تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشمال او الجنوب ويحدثنا كتاب الدخيرة ص:97 ان الزوايا كانت تقوم بدور الوساطة بين الملوك والثوارحقنا للدماء، وإخمادا للفتن، وهناك ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أن أغلب الزوايا كان في الارياف تستقطب الطلبة من كل حذب وصوب،،وتلعب دورا مهما في حياة الناس، سواء من الناحية التربوية اومن الناحية الاجتماعية فهي تحل اغلب المشاكل الطارئة بين الافراد، وتهتم بتوزيع الزكوات،وخلق التضامن والتعاون بين الجميع، ولقد خلد كثير من الباحثين قديما وحديثا دور هذه الزوايا، فالف فيها عبد الحق الباديسي (ق8) كتابه: المقصد الشريف في ذكر صلحاء الريف، وهناك كتاب المعزى في ترجمة الشيخ ابي يعزى، وإثمد العينين في مناقب الاخوة الهزميريين لابن تجلات، ولقد تميزت زوايا المغرب بكونها ليست لها حدود اقليمية، ولا إشعاعها قاصر على ربع دون ربع، ولاشيوخها لهم مناطق نفوذ محدودة، فهناك ابناء زوايا فرضوا انفسهم خارج حدود بلادهم، ولقدوجدنا جملة من ابناء الزوايا العلمية المغربيةفي مناطق خارج حدود بلادهم، ففي مصر وبالضبط في مدينة طنطا في الطريق الى الاسكندريةهناك الشيخ البدوي، وفي الاسكندرية ابو العباس المرسي وفي دمياط الشيخ فاتح بن عثمان الذي يسميه المصريون ابا المعاطي، ولولا زاوية الشيخ احمد بن ناصر الدرعي او زاوية الشيخ محمد بن بوبكر المجاطي (الزاوية الدلائية) لضاع العلم في القرن الحادي عشر كما يقول صاحب نشر المثاني، اما زاوية اسرة الشيخ المختار السوسي فقد تجاوز عملها ككل الزوايا وقتذاك العمل التربوي الى الاعداد العسكري والتنظيرالاستراتيجي، يقول الشيخ محمد المختار السوسي متحدثا عن والده: (وكان بعض ذوي منيع يكاتبون الشيخ ويسألون في المقاومةعلى الحدود التي كانت بيهم وبين الجزائر، فكان الشيخ يجيبهم بالتحريض على الجهاد، كما انه في فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب قدمت الزاوية الالغية فرقة عسكرية صحبت احمد الهيبة الى مراكش، يرأسها اخ شيخنا محمد المختار محمد الخليفة 1912

وسط هذا الجو،وفي هذه البيئة نشأمحمد المختار السوسي، أب يؤطر رجال القبيلة، وام تهتم بشقائق الرجال تقرؤهن القرآن وتعلمهن اصول دينهن، جو تربوي تشبع به الشيخ،وتمكن حتى غلب. ..

مراحل التكوين عند المختار السوسي،

اتخذ الفكر التربوي عند المختار السوسي مسارا مضبوطا، وتدرج عبر خطوات برهنت عن توفيق من الله، ونور منه كان يشع في الدرب، كان مسار التكوين عبر المراحل التالية:

1) مر حلة التلقي

كانت طموحاته اكبر من أن تسعها حزون قريته، فاتجه نحو المراكز الحضرية، يدفعه نهم شديد الى المعرفة، حتى إذا أخذ منها النصيب الاوفر، واحس بانه ليس هو هو، ... قال في المعسول موضحا حالة الانبهار الاولي التي تكتنف الفرد في اول دخوله، لكن بعد ان يستوعب المجال تصبح احكامه اكثر روية وواقعية،قال حين وصل فاس لتلقي العلم: (1/ 14 فبدلت اخلاقا غير التي عهدت من قبل، وانا في مراكش، واحواز مراكش، فقد تلقحت في جو فاس بما لولم اتلقح به لماكانت لي فكرة، ولاتحركت لي همة، ولا نزعت نفس عزوف تقول:

لي همة عالية فذة طموحها ليس له منتهى

لو ملكت كل الثرى لاعتلت الى امتلاك سدرة المنتهى

إعجاب بالجو في فاس،لكنه إعجاب سرعان ما يتضح انه برق خلب، لايوازي ظاهره باطنه، انبهار اولي تخفف من حدته المقارنة، فيكتشف ان هناك مراكزإشعاعها اكثر عمقاوإن بدت خافثة،،واسرع تطورا وإن كان فيها رتابة،فيقول: (وقد الممت بالرباط حيث احتفظت علوما وفهوما وانظارا وبحوثا لم اقع عليها إلا في الرباط، ومشايخ الرباط،) فهو يرى أن الرباط وتطوان كانتا سباقتين الى الاخذ بالتجديد، اما فاس فقد تأخرت عنهما، ولم تكن بالقرويين حركة تجديدية إلا ما كان يشيعه العلامة محمد العربي العلوي من يقظة في نفوس الطلاب نزعت عنهم الغشاوة والجمود، وجعلتهم ينظرون الى واقع بلادهم بعقول نيرة متفتحة،)

اخذ المعرفة، وتعددت منابع أخذه، واغلبها ثر صاف، يقول: (وبانتهاء تلك السنة1347/ 1928انقضى ما تيسر لي أن أخذه في دور تعليمي الذي امتد نحو 19سنة فترة اخذ فيها الكثير، ولم يرفض إلا ما استحق الرفض، (اجتهدنا أن نساير العصر، وان نتفهمه فلا ننكراخذ ما لابد من أخذه، من اساليب الحضارة ونظمهاوعلومها، لان الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها)

2) مرحلة المخا ض:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير