[ما مدلول النسخ عند الصحابة والتابعين؟]
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كما هو معلوم أن المقصود بالنسخ عند الأصوليين رفع الحكم،ولكن للنسخ عند الصحابة والتابعين مدلول آخر فهو إما يفيد التخصيص أو التقييد أو غيره،
أود البحث في مدلول النسخ عند الصحابة والتابعين، مع ذكر الأمثلة على ذلك، ولكن غالب ما يمر علي في آثار الصحابة وأقوالهم في مقصود النسخ إنما هو الرفع،
فهل من مرشد إلى كتب في السنة النبوية ورد فيها آثار تحوي لفظ النسخ ولكن مدلولها ليس رفع الحكم؟
جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفقها،
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:25 ص]ـ
وقال الحافظ أبو بكر بن مَرْدُويه: حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا الحسين بن محمد بن بِهْرام المحرمي، حدثنا وهب بن بَقِيَّة، حدثنا خالد بن عبد الله، عن ابن أبي ليلى، قال: دخلت على عطاء في رمضان، وهو يأكل، فقال: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينًا، ثم نزلت هذه الآية فنسخت الأولى، إلا الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينًا وأفطر. فحاصل الأمر أن النسخ ثابت في حق الصحيح المقيم بإيجاب الصيام عليه، بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وأما الشيخ الفاني [الهرم] الذي لا يستطيع الصيام فله أن يفطر ولا قضاء عليه، لأنه ليست له حال يصير إليها يتمكن فيها من القضاء، ولكن هل يجب عليه [إذا أفطر] أن يطعم عن كل يوم مسكينًا إذا كان ذا جِدة؟ فيه قولان للعلماء، أحدهما: لا يجب عليه إطعام؛ لأنه ضعيف عنه لسنّه، فلم يجب عليه فدية كالصبي؛ لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وهو أحد قولي الشافعي. والثاني -وهو الصحيح، وعليه أكثر العلماء -: أنه يجب عليه فدية عن كل يوم، كما فسره ابن عباس وغيره من السلف على قراءة من قرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} أي: يتجشمونه، كما قاله ابن مسعود وغيره، وهو اختيار البخاري فإنه قال: وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام، فقد أطعم أنس -بعد أن كبر عامًا أو عامين -كل يوم مسكينًا خبزًا ولحما، وأفطر. (تفسير ابن كثير)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:35 ص]ـ
هناك بحث جيد في شرح الورقات للشيخ مشهور حسن و قد ذكر فيه الأمثلة و المراجع
ـ[براء محمد خنفر]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النسخ بين اصطلاح المتقدمين و المتأخرين
مقدمة: ما هو النسخ؟
(رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه. و يسمى هذا الدليل بالناسخ و يسمى الحكم الأول بالمنسوخ و يسمى هذا الرفع بالنسخ) الوجيز في أصول الفقه – عبد الكريم زيدان
ومن أشهر الأمثلة عليه: نسخ التوجه إلى بيت المقدس في الصلاة إلى المسجد الحرام قال تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره)
اصطلاح النسخ بين المتقدمين والمتأخرين
قال الشاطبي في الموافقات: (الذي يظهر من كلام المتقدمين أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين فقد يطلقون على تقييد المطلق نسخاً و على تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخاً , وعلى بيان المبهم و المجمل نسخاً , كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخاً ,لأن جميع ذلك مشترك في واحد , وهو أن النسخ في الاصطلاح المتأخر اقتضى أن الأمر المتقدم غير مراد في التكليف و إنما المراد ما جيء به آخراً) ثم أتى بآثار عن السلف أغلبها عن ابن عباس تبين هذا الأمر
وقال ابن القيم في أعلام الموقعين: (المراد بالناسخ والمنسوخ عند السلف والخلف
¥