تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حال قصة المولود في القبر الذي أخرج حياً بعد مدة في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ

ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:00 م]ـ

ـ

في هذه الأيام انتشرت قصة بين أوساط كثير من الناس فيها شيء من الغرابة، وهذه القصة حصلت في عهد عمر، ومما ساعد على انتشارها تناقل الناس لها عن طريق الهاتف النقال بصوت أحد الفضلاء سيقت من باب أخذ العبرة والعظة.

والناس تجاه هذا القصة ما بين مصدق لها؛ وما بين متردد في قبولها؛ مما دفعني إلى النظر في مصدر هذه القصة، وحال الطريق الموصل إلى هذه القصة صحة، أو ضعفاً، والوقوف على كلام أهل العلم عليها:

فأقول مستعينا بالله:

هذه القصة أخرجها الطبراني في " الدعاء " (ص260 ح 824)، عن محمد بن العباس المؤدب،

و الخرائطي في " مكارم الأخلاق" (2/ 309 ح 753)، عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي،

وابن أبي الدنيا في جمع من كتبه " الهواتف " (ص 49 ح59)، " من عاش بعد الموت" (ص27 ح 25)، " مجابو الدعوة " (ص 88ح 47): عن محمد بن الحسين،

ثلاثتم " محمد بن العباس، أبو قلابة، محمد بن الحسين " عن عبيد بن إسحاق الضبي العطار، ثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه قال بينما عمر ـ رضي الله عنه ـ يعرض الناس؛ إذا هو برجل معه ابنه، فقال له عمر: ما رأيت غراباً بغراب أشبه بهذا منك، قال: أما والله يا أمير المؤمنين ما ولدته أمه إلا ميتة. فاستوى له عمر ـ رضي الله عنه ـ فيقال: ويحك! حدثني، قال: خرجت في غزاة، وأمه حامل به، فقالت: تخرج وتدعني على هذه الحالة حاملاً مثقلاً؟ فقلت: أستودع الله ما في بطنك، قال: فغبت، ثم قدمت فإذا بابي مغلق، فقلت فلانة؟ فقالوا: ماتت فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده، فلما كان من الليل قعدت مع بني عمي أتحدث، وليس يسترنا من البقيع شي، فارتفعت لي نار بين القبور فقلت: لبني عمي ما هذه النار، فتفرقوا عني، فأتيت أقربهم مني، فسألته فقال: نرى على قبر فلانة كل ليلة ناراً، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله إن كانت لصوامة، قوامة، عفيفة، مسلمة، انطلق بنا، فأخذت الفأس، فإذا القبر منفرج، وهي جالسة، وهذا يدب حولها، ونادى مناد: ألا أيها المستودع ربه وديعته، خذ وديعتك، أما والله لو استودعت أمه لوجدتها، فأخذته وعاد القبر كما كان، فهو والله هذا يا أمير المؤمنين.

فهذه القصة مدارها على أبي عبد الرحمن عبيد بن إسحاق الضبي العطار، وقد تلكم فيه المتقدمون والمتأخرون من أئمة الجرح بما يوجب رد روايته:

قال البخاري في " التاريخ الصغير " (2/ 334): منكر الحديث. وقال في " التاريخ الكبير " (5/ 441): عنده مناكير.

وقال: إسحاق بن منصور: أشهد على محمد بن حميد، وعبيد بن إسحاق العطار بين يدي الله أنهما كذابان. " تاريخ بغداد " (2/ 263).

وقال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " (ص72): متروك الحديث.

وقال الدارقطني: ضعيف، وقال الأزدي: متروك الحديث. انظر " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (2/ 159)، و" الميزان " للذهبي (3/ 18).

وقال ابن عدي في " الكامل " (5/ 347): وعامة ما يرويه: إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن.

وقال: يحيى بن معين: عبيد بن إسحاق العطار لا شيء. " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (5/ 401).

وذكره ابن حبان في " الثقات " (8/ 431)، وقال: يُغْرِب. وقال في " المجروحين " (2/ 176): ممن يروي عن الأثبات مالا يشبه حديث الثقات لا يعجبني الاحتجاج بما انفرد من الأخبار.

وذكره العقيلي في " الضعفاء " (3/ 115)، وقال: قال يحيى بن معين: هو ضعيف.

ومما أخذ عليه روايته عن الضعفاء الأحاديث الباطلة، وصحبته للكذابين:

قال ابن عدي في " الكامل في الضعفاء " (3/ 435): عبيد بن إسحاق العطار الكوفي يروي عن سيف بن عمر أحاديث موضوعة؛ من ذلك قال حدثنا، سيف بن عمر: قال كنت عند سعد الإسكاف، فجاء ابنه يبكي، فقال ما لك؟ قال: ضربني المعلم، قال: أما لأخزينهم اليوم، حدثني عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " معلمو صبيانكم أشراركم، أقلهم رحمة لليتيم، وأغلظهم على المسكين ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير