الغزنوي رحمه الله. وقد أشار في كتابه هذا في أكثر المواضع إلى فضيلة الإمام الموصوف رحمه الله بهذا اللفظ، قال بعض أفاضل المعاصرين: المراد بهذا اللفظ هو الإمام الموصوف رحمه الله، وكان حضرة الإمام يذكر أحيانًا في أثناء درس الحديث أنه حيثما وقعت هذه الألفاظ فهي مقالاتي التي كتبتها بقلمي".
ونقل (147) أنه سمع الحافظ عبد الله الروبري يخاطب الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ في حج سنة 1352 يقول: إنه أخذ عن حضرة مولانا الإمام عبد الجبار الغزنوي رحمه الله، وهو التلميذ الرشيد والخليفة الصادق لحضرة ميان صاحب رحمه الله الدهلوي.
وقال عنه تلميذه الحافظ محمد الجوندلوي في إجازته للفوجياني (خ): الشيخ المشهور في الأقطار المولوي عبد الجبار الغزنوي.
وقال الشيخ البحاثة محمد عُزير شمس في حياة المحدث شمس الحق (304): "كان رحمه الله خير خَلَف لأبيه، أوذي معه في غزني حتى أُخرج منها، فهاجر إلى أمرتسر، وأسس فيها مدرسة دينية سماها: مدرسة غزنوية تقوية الإسلام، وتصدى للتدريس والإفادة والإفتاء والإرشاد والدعوة والتوجيه، حتى تاب أكثر الناس من البدع والخرافات، وصاروا موحدين عاملين بالكتاب والسنة.
وهو من كبار السلفيين والعلماء الربانيين في الهند في هذا العصر، انقطع إلى الزهد والعبادة، وتجرد عما يشغله عن الابتهال إلى الله تعالى".
وقال شيخنا عبد الرحمن الفريوائي في جهود مخلصة (108): "الإمام المحدث الشيخ عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي، أحد العلماء المتبحرين في علوم الحديث، والمولعين بنشرها وترويجها وإحيائها".
من تصانيفه:
1 - سبيل النجاة في مباينة الرب عن المخلوقات.
2 - سوانح عمري مولوي عبد الله غزنوي، وهو سيرة وحياة والده.
3 - وهو من أوائل المقرظين لرسالة "الأربعين في أن ثناء الله ليس على مذهب المحدثين" لعبد الحق الغزنوي، وهذه رسالة في الرد على بعض ما أورده الشيخ ثناء الله الأمرتسري في تفسيره من تأويلات في الصفات، بيّن فيها اعتقاد السلف من الإيمان بظواهرها كما جاءت بلا تشبيه أو تأويل أو تكييف أو تعطيل، وكتب في تأييده ونصرته نحو ثمانين من كبار علماء الهند، سواء من أهل الحديث وغيرهم، كإمامي الحنفية: العلامة رشيد الكنكوهي والعلامة محمود حسن الديوبندي، وطبع سنة 322 [5].
وبعد ذلك حصل اجتماع عند الملك عبد العزيز آل سعود في الرياض بين العلماء الغزنويين وبين الشيخ ثناء الله، بوجود علماء آخرين، مثل الشيخ محمد رشيد رضا، وعبد الله بن بليهد، ومحمد بهجة البيطار، رحم الله الجميع، وتناقشوا في الأمر، وكان من نتائج الاجتماع إعلان الشيخ ثناء الله تراجعه عما وقع منه من تأويل إلى مذهب السلف في هذه المسألة، وطُبعت مجريات الاجتماع في رسالة بعنوان: صلح الإخوان على يد السلطان.
هذا مجمل ما حصل بشأن الكتاب بالاختصار، وذكرته لما فيه من فوائد تاريخية وعقدية.
ومن جهوده في نشر تراث السلف:
قال شيخنا عبد الرحمن الفريوائي في جهود مخلصة (108 - 109): "له دور قيادي في نشر العقائد السلفية، وبالتالي نشر معارف شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وهو الذي قام لأول مرة بنشر مجموعة التوحيد، ومجموعة الحديث النجدية، بأمرتسر (الهند)، وبأمره ومشورته نُشر كتاب رياض الصالحين لأول مرة في مدينة لاهور، وكان يوصي أصحابه وتلاميذه بقراءته، وبأمره قام تلميذه البار الشيخ أحمد الدين الكرموي اللدهيانوي بنقل رياض الصالحين إلى اللغة الأردية، وطبعت الترجمة باسم روض الرياحين، كما طبع بإيماء الشيخ عبد الجبار كتاب إيقاظ همم أولي الأبصار للعلامة الفلاّني، لكن وافاه أجله المحتوم قبل أن يتم طبع الكتاب".
شيوخه في الرواية:
ذكر في إجازته المطولة لتلميذه الشيخ أبي إسحاق منهاج الدين في سادس صفر سنة 1297 روايته عن أربعة مشايخ أعلام: وهم السيد نذير حسين، والنعمان الآلوسي البغدادي، وأحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي، وعلي الشامي الحديدي اليماني [6].
ونقل فيها نص إجازتي ابن عيسى ونذير حسين له، ومما قال الأول: "لقد لقيني الأخ الفاضل الشيخ عبد الجبار بن الشيخ العالم المنيب الأواه والداعي إلى الله عبد الله بن محمد الغزنوي"، وقال الثاني: "فإن المولوي عبد الجبار قد قرأ عليّ الصحيحين وموطأ مالك، وسنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، على وجه التحقيق".
تلاميذه:
¥