تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تفريغ المحاضرة الثانية ### أحمد بن عمر الحازمى فى السلم المنورق للأخضرى شرح القويسنى]

ـ[القاسمى المصرى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:07 ص]ـ

بسم لله الرحمن الرحيم

المحاضرة الثانية

شرح السلم المنورق للقويسنى

للعلامة أحمد بن عمر الحازمى

المنطق قبل نقله وجعله علماً للعلم المخصوص يطلق فى لسان العرب ويراد به واحد من ثلاثة أمور الإدراك الكلى، والإدراك مصدر أدرك يدرك إدراكاً والمراد به وصول النفس إلى المعنى بتمامه هذا تعريف الإدراك عند المناطقة، والمراد بالنفس القوى العاقلة التى تدرك المعانى وهى محلها القلب ولها علاقة بالدماغ، يعنى معنى اللفظ سواء كان اللفظ مفرداً أو مركباً، فمعنى زيد ذاته ومعنى قائم معناه ثابت له وهو القيام ومعنى زيد قائم إدراكه فى الخارج بأنه واقع أو ليس بواقع حينئذ شمل الإدراك هنا نوعي العلم التصور والتصديق، بتمامه أى على وجه التمام بمعنى أن لا يبقى شئ فى النفس هل هذا صادق على هذا المدلول أو لا فإن كان ثم تردد فى النفس ولم يحمل اللفظ سواء كان مفرداً أو مركباً على المعنى الذى اطلق عليه فى لسان العرب هذا يسمى شعوراً ولا يسمى إدراكاً، ففرق بين الإدراك وبين الشعور فالشعور هو وصول النفس إلى المعنى لا بتمامه أى هنا ثم تردد فى النفس فإن كان على وجه التمام بمعنى أنه أدرك أن زيد مدلوله ذاته المشخصة المشاهده فى الخارج والقيام هو المدرك المشاهد فى الخارج حينئذ نقول أن هذا يسمى إدراكاً لأنه وصلت النفس فيه إلى المعنى بتمامه لم يكن ثم تردد فى إطلاق هذا اللفظ على المعنى المراد وإن كان ثم تردد هل زيد المراد به ذاته أو مراد به شئ آخر اسم لبيت اسم لأرض لم يكن عنده تصور لمعنى زيد حينئذ يسمى شعوراً.

إذن يطلق المنطق فى الأصل قبل جعله علماً على هذا الفن على الإدراك.

(الإدراك الكلى) احترازاً به عن الإدراك الغير الكلى يعنى به الإدراك الكثير لأن ثم بعضاً من الحيوانات قد تدرك بعض ما يدركه الإنسان ولذلك بعض الحيوانات قد تنطق ببعض الألفاظ ولا تكون ناطقة لأن النطق الذى هو التلفظ والتكلم إنما يراد به على وجه التمام أوالكثير، فالببغاء إذا اطلق بعض الألفاظ هذا لا يسمى ناطقاً مساوياً للإنسان لأن نطقة وتلفظه غير كثير حينئذ لا يعتبر هذا فى حقة نطقاً ولا تلفظاً ولا كلاماً لايقال بأن الببغاء يتكلم أو غيره من الحيوانات، حينئذ الإدراك الكلى المراد به الإدراك الكثير الذى يحصل من الإنسان حينئذ لو وقع نوع إدراك من الحيوان هذا لا يسمى ناطقاً أو منطقياً لوجود الإدراك، وهو على هذا يكون مصدراً ميمياً.

(والقوة) النوع الثانى الذى يطلق عليه منطق قبل جعله علماُ على فنِ مخصوص، وهى التى محل صدور الإدراك يعنى ما يسمى بالقوه العاقلة، عندنا إدراك وهو وصول النفس للمعنى بتمامه أين يوجد؟ يوجد مثلاً فى القلب أو الدماغ أو نحو ذلك محل صدور هذه القوة العاقله يسمى منطقاً، إذن يطلق على الإدراك نفسه وعلى محل صدور الإدراك فهذا يسمى منطقاً وهذا يسمى منطقاً، لكن اطلاقة على الأول الإدراك الكلى يكون منطق مفعل مصدراً ميمياً وعلى الثانى يكون اسم مكان.

(التلفظ الذى يبرز ذلك) النوع الثالث يعنى النطق، وهو الذى يخرج المكنون فى الصدور حينئذ يدرك ويكون إدراكه بالقوة العاقلة ثم يكون شيئاً فى النفس لا يصل إلى المخاطب أو إلى الآخر حينئذ نقول أن التلفظ بذلك الذى هو الإدراك الحاصل بسبب القوة العاقلة نقول التلفظ بذلك يسمى منطقاً هذا الفن يلاحظ فيه الأمور الثلاثة الإدراك الكلى والقوة العاقلة والتلفظ حينئذ نقل هذا اللفظ إلى العلم المخصوص مراعاً فيه هذه المعانى الثلاثة , وهذا الفن به يكثر الإدراك ويصيب وبه تتقوى القوى العاقلة وتكمل وبه تكون القدرة على النطق ولذلك قال الشارح لأن بهذا العلم يصيب الإدراك لأن الإدراك قد يدخله الخطأ وقد يكون صواباَ إذن ليس كل إدراك لا يكون صواباً حينئذ هذا الإدراك لما دخلة الخطأ إنما يكون صوابه بإقامة هذا العلم الذى هو المنطق على ما يدعيه، (وتتقوى القوى العاقلة) لأنه يعلم أنه إذا أراد الوصول إلى تصور مجهول إنما يأتى إليه بطريق كذا وكذا وإن أراد التصديق المجهول فإنه يأتيه بطريق كذا وكذا إذن ثمة ضوابط مراعاتها حينئذ يتقوى بها القوى العاقلة وتكون عنده ملكة فى إدراك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير