ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:50 م]ـ
و الآن أنتظر ردك على ما وصفته بوجهي الخطورة في كلامك.
للتوضيح فقط، فهذا ليس كلامي، ولكن الأخ فهم منه ذلك.
وسأبين تفصيل القول في ذلك بعد أن يتفضل الأخ الكريم بالجواب عن السؤال.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:22 م]ـ
الأخ أبو مالك
كلامي ليس فيه تناقض، و لكني أحسبك تتعجل الرد قبل أن تتدبر المعنى جيدا، بل و تجازف بالقسم على ذلك كما فعلت سابقا، بعد أن ظننت أن ما وصفته بأنه خارج نطاق الموضوع من الإغراق في الخيال!
هذا هو السؤال محل الخلاف:
جاءك حديث صحيح، و علمت أن من أهل العلم من خالفه بغير دليل صح عندك، هل تعمل به فور سماعه أم تنتظر حتى تعلم أن هناك من سبقك إلى العمل به؟
و قد أجبتك عليه، و لو كان ردك عليه هو نفس ردي، فلا خلاف بيننا ..
فماذا تقول في الرد عليه؟
وأنت لم تجب عن سؤالي بوضوح كما كنت أتوقع، فقلتَ: (فإن كان دليلا يعتد به فلن أعمل بالحديث)، ومفهوم هذا الكلام أنه إن لم يكن دليلا يعتد به فستعمل بالحديث، فهل تقول بذلك؟
يبدو أنك لا تقول بذلك، بدليل قولك بعد ذلك:) فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)؛ لأن المحال لا يمكن أن يكون محتملا. وحينئذ فلا معنى للتقسيم الذي قسمته بقولك (فإن كان دليلا يعتد .... إلخ).
لو تدبرت كلامي جيدا لوجدت فيه الجواب، فقد قلت: لأن الله لم يتكفل بحفظ الدين لآحاد الأمة مثلي، و مثل الترمذي الذي لم يعلم السابق رغم وجوده .....
فلو كان دليل من وصلني لا يُعتد به، و لا يصح عندي، سيغلب على ظنى أن هناك مخالف لم أعلمه، و سأعمل بالحديث.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:38 م]ـ
يا سيدي اجعلني أنا المتعجل، وأنا الذي لا أفهم
فيا ليتك تتنزل في خطابك إلى تلميذك البليد، وتجيب عن السؤال بوضوح
أنا سؤالي واضح (هل تقول بذلك؟)، وهذا جوابه (نعم) أو (لا) فقط.
وأنا وضحت لك جانبا واحدا من التناقض في كلامك، ومع ذلك تصر على فرض سؤال من عندك لم أسألك عنه أصلا!! ومع ذلك فقد قلت لك سأجيبك عنه، فسبحان الله.
أنت تقول هنا (سيغلب على ظني أن هناك مخالفا لم أعلمه) يعني هذا غلبة ظن وليس يقينا، صح؟
وقلت من قبل (فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)، فهذا يقين وليس ظنا، صح؟
هل يقع في عقل عاقل أن يقدم الظن على اليقين؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 07:38 م]ـ
أتمنى لو يفيدنا الأخ أبو مالك بحكم العمل بهذين الحديثين تحديدا؟
ليست المشكلة في العمل بهذين الحديثين تحديدا، وإنما المشكلة في الطريقة التي سيتبعها العالم أو طالب العلم في الاستنباط؛
فبعضهم قد يقول: (لم يعمل بهما أحد فلا أعمل بهما)
وبعضهم قد يقول: (بل عمل بعض العلماء بهما فأنا أعمل بهما)
وهذان القولان مقبولان لا إشكال فيهما، والخلاف فيهما يسير؛ لأنه خلاف في التفريع لا في التأصيل.
ولكن من يقول: (لم يعمل بهما أحد، ومع ذلك فيلزم العمل بهما) فقوله ساقط لا عبرة به، وخطؤه في التأصيل لا في التفريع فلا يقبل.
ومضمون هذا القول اجتماع الأمة على باطل، وخفاء الحق على جميع الناس قرونا متطاولة!!، ومضمونه أيضا أن الله اختصه بالعقل والعلم والفهم وحده دون سائر الناس!!، وفي هذا من البطلان ما هو واضح لا يحتاج لبيان.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:01 م]ـ
الأخ أبو مالك
لست سيدا لأحد، و لا أفهم لماذا تستخدم هذا الأسلوب في الحوار ..
ألم أقل في نهاية ردي السابق (و سأعمل بالحديث) .. ألا يعني ذلك أن الجواب نعم؟
و السؤال الذي فرضته من عندي هو محور الموضوع، فلم تتجاهل ردي عليه و لا أرى منك تأييدا أو معارضة؟
أنت تقول هنا (سيغلب على ظني أن هناك مخالفا لم أعلمه) يعني هذا غلبة ظن وليس يقينا، صح؟
وقلت من قبل فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)، فهذا يقين وليس ظنا، صح؟
هل يقع في عقل عاقل أن يقدم الظن على اليقين؟
المعنى في الأولى في الأولى سيغلب على ظني أنهم ليسوا جميع الفقهاء لأن الدليل في رد الحديث الصحيح لا يعتد به .. أي سأظن أنني لم أحط علما بالمخالف، كما حدث للترمذي و من هنا سأعمل بالحديث.
و المعنى في الأخيرة سيغلب على ظني عدم وجود المخالف و أن هذا إجماع نظرا لقوة الدليل، و ذلك ليقيني باستحالة الإجماع على رد الحديث الصحيح بدون دليل قوي.
فلا تقديم للظن على اليقين في ذلك، لاختلاف محل الظن عن محل اليقين.
و رجاء .. أن تحدد موقفك من إجابة السؤال الذي فرضته من عندي .. لأن النقاش بدأ يطول بلا إضافات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:49 م]ـ
يبدو أن معنى الإجماع نفسه فيه التباس، فأنت تقول (باستحالة الإجماع على رد الحديث الصحيح بدون دليل قوي).
وهذا صحيح، ولكن هذا الدليل لا يشترط أن تعلمه أنت، بل متى رأينا العلماء اتفقوا على ترك العمل بالحديث، فإن هذا يدل على وجود هذا الدليل، ويدل على أن فهمنا للحديث خطأ، فلا يسوغ العمل به.
وإن كنت ستقول: (يحتمل وجود عالم قال به ولم يصلنا!!) فأنت بذلك تسقط حجية الإجماع؛ لأن كل المسائل يحتمل فيها هذا الاحتمال!
وسأعطيك مثالا للتوضيح:
قوله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، تخيل أن بعض المعاصرين جاء يستدل بهذا الحديث على أن بعض النصارى واليهود مسلمون!!! لماذا؟
قال: لأنهم مسالمون، وقد سلم المسلمون من لسانهم ويدهم، وهذا ظاهر الحديث كما هو واضح.
فهل هذا الفهم صحيح؟ وكيف ترد على من يقول به؟
إن قلت: (هذا الحديث عارضه أحاديث أخرى فالعمل عليها) فحينئذ يستطيع هذا المعاصر أن يقول: المسألة مسألة اجتهادية في ترجيح حديث على حديث، فأنا أخذت بهذا الحديث، وأنت أخذت بغيره، وكل بحسب ما يؤدي إليه اجتهاده!!
وإن قلت: (هذا الفهم لم يقل به أحد من العلماء) فسيرد عليك بقاعدتك (يحتمل أنه قال به عالم ولم يصلنا!!)
¥