ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Feb 2006, 05:18 ص]ـ
بارك الله في كل الإخوة الأفاضل الذين فتحوا باب المذاكرة في هذا الحديث، و شاركوا في مراجعة ما قيل فيه، و أرى أنه ينبغي علينا الفراغ من أمرين قبل الشروع في النظر في نص الحديث، كي ينركز البحث و النظر في المتن،
فأي فائدة تنتظر إن بني البحث على روايات ترمى بعدم صحة السند و ضعفه؟
أما أول الأمرين:
فلذلك الحديث روايات حكم عليها أئمة الحديث - المعتبر قولهم - بالحسن و بالصحة، و منهم الإمامان الترمذي و الحاكم:
1 - جاء في " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ، كتاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ:
(حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، قالوا: حدثنا عوف بن أبي جميلة قال: حدثنا يزيد الفارسي قال: حدثنا ابن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟
فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: " " ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " "، وإذا نزلت عليه الآية فيقول: " " ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " "، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، فوضعتها في السبع الطول: " ".
قال أبو عيسى [الترمذي]: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس.
ويزيد الفارسي هو من التابعين، قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال هو: يزيد بن هرمز.
ويزيد الرقاشي هو: يزيد بن أبان الرقاشي، و هو من التابعين، ولم يدرك ابن عباس، إنما روى عن أنس بن مالك، وكلاهما من أهل البصرة، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي). انتهى.
(" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "، للإمام الحافظ المباركفوري، صفحة 35، 36 جزء 8، طبعة دار الحديث بالقاهرة، ط 1، 1421/ 2001 م) - و النسخة بين يديّ.
* هذه الزيادتات الملونة بالأحمر - و تحتها خط - لم أقف عليها فيما جاء في بعض " المواقع على شبكة المعلومات: الإنترنت ".
2 - و أخرجه الحاكم بروايتين حكم على إحداهما بصحة الإسناد، و حكم على أخراهما بالصحة، و لم يقيدها بالإسناد، فقال: " صحيح على شرط الشيخين، و لم يخرجاه ":
أ -جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ
(ح 2829 حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسن بن الفضل، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف بن أبي جميلة، ثنا يزيد الفارسي، قال: قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني وإلى البراءة، وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه، فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وتنزل عليه الآية فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ". " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ").
¥