تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعقيدة الصحيحة، وبعد تركه الصلاة خلف من فسدت عقيدته في باب توحيد العبادة، وقد أشار إلى تلك المحنة في مقاله (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) في مجلة ((الهدي النبوي)) في عدد محرم سنة 1371هـ بعد أكثر من 20 عاماً من وقوع تلك المحنة. وقد سمعت قبل سنة ونصف أبياتاً من هذه القصيدة ومن بعض قصائده الأخرى - في أول زيارة لي لمسقط رأسه - من بعض أقرانه وممن هم دونه في السن ممن لا زال يسكن في تلك الجهة. وقد أشار إلى هذه القصيدة الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش أستاذ الأدب المساعد ووكيل كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بالجنوب في رسالته للدكتوراه قائلاً: (ويظهر هذا الاتجاه السلفي كذلك لدى نفر من الشعراء الحضرميين في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، فقد ذكر محمد أحمد باشميل أنه ونفر من زملائه الحضرميين قد رفضوا أن يؤمهم أحدُ فقهاء بلادهم لصلاة الجمعة، لما يعلمونه من فساد العقيدة، وقد أدى بهم هذا الرفض إلى السجن. وكان هذا الحال قد دفع باشميل إلى نظم قصيدة مناسبة لا تخلو من الروح السلفية.) (أثرُ دعوةِ الشيخِ محمد بن عبدالوهاب في الفكر والأدب بجنوبي الجزيرة العربية ص 583).وقد استمر الوالد - رحمه الله - على دعوته إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة، حتى بعد هجرته إلى إريتريا، وقد سمعتُ منه قصصاً عجيبة وقعت له في مواجهاته مع مخالفيه في العقيدة، ثم وجدت أنَّه ذكر بعضها في بعض مقالاته في أعداد مجلة ((الهدى النبوي)) التي كان يكتب فيها. وقد عدَّهُ الدكتور أحمد محمد الطاهر من أشهرِ كُتَّاب مجلة ((الهدي النبوي)) في رسالته للدكتوراه من قسم العقيدة بجامعة أم القرى عن جماعة أنصار السنة المحمدية في المبحث الثالث (أشهر كُتَّاب مجلة الهدي النبوي) واصفاً الوالد رحمه الله بأنَّه: (من مناصري منهج السلف في حضرموت وإريتريا، ثم المملكة العربية السعودية.) أ. هـ (ص293). تزوج - رحمه الله - في إريتريا من إمرأة من بنات عمومته، كان أجدادها، ممن هاجروا إلى مدينة كرن، أنجبت له - رحمها الله - ابناً وثلاث بنات غير أشقاء لكاتب هذه السطور.وقد كان - رحمه الله - محباً للعلم والعلماء، سلفياً على الجادة، مقبلاً على طلب العلم والبحث والكتابة، عفيف النفس، محباً للخير، زاهداً في الدنيا، ليناً مع أهل السنة، صلباً مع مخالفيهم، نابذاً للتحزب والتعصب، مبغضاً لهما، قوي الحجة في مناظراته، غيوراً على دينه، متحمساً للذب عنه ونصرة أهله. وتتجلى قوته في الدفاع عن الدين وأهله في كثير من كتاباته ومقالاته، ومن ذلك قوله في كتابه ((لهيب الصراحة)): (إنَّ هذا الدين إذا ما تعرض له زنديقٌ بالتجريح، أو تصدى له طاغية بالغمز واللمز أو الاحتقار، فإنَّ هذا القلم بإذن الله سينوشه نوشاً شديداً، وسيلطمه على وجه باطله لطماً عنيفاً، غير مفرقٍ بين صنمٍ وآخر، وسلوكُ هذا الطريق المكشوف هو أحد المآخذ التي يأخذها الجبناءُ المتملقون على المؤلف، ويرونها من العيوب التي يُوصم بها هذا القلم.) أ. هـ (ص160) وقد تجلى ذلك بوضوح - أيضاً - أيام عمله مع فضيلة الشيخ العابد التقي عبدالملك ابن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله (1324 - 1404هـ)، والذي كان رئيساً عاماً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحجاز، والذي كانت تربطه بالوالد علاقة قوية متينة في النشاط في الحسبة والدعوة إلى الله جل وعلا. ومما يُذكر أنَّ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم - رحمه الله - توفي وفاة حسنة وهو يصلى ركعتي الطواف أمام الكعبة. ذكر ذلك الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام - رحمه الله - في كتابه ((علماء نجد خلال ثمانية قرون)) في ترجمته للشيخ عبدالملك رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.وقد كان نشاط الوالد - رحمه الله - كثيفاً في الحسبة، بكتابة المقالات في الصحف والمجلات والدوريات، وتأليف الكتب ونشرها، وبالخطابة، وإلقاء المحاضرات، والبرامج الإذاعية الأسبوعية عبر برامج (نداء الإسلام) من مكة المكرمة، ومن خلال عمله أيضاً كمراقب ديني في وزارة الإعلام، ومن خلال عمله عضواً في اللجنة الثقافية في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وقد أشار إلى ذلك الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله - قائلاً عن اللجنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير