تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن اهم اهداف القران هو ربط الانسان عاطفيا وشعوريا وفكريا وقلبيا بالله سبحانه فقط وجعل حسن علاقته مع اخيه الانسان ومع الطبيعه (الارض والهواء والماء و الحيوانات والحشرات -- -------) دليل على حسن علاقته بالله وهو ما يسميه بالعمل الصالح. ولذلك تتكرر الايات (امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا)، اما كيفية العمل الصالح عن طريق تعاملنا مع عالم الغيب فهو تعاملنا مع الله اما التعامل مع الملائكه فهذا لم يرد في القران. ولا يوجد شيء مثل اطيعوا او اتبعوا الملائكه او قدّسوا الملائكه او اي عبادات او معاملات لتعلمنا كيف نتعامل مع الملائكه!.

لذلك لو حاولنا تعريف ضمير الجمع "نا" بانه لله والملائكه في نفس الوقت لزم ان نخالف كثيرا من معاني واسس و ايات القران المحكمه التي تشعرنا بان الخضوع والرهبه والخشيه والخشوع والرغبه والخوف هي لله تعالى خالصه، وللزم ان نخالف الكثير من مشاعرنا واحاسيسنا الايمانيه الداخليه بالله والتي يؤمن بها لمئات السنين ملايين الناس المسلمين المؤمنين المفكرين والغيرمفكرين.وحتى لو ان هناك بعض الاسباب والافعال التي خلقها الله بواسطة من الناس او الملائكه فان ورود الضمير "نا" فيها (او اي ضمائر تشير الى الجمع) فانه ايضا يشير اما لله حصرا او للملائكه حصرا. فالله يتجلى في كل مراتب الوجود (وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله)

-النقطه المهمه التي يجب ذكرها كذلك هو ان الله غير محتاج الى الوسائط (له الخلق والامر) ولكنه لحكمة ما خلق عالمنا هذا بحيث لتنفيذ شيء فيه فان هذا العالم يحتاج الى الوسائط الظاهره بينما خلق عوالم ثانيه لا تتطلب حصول الوسائط بل يكون تنفذ الامر فيها مباشرا من الله فان حصول العلم عند الملاك جبريل مثلا هو مباشره بينه و بين الله تعالى ولا يحتاج الى واسطه بعكس حصول العلم عند الرسل الارضيين كالانبياء ع فانه يحتاج في اكثره الى واسطة الملك. بل حتى في عالمنا هذه فانه مايبدوا ظاهرا بشكل وسائط واسباب فان حقيقته ليست كذلك ذلك ان الله لم يخلق الخلق ويتركه للاسباب والقوانين والوسائط فانه حتى هذه الاسباب والوسائط والقوانين هي قائمة به (القيوم جل شانه) بشكل مباشر ولكنه خفي علينا وليس بظاهر، قال تعالى (ويمسك السماء ان تقع على الارض) وقال (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ). وهكذا فان الضمير "نا" لا يمكن ان تكون لله تعالى وللوسائط (التي هي من خلقه) بل هي له فقط تقدّست اسماءه. فربّنا واحد ولكن اسماءه وافعاله كثيره. فما يبدو للفكر البشري وسائط بين الله والعباد وهم الملائكه فان هذه (الوسائط) نفسها قائمه ومتماسكه وحيّه بالله العظيم الحي القيوم الذي هو قيّوم عليها.

من ناحيه اخرى نفسيه فان بعض البحاثه وطلاب العلم كان دافعهم الاصلي لطلب العلم هو التاثر بكل ماهو جديد وغريب يثير الفضول والاندفاع لكشف المزيد الغريب المسلّي بينما المطلوب كشفه هو الحق وليس الجديد والغريب. كما يجب ان لانندفع بسبب شكّنا في القديم بتدمير كل الموروث السابق بل يجب التريّث والتدبّر وعدم الوقوع في اتباع الهوى.

والله اعلم.

بعض التعليقات و الاجوبه عليها:

سوال: تقول. ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم (الله وحده قال للملائكه كلهم فلا يمكن ان نقول ان ال نا هي له تعالى مع الملائكه والا فالانسب ان يقول ثم قلنا لبعض الملائكه اسجدوا فدلّ على انه امر كل او جميع الملائكه كما قال في ايه اخرى (فسجد الملائكه كلهم اجمعون)) لكن هذا لاينفي ان يكون مع الله من الملأ الاعلى من هم ليسوا من الملائكة كالروح الامين مثلا.

وتقول. يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَاأَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) (عندما بدا اول الخلق لم يكن معه خلق من الملائكه او غيرهم ورغم ذلك استخدم بدأنا بضمير الجمع "نا" ذلك انه بدا ذلك الخلق باسماءه الخالق والخلاق والحكيم والعليم والباريء والمصور وال- - - - -) والله العالم. لكن الايه هنا لا تتحدث الا عن خلق السماء فقظ وهذا لاينفي ان يكون مع الله ايضا الملأ الاعلى والملائكة حين بدأ خلقها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير