تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تأملات قرآنية ... متجدد isa

ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،

هذا الموضوع دعوة لتدبر القرآن، واستخراج المعانى التى قد تخفى عن البعض، وأرجو من الأخوة إثراء الموضوع بتأملاتهم لكتاب الله جلَّ وعلا، أو بنقل من كلام أهل العلم، ليعم النفع؛ والله ولى التوفيق.

ونبدأ بعون الله بتأملات فى سورة الفاتحة:

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

تضمنت ثلاث الآيات ثلاث مسائل:

الآيةالأولى: فيها المحبة؛ لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر إنعامه ; والمحبة تنقسم إلى أربعة أنواع:

المحبة الأولى: محبة شركية، وهي محبة الذين قال الله فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُمِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} إلى قوله {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.

المحبةالثانية: حب الباطل وأهله، وبغض الحق وأهله ; وهذه صفة المنافقين.

والمحبة الثالثة: طبيعية، وهي محبةالمال والولد، فإذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله، فهي مباحة.

والمحبة الرابعة: حب أهل التوحيد، وبغض أهل الشرك، وهي أوثق عرى الإيمان، وأعظم مايعبد بها الإنسان ربه.

الآية الثانية: فيها الرجاء

والآية الثالثة: فيها الخوف.

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي: أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث، بمحبتك ورجائك وخوفك; هذه الثلاث أركان العبادة، وصرفها لغير الله شرك.

وفيها من الفوائد: الرد على ثلاث الطوائف التي كل طائفة تعلق بواحدة منها، كمن عبد الله بالمحبة وحدها، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة، وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج.

وأما {إِيَّاكَ نَعْبُدُوَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ففيها توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فيها توحيد الألوهية، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيها توحيد الربوبية.

وأما الآيتان الأخيرتان، ففيها من الفوائد: ذكر أحوال الناس، قسمهم الله ثلاثة أصناف: منعم عليه، ومغضوب عليه، وضال.

فالمغضوب عليهم أهل علم ليس معه عمل.

والضالين: أهل عبادة ليس معها علم، وإن كان سبب النّزول في اليهود والنصارى، فهي لكل من اتصف بذلك.

والنوع الثالث: من اتصف بالعلم والعمل، وهم المنعم عليهم.

وفيها من الفوائد: التبرؤ من الحول والقوة، لأنه منعم عليك ; وكذلك فيها: معرفة الله على التمام، ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى، وفيها: معرفة الإنسان نفسه، ومعرفة ربه، فإنه إذا كان رب فلا بد من مربوب، وإذا كان هنا عبد فلا بد من معبود، وإذا كان هنا هاد فلا بد من مهدي; وإذا كان هنا مُنعَم عليه فلا بد من مُنعِم، وإذا كان هنا مغضوب عليه فلا بد من غاضب; وإذاكان هنا ضال فلا بد من مضل ; فهذه السورة تضمنت الألوهية، والربوبية، ونفي النقائص عن الله، وتضمنت معرفة العبادة وأركانها، والله أعلم.

(الدرر السنية 13/ 73 بتصرف)

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:

اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن فاشتملت على التعريف بالمعبود - تبارك وتعالى - بثلاثة أسماء مرجع الأسماءالحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها وهي: الله، والرب، والرحمن وبُنيت السورة على الإلهيه، والربوبية، والرحمة فـ {إياك نعبد} مبني علىالإلهية، و {إياك نستعين} على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة.

والحمد يتضمن الأمور الثلاثة: فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته.

واشتملت سورة الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة التي اتفقت عليها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهي:

1 - التوحيد العلمي: سمي بذلك لتعلقه بالأخبار والمعرفة ويسمى أيضاً بـ (توحيد الأسماء والصفات).

2 - التوحيد القصدي الإرادي: سُمي بذلك لتعلقه بالقصد والإرادة، وهذا الثاني نوعان: توحيد في الربوبية، وتوحيد في الإلهية.

فأما التوحيدالعلمي (توحيد الأسماء والصفات): فمداره على إثبات صفات الكمال، وعلى نفي التشبيه، والمثال، والتنزيه عن العيوب والنقائص وقد دل على هذا شيئان:

أ-مجمل، ب-مفصل.

أ- أما المجمل فإثبات الحمد لله سبحانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير