تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ من ربه لا يتجاوزه فكيف تقولون نحن بنات الله؟ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ يقصدون التنزيه عن الولد و وصف الواصفين. ان اول حقّ للشاهد هو الوصف و الا كيف سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ؟ انظر قوله في الزخرف في نفس المساله (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). اما الافاكين فلم يشهدوا الخلق الاول فلا يحق لهم الشهادة و بالتالي الوصف.والان ناتي الى النقطه المهمه:أ ليس من حق الشاهد ان تسمع شهادته؟ وخصوصا اذا كان هذا الشاهد قريب من المشهود عليه لأحقاب زمنيه غير متناهيه ومخلصا اشد الاخلاص؟ وهنا حقّ له ان يُفسح له المجال للشهادة بدون تقديم او اشارة ذلك ان هذا الشاهد موجود دائما و هو اعلم الخلق بالله العظيم لانه اقرب الخلق اليه (الذين يحملون العرش و من حوله او الملائكه المقربون او الملا الاعلى) فحق ان تحشر شهادته بدون قول الله ("قالت الملائكه" انا لنحن الصافون -----) حيث انه ليل نهار في تسبيح مستمر غير منقطع الذي حصل في الايه 164 ان الله تعالى فتح فجأة كوّة لنا لنرى الملائكه على حال واحد مستمر غير منقطع و هي تقول وتفعل ? وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) فلذلك لم يصح ان يقول في ايه 164 قالت الملائكه وانا لنحن الصافون وانا لنحن--- حيث ان هذا ليس قولها في مدة زمنيه محدوده بل هذا حالها وقولها منذ خلقها الله، اما في الحال المخصوص المنقطع في الزمن فان الله يقدّم له بالقول"قالت الملائكه" مثل ("قالت الملائكه" ان الله يبشرك بيحيى) ذلك ان الملائكه لا تقول هذا القول او البشاره يوميا في كل ساعه بعكس قولها انا لنحن الصافون--- فهذا ليس قولها فحسب و انما حالها منذ خلقت------ ولهذه الشهاده المهمه للملائكه كونهم اعرف الخلق به جل شانه استخدمها للشهادة على و حدانيته في الايه الوحيده في القران التي يشهد الله تعالى على نفسه بالالوهيه و الوحدانيه عندما قال (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ --) لاحظ انه قدمها هنا في الشهادة التي تستدعي الوصف حتى على الانبياء. وهكذا اتضح ان الضمير نا هو لله تعالى الا في الايات 164 165 166 فهو للملائكه، هذا و الله اعلم واكبر واجلّ واعلى واكرم

-ايضا في سورة مريم ظهر تحول مفاجيء في الضمائر في الايات 34، 35، 36.فلا يمكن القول ان المتكلم في الايه 35 هو نفسه في الايه 34 وليس هو نفسه في الايه 36. (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ?33? ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ?34? مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?35? وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ?36?) مريم

اما قولك (أن الله هو القائل والكلام فى القرآن كلام الله .... وإذا كان فى الفعل واسطة فإن الكلام يرد بضمير الجمع----) ففيه امور:

-الاسماء الالهيه هي ليست آلات منفصله يستخدمها الله تعالى لانشاء الفعل و كانه لا يستطيع انشاء الفعل بدونها و كانها عصى سحريه يستخدمها لانشاء الافعال لان هذا شرك خفي و قع به بعض الصوفيه. لا و انما هي مظاهر له جلّ شأنه اثناء قيامه هو نفسه بالفعل فمثلا يجادلنا في (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) ان الجدال هنا كان مع الله تعالى نفسه و الضمير نا هنا يعود حصرا و فقط الى الله،كل ما هنالك ان ابراهيم كان يجادل الله تعالى مباشره سواء عن طريق الملائكه (وهو الأظهر) او الوحي بطريقة لا يمكن ان نتصورها المهم في الايه ان الجدال كان مباشرة بين ابراهيم و الله تعالى و المعلومه الاضافيه التي يضيفها الضمير نا هو ان ظهوره (جلّ شانه و تقدّست اسماءه) لابراهيم اثناء الجدال كان فيه كثرة و هو مقام اقل علوا و اقل مباشرة من مقام (إِنَّنِي أَنَا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير