الشرعي. ولا تثبت الرواية التي تقول: فلما دفن اضروا ابن ملجم، فاجتمع الناس، وجاءوا بالنفط والبواري، فقال محمد بن الحنفية، والحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، دعُونا نشتفّ منه، فقطع عبد الله يديه ورجليه، فلم يجزع ولم يتكلّم، فكحَلَ عينيه، فلم يجزع، وجعل يقول إنك لتكحُل عيني عمّك وجعل يقرأ ((إقرأ بسم ربك الذي خلق)) (العلق، آية: 1) حتى ختمها، وإن عينيه لتسيلان ثم أمر به فعولج عن لسانه ليُقْطع فجزع، فقيل له في ذلك. فقال: ما ذاك بجزع ولكنّي أكره أن أبقى في الدنيا فُواقاً لا أذكر الله فقطعوا لسانه، ثمّ أحرقوه، وكان أسمر، حسن الوجه، أفلج، شعره من شحمة أذنيه، وفي جبهته أثر السجود (3).
…وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق في الآخرة، وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له النّار، ونجوِّز أن الله يتجاوز عنه، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه، وحكمه حكم قاتل عثمان وقاتل الزبير، وقاتل طلحة، وقاتل سعيد بن جبير، وقاتل عمّار وقاتل خارجة، وقاتل الحسين، فكل هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم في الله، ونكل أمورهم إلى الله عز وجل (4).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير