تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا تقرر ما تقدم بخصوص هذين الأمرين، أمكن الانتقال إلى المتن و النظر فيه بحول الله و عونه و توفيقه

* و أدعوكم إخواني أهل العلم و الفضل إلى التكرم بالتعقيب و التعليق، وفقني الله و إياكم للسداد و الرشاد

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[12 Feb 2006, 03:46 م]ـ

إخوتي الأفاضل ...

علَّمني الرد على الشبهات، وحوار غير المسلمين .. أنك حين تشرع متوكلاً على الله لنقد شبهة، قد ينغلق باب ما على فهمك .. ومن الحكمة البحث عن باب آخر للدخول منه، نقداً للشبهة.

وأنا أقترح في شبهة ـ كهذه ـ الانتقال إلى أبواب أخرى، والنظر لنقدها بمنظار جديد.

مثلاً:

أقترح باباً هو: البحث في نكارة الحديث .. (مخالفة الثقة للأوثق منه).

ويكون ذلك: بمقابلة هذا الحديث بأحاديث أخرى (أصح منه وأكثر عدداً) حول التزام الصحابة الكرام بوضع ما تواتروا على سماعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المصحف، وأقوال العلماء في حكم إدخال كلمات في المصحف مما ليس منه.

منه: قول عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن آية الرجم: " لولا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت به ".

ونصَّ السيوطي في الإتقان على كونها ثابتة في المصاحف بقوله: " كفى في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار فلو لم تكن قرآنا لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز لأن ذلك يحمل على اعتقادها فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة

إن قيل لعلها أثبتت للفصل بين السور أجيب بأن هذا فيه تغرير ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل ولو كانت له لكتبت بين براءة والأنفال

ويدل لكونها قرآنا منزلا ما أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. . . الحديث وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم

وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم ".

وقال الزرقاني في مناهل العرفان، في شرحه لتعريف القرآن الكريم: " وقيدناه بالمصحف لأن الصحابة بالغوا في الاحتياط في نقله حتى كرهوا التعاشير والنقط وأمروا بالتجريد كيلا يختلط بالقرآن غيره ونقل إلينا متواترا فنعلم أن المكتوب في المصحف المتفق عليه هو القرآن وأن ما هو خارج عنه فليس منه ".

وجاء في مقدمة تفسير القرطبي: " ومن حرمته الا يخلط فيه ما ليس منه ".

وقال الشافعي مرجحاً رأيه في الجهر بالبسملة قبل الفاتحة: " قد أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه ".

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن بسطَ الخلاف المعروف في الجهر بالبسملة: " والقول الوسط أنها من القرآن حيث كتبت وإنها مع ذلك ليست من السور بل كتبت آية في أول كل سورة وكذلك تتلى آية منفردة في أول كل سورة كما تلاها النبي حين أنزلت عليه سورة إنا أعطيناك الكوثر كما ثبت ذلك في صحيح مسلم كما في قوله إن سورة من القرآن هي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى سورة تبارك الذي بيده الملك رواه أهل السنن وحسنه الترمذي وهذا القول قول عبد الله بن المبارك وهو المنصوص الصريح عن احمد بن حنبل ".

وقال ابن عبد البر في التمهيد: " وأما الذين أثبتوها آية من كتاب الله في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة والذين جعلوها آية منفردة في أول كل سورة فإنهم قالوا إن المصحف لم يثبت الصحابة فيه ما ليس من القرآن لأنه محال أن يضيفوا إلى كتاب الله ما ليس منه ويكتبوه بالمداد كما كتبوا القرآن هذا ما لا يجوز أن يضيفه أحد إليهم ألا ترى أن الذين رأوا منهم الشكل فيه كرهوه وقالوا نسيتم المصحف كيف تضيفون إليه ما ليس منه واحتجوا من الأثر بما حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو داود وحدثنا هناد بن السري قال حدثنا محمد بن فضيل عن المختار بن فلفل قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها ".

وفي كتاب توجيه النظر للشيخ طاهر الجزائري:

" وأمر الفصل في الخط أمر ذو بال وقد أشار إليه بعض الجهابذة في مقالة له في البسملة حيث قال والقول الفصل فيها من القرآن حيث كتبت في المصحف بالقلم الذي كتب به سائر القرآن وأنها ليست من السور حيث كتبت وحدها في سطر مفصولة عن السور

ويؤيد ذلك أن الصحابة قد بالغوا في تجريد القرآن فلم يكتبوا في المصحف شيئا مما ليس منه ولذلك لم يكتبوا أسماء السور ونحو ذلك ولا آمين في آخر الفاتحة ولذا كره كثير من العلماء كتابة أسماء السور ونحو ذلك لمخالفته لما جرى عليه الصحابة رضي الله عنهم ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير