تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دراسة قيمة (الدخيل من اللغات القديمة على القرآن .. ) د. مساعد الطيار.]

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

حصلت على بحث قيم للدكتور الفاضل وشيخنا في ملتقى أهل التفسير أي في عالم النت مساعد الطيار.

وصدقا اخواني هذا بحث قيم أجاب عن أسئلة، وأزال القهر الذي يشعر به طالب العلم بسبب كتابات بعض الباحثين هداهم الله تعالى، وكم أتمنى أن يطبع ككتاب فيه خرائط ووثائق وصور للكتابات القديمة ويكون ملونا، فكم يتحسر الإنسان على الدراسات القيمة التي لا تخدم عند الطبع، بينما يرى العجب في قسم كتب الأطفال المكتوبة باللغة الإنجليزية، بارك الله في علم الدكتور وعمله ولا حرمه أجر ما كتب اللهم آمين.

وأترككم مع المقدمة وشيء من البحث القيم:

الدخيل من اللغات القديمة على القرآن من خلال كتابات بعض المستشرقين

عرض ونقد.

إعداد الدكتور:

مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار – حفظه الله -

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الكرام، وعلى صحبه الغر الميامين، وعلى من تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله أنزل القرآن عربيًا، لا يخالف في ذلك إلا جاهلٌ أو مجادل بالباطل، وكلُّ من زعم في دعواه أن في القرآن خطأً من جهة لغة العرب التي نزل بها، فإن دعواه تحمل خطأها بنفسها، وتُبين عن خطل رأي صاحبها، وما الأمر إلا كما حُكي عن ابن الراوندي الذي يُزَنُّ بالإلحاد لما سأل ابن الأعرابي (ت:231)، فقال: ((أتقول العرب: لباس التقوى؟ فقال ابن الأعرابي: لا باس لا باس، وإذا أنجى الله الناس، فلا نَجَّى ذلك الراس. هَبْكَ يابن الراوندي تُنكر أن يكون محمدٌ نبيًّا، أفتنكر أن يكون فصيحاً عربيا؟)).

لذا فمن زعم وجود معانٍ غير عربية، أو زعم وجود أخطاء نحوية، فإن قوله هذا مردود؛ لأنه يقيس على غير قياس، وينحو إلى التجهيل والتضليل، وإلا فما العِلْم الذي يقيس عليه وجود هذا الخطأ، أهو علمه الناقص؟

وها هم يسمعون مثل قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2]. فما سُمِع أن أحد كفار قريش طعن في عربيته!

ولئن أرادوا التشكيك في مصدر التلقي، وهو أخطر من موضوع وجود كلمات غير عربية، فإن الله ردَّ عليهم، وبيَّن ما في قولهم من الخطأ ومجانبة تحكيم العقل، فقال: لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل: 103] وما فعلوا ذلك ـ مع معرفتهم بباطله ـ إلا فعلة العاجز في حيلته، الذي يصدر منه في مثل هذه المواقف ما يعلم قبل سامعه أنه على غير صواب.

فلما انقضى عصرُهم، ولم يكن لهم أي اعتراض على القرآن دلَّ على صحة عربيته بلا ريب، وهذا من باب التَّنَزل مع الخصم، وإلا فثبوت عربيته لا تحتاج إلى مثل ذلك.

ولما كان الطعن في القرآن من جهة عربيته ليس بابًا يصلح أن يسلكه من يطعن في القرآن، كما أنه ليس مسلكًا يمكن أن يسلكه عاقل يقرأ القرآن الكريم، ويعرف تاريخه وأحواله؛ لما كان الأمر كذلك دخل داخلون من باب آخر، ألا وهو باب اللغات السابقة لعربية التنزيل، وخرجوا بآراء مفادها أن القرآن ـ أو محمدًا صلى الله عليه وسلم بزعمهم ـ قد استفاد من هذه اللغات.

وسأسلِّط الضوء في هذا البحث على هذا الزعم، وسأجتهد في بيان الحق والصواب في هذه المسألة، وأسأل الله التوفيق والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وقد رأيت بعض من تكلم في هذا الموضوع إما جاهلاً بتاريخ العرب، وإما عارفًا يغضي عن ذلك لمقاصد ومآرب يرتجيها في بحثه، أما المستشرقون التوراتيون ـ أقصد بهم الذين ينطلقون في دراساتهم من أسفار بني إسرائيل: ويجعلون ما ورد فيها حقًّا ـ فهم يجتهدون في إثبات ما ذكرته هذه الأسفار وعمدوا إلى تعديد التسميات لأقوام سابقين لعرب الرسالة، وحرصوا على إبعادهم عن العرب واللغة العربية.

وفي هذه المشاركة، سألقي الضوء على هذا الموضوع من خلال ما ألقاه بعض المستشرقين في أطروحاتهم حول هذه القضية، مثل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير