[قراءة القرآن بالألحان]
ـ[فارس بن مجزع العمار]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلى الله على المصطفى وبعد
إن مما يحزن المسلم الغيور على سنة نبينه مايقوم به كثير من الجهال من قراءة القرآن خلافا لقراء النبي صلى الله عليه وسلم وخلافاً لأمر الله عز وجل قال تعالى {ورتل القرآن ترتيلاً} فإن كثيرا من الناس لا يعلم مامعنى رتله, وإذا حاججك إنما يحاججك بهذه الآية وهو لم يفهم معناها ولم يكلف نفسه بالرجوع إلى تفسريها , وإنما المراد بالترتيل هو التفصيل والتبيين والترسل والتؤدة وعدم العجلة.
قال ابن كثير عند تفسير الآية السابقة: أي أقرأه على تمهل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه , قالت عائشة ? كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. (فتح الباري 8710.
قال أبو السعود: أي اقرأه على تؤده وتبيين حروف (ترتيلا) بليغاً بحيث يتمكن السامع من عدها من قولهم ثغر رَتِلُ ورَتْل؛ إذا كان مفلجاً (تفسير أبي السعود 5784)
قال البغوي: قال ابن عباس: بينه بياناً , قال الحسن: أقرأه قراءة بينة. قال مجاهد: ترسل فيه ترسلاً. (تفسير البغوي 4407).
قال مالك: ولا تعجبني القراءة بالألحان , ولا أحبها في رمضان ولا في غيره؛ لأنه يشبه الغناء , ويضحك بالقرآن , فيقال: فلان أقرأ من فلان) أي يصير فيه نوع تنافس قد يفضي إلى العدواة وانظر ترى عجباً.
قال إبراهيم النخعي:" كانوا يكرهون القراءة بتطريب , وكانوا إذا قرؤوا القرآن؛ قرؤوه حدراً مرسلاً بحزن ".
قال حذيفة:" إذا قرأتم القرآن فاقرؤوه بحزن , ولا تجفوا عنه , وتعاهدوه , ورتلوه ترتيلاً "
وقال محمد بن سيرين: "أصوات القرآن محدثة ".
وقال كعب:" ليقرأن القرآن أقوام هم أحسن أصواتاً فيه من العازفات بعزفهن , ومن حداة الإبل لإبلهم؛ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ".
وقال أبو ذر: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته قوماً يتخذون القرآن مزامير؛ يقدمون الرجل ليؤمهم , ليس بأفقههم , إلا ليغنيهم " (أخرجه أحمد 3494).
أخي القارئ الكريم عد واقرأ الأثر السابق وتأمل هل وقع هذا أم بعد.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سمعت أبي وقد سئل عن القراءة بالألحان؟ فقال: محدث ".
قال الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع " فأما أصحاب الألحان فإنما حدثوا في القرن الرابع , فكانوا مهجورين عند العلماء ... ثم يقولون: مخرج هذ الحرف من الأنف , وهذا من الرأس , وهذا من الصدر , وهذا من الشدق! فما خرج من الأنف فهو صياح ...
فالتالي منهم والسامع لا يقصدون فهم معانيه , من أمر , أو نهي , أو وعد , أو وعيد , أو وعظ , أو تخويف , أو ضرب مثل , أو اقتضاء حكم , أو غير ذلك مما أنزل به القرآن , وإنما هو للذة والطرب , والنغمات , والألحان , كنقر الأوتار , وأصوات المزامير , كما قال الله عز وجل يذم قريشاً {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}.
وإنما أنزل القرآن لتتدبر آياته وتفهم معانيه:
قال الله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
وقال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن}
وقال تعالى {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق}
وهذا يفيد الأمر بتلاوته على هذا الوجه , وأن بكاءهم إنما كان مما فهموا من معانيه , لا من نغمات القارىء. (كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي ص 90 باختصار يسيير).
قال ابن القيم في نقده لقراءة حمزة "
وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن: وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما
¥