تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفة مع الطبيب المقرئ سعيد صالح زعيمة. استدرك علي ابن الجزري والشاطبي.الجزء الثاني]

ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[17 - 12 - 10, 09:51 م]ـ

والسلام عليكم

فالحمد لله قد شهد الإخوة أني لم أكتب ما كتبته لأجل التشهير بالشيخ سعيد زعيمة أو التقليل من شأنه، بل كانت المداخلة إحقاقا للحق ودفاعا عن أئمتنا أيضا بالحق.

وقد شهد أحد شيوخ المنتدي بأن الحق كان معي في المسألتين السابقتين وهذا المحكِّم كان لابد من ذِكر سبب ترجيحه لما ذهب إليه ويقول مثلا:إن الحق مع فلان للأدلة الآتية ـ ثم يذكرها ـ والحق ليس مع فلان بسبب كذا وكذا، ولكن بدلا من ذكر الأسباب أخذ يتشفي في شخصي ـ مع أنه لم يُطلب منه الحكم علي الأشخاص بل علي المسائل ـ وكأن الفرصة جاءته علي طبق من ذهب فلابد من انتهازها والنيل والنكال بشخصي وأنا أشم فيه رائحة شيخ من شيوخ الشام ولكن عفا الله عنه.

وأقر بخطأ الشيخ زعيمة وذكر أن الشيخ زعيمة تراجع وأقر بأنه أخطأ.

وهذا لم يحدث فإن تراجع الشيخ زعيمة علي بعض الألفاظ االتي قالها في حق الأئمة ولم يتراجع عن الاستدراكين وهذا ما جعل طلبته يصرُّون علي أنه لم يخطئ.

وهذا يدلل علي أن الشيخ المحكِّم لم يستوعب حقيقة المسألة أو الخلاف الدائر. ولكن لا ضير.

وبالنسبة لاستدركات الشيخ زعيمة فهي في يدي الآن ووجدته يستدرك علي متون:

الطيبة ـ والشاطبية ـ والجزرية ـ وتحفة الأطفال ـ.

وهذه الاستدركات تقسم لأنواع:

استدركات يقرُّ فيها بخطأ قائلي هذه المتون.

واستدركات لأجل أنها تلتبس علي الجهال.

واستدركات لأجل أن الرموز ليست في باب واحد فضمها هو في بيت واحد.

واستدركات أخذها من غيره من العلماء ونسبها لنفسه دون النسبة لأصحابها (ولا أدري أفعلها عمدا أم عن غير قصد ونسيان)

وسوف نتعرض لكل هذه الاستدراكات وسوف أبدأ بإذن الله بمتن الطيبة لأن استدراكاته عليها قليلة.

كما آمل من القراء أن ينظروا للمسألة بعين الإنصاف وألا يأخذهم التعصب لبطر الحق، حتي إن وجدت كلمة مثل: جهله للمصطلح ـ عدم إدراكة لأقوال أهل العلم ـوغيرهم من الألفاظ فليس طعنا في شخص الشيخ فأي عالم " يعلم ويجهل، يصيب ويخطئ ـ ويذكر وينسي " والكل معرض للنقد مادام قد جاهر بقوله.

وإلي المسألة الأولي:

قال ابن الجزري في الطيبة:

....... **وانقل مدا ردا وثبت البدل

فهل لأبي جعفر النقل والبدل .. كيف؟

فالإبدال يكون لساكن مثل: بئر بير ـ يؤمن يومن .. )

والنقل لساكن: الأرض الارض .. فالنقل غير الإبدال، وكان الأولي أن يقول:

وانقل لنافع ردا وثبت البدل.

المسألة " ردا يصدقني " فنافع ينقل الفتحتين إلي الدال الساكنة قبله فيقول "ردا يصدقني " وإذا وقف يقرأ "ردا".

أما أبو جعفر فيبدل الهمزة ألفا وقبلها دال ساكنة تحرك للمناسبة ...

فيتفق مع نافع في الوقف ويختلف معه في الوصل، وكان الأولي أن يقول:

وانقل لنافع ردا وثبت البدل.

وفي الدرة قال " وردءا أبدل أم " أبو جعفر له الإبدال

لأن النقل لساكن والإبدال من ساكن، وهنا قال "وثبت البدل " فلا يتفق النقل مع الإبدال.

فكيف ينقل ويبدل لأبي جعفر؟

وهذا ما أراه وشيوخي لهم التعليق.) انتهي كلام د. سعيد صالح حفظه الله

وهذا الاستدرك به مغالطات:

أولا: قوله (فنافع ينقل الفتحتين إلي الدال الساكنة) فنافع لا ينقل الفتحتين إنما ينقل فتحة واحدة والفتحة الأخري هي التنوين لأن التنوين عبارة عن شرطة واحدة تضاف للشرطة الأصلية. قال في دليل الحيران: ... أي إن اتبعت الحركات الثلاث تنوينا بأن نطقت به بعدها فزد إليها مثلها بأن تزيد إلي الفتحة فتحة أخري وإلي الضمة ضمة أخري وإلي الكسرة كسرة أخري .. ) ص422

ولولا أن سمعته منه شخصيا لقلت: ذِكْره للفتحتين من باب السهو إلا أنه بالفعل يعتقد أن التنوين عبارة عن فتحتين.

ثانيا: غيّر الشيخ البيت إلي ": وانقل لنافع ردا وثبت البدل" ولو سلمنا له بهذا التغيير لتغيرت قراءة أبي جعفر .. لماذا؟

لأننا لو قلنا " وانقل ردا" لكانت قراءة الباقين بعدم نقل حركة الهمزة إلي الدال ومن جملة هؤلاء أبو جعفر لأنه ذكر النقل لنافع فقط .. ثم قوله " وثبت البدل "إذن أبو جعفر يبدل التنوين فقط وتبقي قراءته هكذا " ردءا يصدقني " بإبدال التنوين ألفا في الوصل وبقاء الهمزة وحركتها لأنه لم يذكر مع نافع في النقل. وهذا هو الخطل بعينه.

ولو نظرنا في بيت ابن الجزري نجده قد أتقنه حيث قال:

"وانقل مدا ردا" وبهذا يتضح أن نافعا وأبا جعفر ينقلان حركة الهمزة للدال، ويلزم من النقل حذف الهمزة "ردن" بالتنوين وصلا ومعلوم لدي الجميع أن التنوين المنصوب يبدل في الوقف ألفا.

والباقون من القراء لا ينقلون لأن الضد النقل عدمه.

إذن الجميع يثبتون التنوين وصلا ثم قال " وثبت البدل "أي أبو جعفر يبدل التنوين ألفا، وهذا لا يحتاج أن ينبه أنه في الوقف لأنها للجميع، إذن انفراد أبي جعفر يكون في الوصل.

وبهذا يظهر جليا تهافت هذا الاستدراك ولو قمنا بتطبيق استدراكه سألناه: من أين نأخذ النقل وحذف الهمزة لأبي جعفر من البيت؟ فلن يجد جوابا.

ثالثا: استدلاله بالدرة أعجب من سابقه لأنه في الدرة يعتمد علي ما سطره الشاطبي لنافع كما هو معلوم لطلبة هذا العلم.

فقوله في الدرة " وردءا أبدل أم " أي ذكر الإبدال فقط في التنوين لأبي جعفر ولم يتعرض للنقل فدل أن أبا جعفر ينقل أيضا موافقا لما في الشاطبية إلا أنه زاد له إبدال التنوين وصلا.

فشتان الأمر بين نظم يعتمد علي نظم آخر "الدرة معتمدة علي الشاطبية "، وبين نظم يعتمد علي نفسه فقط "الطيبة ".

رابعا: قوله " لأن النقل لساكن، والإبدال من ساكن".

جملته الأولي صحيحة " لأن النقل لساكن " ولا يكون النقل لمتحرك.

وجملته الثانية "، والإبدال من ساكن " غير صحيحة لأن الإبدال يكون من متحرك أيضا مثل "مؤجلا يؤيد " وغيرها مما ذكر للأصبهاني وغيره.

والسلام عليكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير