تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقوم منهجه على العلم والفقه، والوعظ والإرشاد تحت لواء الوسطية والاعتدال، بعيدا عن العنف والغلظة والفظاظة. يستهدف الإصلاح وابعاد الناس عن الشحناء والبغضاء والشنآن والحقد.

يقوم منهجه في الدعوة على مفهوم الإسلام الشامل، وقد مارس هذا المنهج قولا وفعلا خلال حياته الدعوية، استنادا إلى شخصيته الدعوية الشمولية، فكان عالما فقيها داعيا عالما باللغة العربية، معتزا بتاريخ أمته مدركا لواقعها، حاملا لهموم أمته، مدافعا عن حقوقها.

كسب بمنهجه الوسطي ثقة جميع علماء حمص وعند إقامة دروسه العامة في الجامع الكبير في حمص يقوم بعض العلماء بإيقاف حلقاتهم العلمية حتى يهيئوا لتلاميذهم فرصة حضور تلك الدروس.

يضع ضمن أولوياته الدعوية توحيد كلمة العلماء، وجمع صفوفهم، وإزالة أي عوائق تقف في طريق وحدتهم، وله جهود مشهودة في هذا السبيل في حمص، وفي الجمهورية العربية السورية بصفة عامة. وعلى شخصه اتفق علماء حمص لتمثيلهم في المجلس النيابي السوري.


نشاطه العلمي والدعوي:
بدأ حياته العلمية والدعوية منذ كان عمره إحدى عشرة سنة، حيث خطب الجمعة في الجامع الكبير في بلدته تلدو، كما مارس دروس الوعظ والإرشاد، في هذه السن المبكرة.
تفرغ للعلم الشرعي تفرغاً تاماً في الفترة من 1940 - 1950م معلماً ومتعلماً للعلم الشرعي.
منذ عام 1940م أقام دروساً شرعية عامة وخاصة وحلقات علمية متخصصة ولم ينقطع عن ذلك حتى الآن أمد الله في عمره. وقد درس على يديه كثير ممن يكبرونه سناً خاصة في بداية نشاطه العلمي والدعوي.
بعد تخرجه من مدرسة دار العلوم الشرعية عام 1940، أنشأ بالتعاون مع عمه الشيخ حسين مشعل مدرسة شبيهة بالمدارسة الابتدائية في هذا الوقت، وفي هذه المدرسة تخرج العديد من الأئمة والخطباء في المدن والقرى في سوريا ولبنان.
في عام 1950م حصل على شهادة الكفاءة الرسمية فعين معلماً وكيلاً في بلدة كفرلاها المجاورة لبلدته تلدو، ثم انتقل معلماً ثم مديراً للمدرسة الابتدائية في تلدو، وقد كان دخوله سلك التعليم الرسمي محطة مهمة في حياته الدعوية حيث فتح الله على يديه فأقام نشاطاً دعوياً واسعاً.
في عام 1953م حصل على ترخيص بإنشاء مدرسة أهلية سماها: ثانوية علي بن طالب، وكانت تعتبر أول مدرسة في المنطقة، وفيها تعلمت الغالبية العظمى من أبناء المنطقة على اختلاف فئاتهم المذهبية والعرقية. وقد كان تسمية الثانوية بهذا الاسم أمرا ًمقصوداً للشيخ من الناحية الدعوية مراعاة للتعدد المذهبي في المنطقة.
كان الشيخ مديراً لهذه المدرسة ودرس فيها إلى حين خروجه من سوريا إلى المدينة المنورة في عام 1979. وقد كانت هذه المدرسة إحدى أهم التجارب الدعوية الناجحة للشيخ وقد استطاع الشيخ من خلال هذه المدرسة تحقيق أهدافه الدعوية في تلك الحقبة الزمنية وعلى مستوى المنطقة التي كانت تغطيها المدرسة.
حاول بعض المغرضين الحيلولة بين الشيخ والحصول على ترخيص المدرسة إلى أن تم الحصول على الترخيص بمساعدة من الشيخ الدكتور مصطفى السباعي ووزير المعارف الدكتور نهاد القاسم ورئيس الجمهورية هاشم بك الأتاسي رئيس الجمهورية آنذاك.
إثر تأسيس الشيخ الدكتور مصطفى السباعي لكلية الشريعة في جامعة دمشق انضم إليها الشيخ بغرض الحصول على الليسانس، في الوقت الذي كان يدرس في كلية الحقوق، وقد لقيت دراسته في الجامعة معارضة من المغرضين بحجة عدم جواز الجمع بين الدراسة في الجامعة والترخيص لمدرسة ثانوية، ولهذا ترك الدراسة في كلية الحقوق، وتعرقلت دراسته في كلية الشريعة لبعض الوقت لكنه تخرج من كلية الشريعة في عام 1960م.
منذ نهاية الخمسينات يمارس الشيخ نشاطه كعضو في جمعية العلماء في حمص، والتي كانت تضم أساتذته وشيوخه وزملاءه من علماء حمص.
ومنذ ذلك الحين اهتم الشيخ كثيراً بدعم أعمال جمعية إصلاح ذات البين والمساهمة في أنشطتها وترأس لجان الإصلاح التي تعقدها للنظر في المشاكل الاجتماعية المرفوعة إلى الجمعية. وبالقدر نفسه من الاهتمام دعم الشيخ أعمال جمعية البر والخدمات الاجتماعية بحمص التي تعد من التجارب الفريدة في العالم الإسلامي.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير