تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي سنة 1379 هـ = 1960م ذهب عبد الله إلى الشيخ محمد سالم بن المختار بن ألما اليدالي عند ثن دكسم، فلقيه وحضر بعض دروسه العلمية وتلقى عنه نصائحه وإرشاداته الدينية وتكررت زياراته للشيخ بعد ذلك، ولما توفي محمد سالم سنة 1383هـ / 1964 م رثاه بقصيدة مطلعها:

ما بالنا نلهو أولا نتخوف يوما له أعمارنا تتخوف

فلسوف يبلغ عمر كل معمر أجلاً إذا ما جاء ليس يسوف

قد أذهل الألباب خطب حل ما كانت إليه نفوسنا تتشوف

إلى أن يقول:

لهفي على القطب الذي أخلاقه فينا أرق من النسيم وألطف

قد كان للمسكين منه والد من أمه أحنى عليه وأعطف

قد كانت أمراض القلوب بطبه تشفى ويصفو قلب من يتصوف

كما حضر بعض دروسه العلامة محمد عال بن عبد الودود (ت 1401 هـ / 1981م) والمختار بن المحبوبي وربطته علاقات علمية وثيقة بابن هذا الأخير القاضي محمد سالم (1412هـ / 1992).

حياته العلمية والمهنية:

في سنة 1952م توجه عبد الله إلى السينغال وعمل هناك في مطبعة في سين لوي لأحد السنغاليين وهي التي سيعمل فيها فيما بعد أخوه محنض بابه، لكن هذا العمل لم يدم طويلا، فقد تخليا عنه معا وعادا إلى موطنهما الأصلي رغبة منهما في الاستزادة من العلم، وكانت مرحلة جديدة في حياتهما، تفرغا فيها للعلم والعبادة وتزكية النفس كما سبق ذكره.

وفي سنة 1973 م التحق عبد الله بدار الثقافة الوطنية فعمل فيها إلى جانب عمه المختار بن حامده، وكان عمله هذا يناسب اهتمامه العلمي، فوفر له فرصة الاطلاع على بعض الكتب والمخطوطات التي تحويها هذه المؤسسة، وخلال ذلك قام بإعداد وإخراج كتابه: عقود الجمان في بعض أنساب بني ديمان.

وأثناء تلك الفترة شارك سنة 1975 م في مسابقة نظمتها وزارة العدل لاكتتاب مجموعة من القضاة، فكان من ضمن الناجحين فيها، فعين قاضيا وحول إلى أوجفت للعمل فيها، لكن وزارة الثقافة سعت لبقائه للعمل في مكانه حتى سنة 1984 م حيث حول للعمل قاضيا في مقاطعة واد الناقة بولاية النرارزة، فمكث فيها ست سنوات تخللتها فترات أسند إليه فيها قضاء أبي تلميت، ثم حول سنة 1990 م إلى مقاطعة المذرذرة بنفس الولاية وتابع فيها العمل مدة سنتين.

وفي سنة 1992 م تم تفريغه للتدريس في محظرة آمينكير فعاد إلى موطنه وباشر تدريس الطلاب والتفرغ للبحث والتأليف حتى هذا الوقت.

مؤلفاته:

تناول عبد الله في تأليفه فنونا علمية عديدة من أصول وفقه وتجويد وطب وفلك، كل ذلك بأسلوب علمي سلس يتوخى الإيضاح والبسط ليستفيد منه المبتدئ وينتفع منه المتضلع، وأغلب مؤلفاته أنظام رجزية لما تختص به الأنظام من سهولة الحفظ والقبول بين طلاب العلم، هذا إضافة إلى بعض المؤلفات النثرية التي منها: خلاصة ما تفرق في الصحف المنتثرة مما تعلق بأهل البيت والعشرة، وكتابه عقود الجمان في بعض أنساب بني ديمان، وتعليق على مورد الظمآن لمحمد اليدالي، وشرح لمديحيته الكاملية الهمزية في الثناء على حاوي كل مزية ولم يكتمل بعد.

وثمت عنصران يبدوان بشكل واضح من خلال هذه المؤلفات هما الموسوعية والتحرير والعلمي الموثق.

ويبدوالعنصر الأول في جمع وعرض المواضيع متكاملة والاعتناء بالتعاليق والهوامش والمتعلقة بها حتى لا تبقى هناك ثغرة في الموضع كضبط الكلمات الملتبسة ضبطا دقيقا وشرح المفردات الغامضة والتعريف بالأعلام التي يرد ذكرها ضمن العرض.

ومما يتجلى فيه العنصر الثاني الاهتمام بمقارنة أقوال وآراء العلماء في مسائل الخلاف العلمية وتقديمها بشكل مفصل مع إبداء القول الأرجح منها دون هضم حق الأقوال المخالفة له.

يضاف إلى هذا حرص المؤلف على النقل الدقيق من المؤلفات وعزو ما يتم نقله حرفيا إلى مرجعه مراعاة للأمانة العلمية، يقول في مقدمة نظمه: داني جنى الجنات فيما على الأحياء للأموات، ملخصا المنهجية التي اتبعها في مؤلفاته:

وليس ما يوخذ عما يترك يمتاز إلا حين يُدرى المدرك

من أجل ذا بينت بعض ما لم يصح كي يعلم من لم يعلم

بأن ما مصفنات العلما تحويه ليس كله مسلما

كي لا يكون واثقا بصحته ضيق الاطلاق عند رؤيته

في مرجع مضمونه تعتقد صحته لأنه معتمد

مع ذكر ما عليه بعض من غبر قد نص من صحة أو ضعف الخبر

حرصا على الأمانة العلمية وهي من المقاصد السَّنِيَّة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير