1.أن أوله ينقض آخره؛ ففي أول الحديث بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع شيئاً ينزل من القرآن الكريم إلا ويبين موضعه وموقعه في السورة، ولكن آخره فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين ما يتصل ببراءة والأنفال، وهذا غير مقبول.
2.أن سورة الأنفال كانت من أول ما نزل من القرآن المدني، أما نزول براءة فكان من آخر القرآن الكريم نزولاً؛ ولا يصح في العقل أن مثل هذا الأمر يخفى على المسلمين هذه المدة الطويلة بين نزول السورتين.
3.صح عن عثمان رضي الله عنه أنه أجاب عبدالله بن الزبير - لما سأله عن قوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً ... ) (البقرة: من الآية240) لمَ وضعت في القرآن مع أنها منسوخة؟ ولمَ وضعت متأخرة عن ناسختها؟ - بأن القرآن الكريم رتب هذا الترتيب وألف هذا التأليف الذي هو عليه الآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان لعثمان ولا لغيره أن يخالف هذا الترتيب. وفي هذا الحديث نجد أنه خرج عن منهجه، وتعامل مع القرآن بظنه واجتهاده، ظنهما سورة واحدة وترك البسملة بينهما، وهذا مخالف لمنهجه رضي الله عنه في إجابته لعبدالله بن الزبير.
4.أن عثمان رضي الله عنه لا يمكن له أن ينفرد بهذا الرأي الذي رآه حتى يفعل هذا الفعل بدون رجوع إلى الصحابة. فظاهر هذا الأثر أنه هو الذي قرن بين السورتين ووضعهما في السبع الطوال.
5.أن ترك عثمان لكتابة سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) بعيد عن القبول، مناف لما عرف عن الصحابة من غيرة على كتاب الله تعالى؛ فإثبات البسملة أو حذفها لا يمكن أن يملكه أحد، لا عثمان ولا غيره من الصحابة فمن دونهم، ومن هنا نقل عن الصحابة في ترك البسملة في هذا الموضع أقوال أخرى. [انتهى ملخصاً].
قلت: لعل الصحيح - والله أعلم - في سبب عدم كتابة البسملة في أول براءة أن جبريل لم ينزل بها في هذا الموضع. كذا قال القرطبي رحمه الله
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Feb 2006, 12:22 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه المناقشات العلمية الهادئة.
وليت الدكتور ناصر الماجد يتفضل علينا بتلخيص الرأي المقدم في هذا الأثر وما يترتب عليه بعد هذه التعقيبات النافعة من الباحثين الكرام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Feb 2006, 01:24 م]ـ
أشكر أخي الكشاف، الذي له من اسمه نصيب في الكشف عن مثل هذه البحوث القيمة التي في الملتقى، وتكاد تكون نُسيت، فأحياها بإعادتها مرة اخرى، واتمنى أن يراجع الدكتور ناصر هذا الرابط، فيه قضية تتعلق بما ذكره في بحثه، وهي من الآثار المتعلقة بهذا البحث، وهذا هو الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1028
ونتمنى أن يتحفنا الدكتور ناصر بطلب أخينا الكشاف.
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Feb 2006, 03:52 ص]ـ
استفساراتك واستشكالاتك أخي د ناصر فيها وجهة نظر قوية ويمكن أن يضاف عليها الآتي من الأسئلة:
ـ ما موقف اللجنة التي شكلها عثمان من ذلك وهي تحفظ القرآن كله، هل ورد في ذلك شيء؟.
ـ هل غاب عن الحاكم وابن حبان والزركشي وابن حجر وغيرهم هذه الإشكاليات في المتن وهم محدثون ومن عادة المحدث إذاكان في نفسه شيء في المتن يقول: (هذا الحديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد) ولا يذكر المتن ولكن طريقة من حسن هذا الحديث لم يذكر الإسناد ويترك المتن بل حسنوه جملة ـ إسناداً ومتناً ـ ومنهم من صححه جملة دون تفصيل، ولذلك فإن دراسة الحديث من هذه الجهة التي ذكرتها لا تكفي لا بد أن يدرس الحديث بالإضافة إلى ما ورد من روايات أخرى في هذا الموضوع وخاصة منها ما روي عن عثمان رضي الله عنه وما روي عن زيد وأبي وغيرهما ممن جعلهم عثمان في اللجنة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتطرق إلى بعض ألفاظ الرواية احتمال أن يروي الحديث أحد الرجال بعض ألفاظ الحديث بالمعنى فإن جمعنا طرق الحديث ونظرنا في مداره وألفاظه ربما تبين لنا شيء آخر، فمحاكمة ألفاظ الرواية للوصول إلى معان محددة يحتاج لجمع ألفاظ هذه الرواية من طرقها لأنها تفسر بعضها، فهل لهذه الرواية ألفاظ أخرى وإن كان لها كذلك فمن أين أتى هذا الاختلاف؟ هذه أسئلة أتمنى منكم الإجابة عليها بما أن المطروح هو دراسة نقدية لحديث عثمان ولا بد أن ألفاظ الرواية وأسانيدها عندكم.
وحبذا لو اطلعتم على هذا الرابط وتكرمتم بقراءته ورأيكم فيه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=192
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[11 Feb 2006, 09:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة جميعا
في الحقيقة يثلج الصدر النظر في تعليقاتكم القيمة على الموضوع والتي أفدت منها بشكل كبير، ولازال الموضوع مطروحا للمدارسة،
نعم: القول بقبول الرواية سندا أقرب الى منهج المحدثين، فإنه إن يكن ابن هرمز فلا إشكال، وإن يكن الفارسي فالجهالة مرتفعة عنه.
ولكن لازلت أنتظر الجواب عما يرد على المتن، آملا أن نقرأ مزيدا من الرؤى في الموضوع.
والسلام عليكم
ناصر
¥