و قال في (7\ 516): و خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن و تلك القرائن قد تكون منتفية أو خفية عن أكثر الناس.
و في (ص 249): من الجزء الثامن: من شرط التواتر حصول ما يقع به العلم من الطرفين و الوسط.
و قال في (ص251): و نحن إذا ادعينا التواتر في فضائل الصحابة ندعى تارة التواتر من جهة المعنى كتواتر خلافة الخلفاء الأربعة و وقعة الجمل و صفين و تزوج النبي – صلى الله عليه و سلم – بعائشة و علي بفاطمة و نحو ذلك مما لا يحتاج فيه إلى نقل معين يحتاج إلى درس و كتواتر ما للصحابة من السابقة و الأعمال و غير ذلك و تارة في نقل ألفاظ حفظها من يحصل العلم بنقله.
و قال في (8\ 300): الرابع: أن لا يجوز أن يظن أن تبليغ القرآن يختص بعلي فإن القرآن لا يثبت بخبر الآحاد بل لابد أن يكون منقولا بالتواتر.
و قال في (8\ 357 - 358): كل واحد من المخبرين يجوز عليه الغلط و الكذب، فإذا انتهى المخبرون إلى حد التواتر امتنع عليهم الكذب و الغلط، و كل واحد من اللُّقَم و الجُرَع و الأقداح لا يشبع و لا يروي و لا يسكر، فإذا اجتمع من ذك عدد كثير أشبع و أروى و أسكر، و كل واحد من الناس لا يقدر على قتال العدو، فإذا اجتمع طائفة كثيرة قدروا على القتال، فالكثرة تؤثر في زيادة القوة و زيادة العلم و غيرهما.
و لهذا قد يخطئ الواحد و الاثنان في مسائل الحساب، فإذا كثر العدد امتنع ذلك فيما لم يكن يمتنع ي حال الانفراد، و نحن نعلم بالاضطرار أن علم الاثنين أكثر من علم أحدهما إذا انفرد، و قوَّتهما أكثر من قوَّته، فلا يلزم من وقوع الخطأ حال الانفراد و وقوعه حال الكثرة. و قال تعالى: " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " 4
و الناس في الحساب قد يخطئ الواحد منهم و لا تخطئ الجماعة؛ كالهلال قد يظن الواحد هلالا و ليس كذلك فأما العدد الكثير فلا يتصور فيهم الغلط ... إلخ كلامه رحمه الله.
وقال في (8\ 433) من منهاج السنة: قد علم بالتواتر المعنوي أن أبا بكر كان محبا للنبي – صلى الله عليه و سلم -، مؤمنا به، من أعظم الخلق اختصاصا به، أعظم مما تواتر من شجاعة عنترة و من سخاء حاتم و من موالاة علي و محبته له و نحو ذلك من التواترات المعنوية التي اتفق فيها الأخبار الكثيرة على مقصود واحد.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:41 ص]ـ
ويشكل عليَّ أخي أبا يحي أمران:
الأول: عنوان الكتاب (المنهج المقترح ... ) فالمنهج كلمة عامة .. والمقترح دلالتها واضحة.
والثاني: الخطة التي في آخر الكتاب .. ما المراد بها؟ ثم إذا طبقناها ما مصير كتب المتأخرين؟
أريد جوابًا واضحًا ...
لا إشكال بحمد الله تعالى، ولتعلم وليعلم الجميع أن الشيخ حفظه الله تعالى يوصي بمثل النزهة ومثل كتب المتأخرين، وما قاله أخي الفاضل أبو يحيى المقرئ:
و قال بما أن التفصيل غير ممكن فإن كان الإخوة سيقلدون أحدا فإنه يرى أن يقلدوا الحافظ ابن حجر لأنه علم من أعلام هذا الفن و لا يقلدوه هو
فأنا الآن استحضر ذلك تماما وأذكره، فشأن الحافظ ابن حجر وكتابه النخبة وشرحها شأن جليل لا يعرفه إلا من عرف الشيخ حق المعرفة، وبالنسبة لكتابه المنهج المقترح فهو:
1 ـ ليس مقترحا للمبتدئين وإنما هو للباحثين الذين تعلموا المصطلح وسبروا أغواره، وهذا معنى كلام شيخنا الشيخ حاتم لي، وأما الكتاب الذي هو للمبتدئين فهو كتاب نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية، وفيه رسم الشيخ للطالب المبتديء أن ينهل من كتب المتأخرين في فهم المصطلح كالنخبة وأمثالها، حيث قال حفظه الله:
أما بالنسبة لكتب علوم الحديث والمصطلح: فإن كان الطالب صغير السن (في مثل المرحلة الدراسية المتوسطة) فيبدأ بالبيقونية أو (نخبة الفكر) لابن حجر، مع شرح ميسر لها؛ وإن كان في المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة فيبدأ بـ (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر) لابن حجر، أو (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير) لأحمد محمد شاكر، أو (الغاية شرح الهداية) للسخاوي. ثم ينتقل إلى كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث، ويضم إليه شروحه كـ (التقييد والإيضاح) للعراقي و (النكت على كتاب ابن الصلاح) لابن حجر، ويتلو ذلك كتاب (الموقظة) للذهبي. ثم ينتقل إلى الكتب الموسعة في علوم الحديث، مثل (تدريب الراوي)
¥