تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفائدة الثانية: إن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد يستفيد من دراسة أصول الفقه حيث يجعله على بينة مما فعله إمامه عند اسنتباط الأحكام فمتى ما وقف ذلك الطالب على طرق الأئمة وأصولهم وما ذهب إليه كل منهم لإثبات تلك القاعدة أو نفيها فإنه تطمأن نفسه إلى مدرك ذاك الإمام الذي اتبعه في عين ذلك الحكم او ذاك، فهذا يجعله يمتثل عن اقتناع وهذا يفضي إلى أن يكون عنده القدرة التي تمكنه من الدفاع عن وجهة نظر إمامه.

الفائدة الثالثة: أن العارف بأصل هذا الإمام في هذا الحكم أعظم أجرا من الشخص الذي بأتي بالعبادة لفتوى إمامه أنها واجبة أو أنها سنة ولا يعرف الأصل الذي اعتمد عليه في هذه الفتوى والله تعالى يقول: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

الفائدة الرابعة: أن العارف بالقواعد الأصولية يستطيع أن يخرج المسائل والفروع غير المنصوص عليها على قواعد إمامه.

الفائدة الخامسة: ان العارف بتلك القواعد والأصول يستطيع ان يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه بناء على أُسس ومناهج وطرق منضبطة يستطيع بها أن يقنع الخصم بما يريد أن يدعوه إليه.

الفائدة السادسة: أن العارف بتلك القواعد يستطيع أن يبين لأعداء الإسلام أن الإسلام مصلح لكل زمان ومكان (6) وأنه موجود لكل حادثة حكما شرعيا، وأنه لا يمكن أن توجد حادثة إلا ولها حكم شرعي في الإسلام - عرفها من عرفها وجهلها من جهلها - بعكس ما كان يصوره أعداء الإسلام من أن الإسلام قاصر عن حل القضايا المتجدددة - قاتلهم الله -.

الفائدة السابعة: أن أهل اللغة يستفيدون من تعلم أصول الفقه، حيث إن أهل اللغة يبحثون عن اشتقاقات الكلمة وهل هي نقلية أو قياسية؟، أم أهل الأصول فإنهم يبحثون عن معاني تلك الألفاظ ولذلك تجد الأصولين قد توصلوا إلى نتائج لم يتوصل إلأيها اللغويون وذلك بسبب جمعهم بين معرفة اللغة ومعرفة الشريعة لذلك تجد أكثر أهل الغة لهم إلمام في علم أصول الفقه

الفائدة الثامنة: إن المتخصص في علم التفسير وعلم الحديث يحتاج إلى دراسة علم أصول الفقه حيث إنه يبين دلالات الألفاظ وهل تدل على حكم بالمنطوق أو بالمفهوم أو بعبارة النص أو بإشارته أو بدلالته أو باقتضائه، ونحو ذلك، لذلك تجد أكثر المفسرين والشارحين للأحاديث هم من الأصوليين

الفائدة التاسعة: أن كل شخص يريد كتابة أي بحث من البحوث العلمية محتاج إلى معرفة علم أصول الفقه وذلك لأن علم أصول الفقه قد جمع بين النقل والعقل، ومن تعمق في عرف طريقة إيراد المسألة وتصويرها والاستدلال عليها والاعتراض على بعض الأدلة والجواب عن تلك الاعتراضات بإسلوب مبني على أسس ومناهج وطرق يندر أن تجدها في غير هذا العلم.

- شبهات حول علم أصول الفقه وأجوبتها - (7)

ومع تلك الفوائد التي ذكرتها لأصول الفقه، فإنه لم يسلم من بعض الاعتراضات التي وجهت إليه والشبه التي أثيرت حوله وهذا بيان أهمها والأجوبة عليها

الشبهة الأولى: " لا فائدة منه! "

ورد عن بعض الناس أنهم ذموا علم أصول الفقه وحقروه في نفوس طلاب العلم وذكروا أنه لا فائدة منه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

الجواب:

إن سبب ذمهم لهذا العلم وتحقيرهم له هو: جهلهم به وعدم قدرتهم على فهمه بالتفصيل، وقديما قيل: " من جهل شيئا عاداه "

إذ كيف يذمون علما هو من أهم شروط الاجتهاد؛ حيث إنه إذا لم يتعلمه الفقيه بالتفصيل، فإنه لن يتوصل إلى درجة الاجتهاد ولا يمكنه بأي حال من الأحوال استنباط حكم شرعي من دليل!

بل لو لم يعرف القياس - فقط - لانتفت عنه صفة الفقه، كما قال الإمام الشافعي: " من لا يعرف القياس فليس بفقيه "، وكما قال أحمد: " لا يستغني أحد عن القياس "؟!

وكيف يذمون علما هو من أهم علوم الشريعة؟ لأنه لولا علم أصول الفقه لم يثبت من الشرعية لا قليل ولا كثير

إذ أن كل حكم شرعي لابد له من سبب موضوع، ودليل يدل عليه وعلى سببه فإذا ألغينا أصول الفقه ألغينا الأدلة فلا بقى لنا حكم ولا سبب، حيث إن إثبات الشرع بغير أدلته وقواعده وبمجرد الهوى خلاف الإجماع!

الشبهة الثانية: " هذا العلم بدعة "

وقال بعضهم: إن هذا العلم لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد الصحابة ولا عهد التابعين لهم فهو علم مُبْتَدَع وما كان كذلك فلا نفع فيه

الجواب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير