تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرية تجديد أصول الفقه عند الترابي عرضا ونقدا-محمد حاج عيسى]

ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:13 م]ـ

نظرية تجديد أصول الفقه عند الترابي ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) عرضا ونقدا

محمد حاج عيسى

http://www.islahway.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=415:2010-09-28-21-54-59&catid=48:2010-02-12-18-49-23&Itemid=74

إن لفظ "التجديد" لفظ نبوي جاء مصرحا به في حديث صحيح، فلا بد أن يكون معناه لا محذور فيه، لكن قد وجد في الناس من حرف معناه، فجعل معنى التجديد المطلوب يلتقي مع مفهوم تطوير المفاهيم الإسلامية والإحداث في الدين ما ليس منه، بل ويلتقي مع دعاوى التغريب والحداثة التي تتهم التشريع الإسلامي بالجمود ومصادره بالقصور، وهذه المعاني قد تكون هي الأكثر اشتهارا وانتشارا ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2))، لذلك نجد بعض أهل العلم إذا طرح عليهم سؤال حول تجديد الفقه أو التشريع ينصرف ذهنهم مباشرة إلى هذا المعنى المشتهر ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3))، فلما أصبحت كلمة التجديد مدخلا لأغراض بعيدة عن الشرع، ومن المعاني المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، كان من الضروري تحديد مفهوم التجديد المطلوب والمشروع، وكشف المعاني المنحرفة ودسائس أهلها.

فنقول إنه لا خلاف بين المسلمين أن الدين في حد ذاته لا يبلى بتقادم الزمان ومر العهود، وإنما يضيعه أصحابه إما بالنسيان وإما بالتحريف، وكانت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم تأتي تباعا لتصلح ما أفسده البشر، وتصحح ما حرفوه من شرعة الله تعالى ومنهاجه. فلما جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم بالشرعة الخاتمة والقرآن المهيمن ولم يعد يرجى رسول بعده، تولى المولى عز وجل حفظ دينه بنفسه وقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وكون الله تعالى هو الحافظ للذكر من التضييع والتحريف لا ينفي أن يكون لذلك الحفظ أسباب ظاهرة سخرها سبحانه بقدرته، فإنه إذا أراد أمرا هيأ أسبابه ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)).

وإن من الأسباب الربانية المقتضية لحفظ الدين أن يبعث في كل قرن من يجدد للأمة أمر دينها كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5))، ومعنى هذا التجديد إحياء السنن وتطهير الدين مما علقه به وليس منه ورده إلى ما كان عليه في العهد الأول، قال ابن القيم: «ولولا ضمان الله بحفظ دينه وتكفله بأن يقيم له من يجدد أعلامه، ويحيي منه ما أماته المبطلون، وينعش ما أخمله الجاهلون لهدمت أركانه وتداعى بنيانه، ولكن الله ذو فضل على العالمين» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6)). وقال أيضا: «ولهذا لما سلط المحرفون التأويلات الباطلة على نصوص الشرع فسد الدين فسادا، لولا أن الله سبحانه تكفل بحفظه وأقام له حرسا وكلهم بحمايته من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين؛ لجرى عليه ما جرى على الأديان السالفة، ولكن الله برحمته وعنايته بهذه الأمة يبعث لها عند دروس السنة وظهور البدعة من يجدد لها دينها ولا يزال يغرس في دينه غرسا يستعملهم فيه علما وعملا» ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7)).

وإن من البدع التي ينبغي أن يطهر منها الشرع الحنيف بدعة التجديد العصراني، وفي هذا البحث سأقتصر على مناقشة الدكتور حسن الترابي الذي انتصر بقوة لفكرة تجديد علم أصول الفقه، حيث خصه بالتأليف وتكلم فيه وكرر الكلام، وهو في الوقت نفسه يزعم أنه من أهل الاعتدال في دعوته ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8))، ولأنه قد استدل وحاول أن يؤصل دعوته من منطلق أدلة ومبررات قد يُلبس بها على بعض الناس، بخلاف غيره من دعاة العصرنة والذين يعتبرون أجانب عن علوم الشريعة والذين يعرضون أفكارهم على استحياء دون تدليل أو تأصيل، وبعبارات متسمة بالغموض والإجمال، وكثيرا ما توحي بوصف الإسلام والاحتكام إلى الثوابت الشرعية بالجمود وعدم مسايرة ركب الحياة ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير