تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اشرت سابقا الى ان الفكر التربوي كان فرديا فيا ول امره، ثم اصبح جماعيا تحت مسؤولية السلطة التربوية، لكن الذي تجب معرفته هوأن الثروةالمعرفية في مجاله هي خلاصة تجارب فردية، ونظريات هي نتاج مخاض، وبحث نظري قام به رجال وهبوا من القدرة والملاحظة والاستنتاج قدرا جعلهم يتميزون عن العامة، ومكنهم من طرح وجهات نظر برهنت عن نجاعتها بعد التطبيق،،فعلوم التربية من اول عهدها هي خلاصة فكر فردي، ابتداءامن سفراط وافلاطون في اليونان، الى كونتليان عند الرومان، الى الفارابي والغزالي في الوطن العربي، الى رسو وفروبل وبستلوتزي وسبنسر في الغرب الحديث،الى غير هؤلاء ممن اغنوا مجال التربية بما أخذه الفكر الانساني واصبح جزءا من تراثه، ومادام هذا صحيحا فإن للمختار السوسي فكرا تربويا وله اهداف توخاها من وراء الخطط التي رسمها لطلابه، ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن للمختا ر السوسي فكر تربوي

الفكر التر بوي عند المختر السوسي

للالمام بالفكر التربوي عندالمختار السوسي يجب الالماح الى المقومات التي كونت هذا الفكر عند شيخنا، ولمعرفة ذلك يجب ان ننطلق من التربة التي نشأفيها والمنبع التي استقى منها،وذلك لان أي عطاء لايمكن أن ينطلق في فضاء ميتافيزيقي، ولا من تاويلات ايتوبية، وإنما من واقع ملموس، وأثر محسوس،ونتائج واضحة للعيان، تتحقق بها البرهنة على الطرح، وتصبح الدليل على صوابية التوجه،

إن الفكر التربوي عند المختارالسوسي هو خلاصة تجربة ذاتية وموضوعية ترتبط كل منهما بعاملين اساسين، يتجلى الاول في الحركة الديداكتيكية ضمن الاخذ والعطاء، والثاني أثناء هذا الاخذ والعطاء، ثم أثناء المماحكة والتفاعل بشكليه الايجابي والسلبي

كانت نشأة المختار السوسي نشأة متميزة، يقول عن نفسه: (انا ابن زاوية) هكذا زاوية، مجردة عن العهد، وغير مخصصة باضافة، إطلاق عام، ورغم ان اللفظ العام إذا أطلق يشمل جميع افراده ما لم يخصص فإن في عمومية اللفظ هنا خصوصية ضمنية، ولنترك جدلية اللفظ اكتفاء بالطرح الافقي،:انه ابن زاوية، والزاوية عبارة عن مؤسسة تعليمية وتربوية لها مناهجها وبرامجها، تفوق في نظري كل المؤسسات التعليمية، إلا التي على شاكلتها، ذلك أن أي مؤسسة تعليمية في أي بلاد مهمتها إعداد الفرد للحياة،لكن الزاوية تعد الفرد للحياة الدنيا، وتعلمه كيف يتجنب عذاب الآخرة ويكتسب رضى ربه، مما يجعل الزوايا في المغرب ذات خصوصيات،ويجعل التربية في المغرب جزءا من تاريخه، ليس السياسي فحسب وإنما الاجتماعي والاقتصادي، ونجد اخبار هذه المؤسسات التعليمية الخاصة (الزوايا) في اغلب ما كتب سواء في المجال التاريخي او فقه النوازل،او بحوث اللغة وعلوم القرآن، والدول التي حكمت المغرب استمدت قوتها في غالب الاحيان من هذه المؤسسات التربوية باسثتناء الدولة الادريسية التي اعتمدت في دعواها على صلة النسب الشريف، فالدولة المرابطية نشأت في رباط، والموحدية تولدت عن توجه مهدوي تومرتي كانت له ايديولوجيته ومناهج تطبيقها، والمرينية عندا لم تجدسندا رباطيا افتعلته، والذي قضى عليها هم الزوايا في الجنوب المغربي، كزاوية عبد العزيز القسطلي وزاوية عبد الله المدغري وهما الزاويتان اللتان مهدتا لظهور الدولة السعدية، كما أن زاوية محمد بن مبارك هي التي وجهت أنظار السوسيين عندما قرروا الدفاع عن الحدود الى الاسرة السعدية، ولقد احس محمد الشيخ السعدي بما لهذه الزوايا من قوة فعمل على القضاء عليها خوفا من سلطانها، وبالرغم عن ذلك فقد ناصرت الزوايا السوسية زيدان السعدي أثناء ثورة احمد بن ابي محلى، الذي هزم جيوش السعديين واحتل سجلماسة، ودرعة ورام مراكش العاصمة، لكن زوايا سوس وحدت صفوفها وقضت على الثورة وقائدها، [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn1) ونظرا للاهداف السامية التي لهذه الزوايافقد اشترطت على مؤسسي الدولة السعدية أن يكون مقابل نصرتهم العمل على تحرير السواحل المغربية من المستعمر الاجنبي، وحماية الحدود الشرقية والجنوبية، لكن لما لم تحقق الدولة السعدية هذه الاهداف المتفق عليها تحللت الزوايا من التعهد، واصبحت تقوم بدورها الذاتي لحماية البلاد، ومحاربة الاعداء وبمجرد وفاة احمد المنصور (1012/ 1603_) ذب الوهن في الدولة، وهدد الاجنبي الثغورفقامت الزوايا بدورها المطلوب سواء في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير