تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 09:11 ص]ـ

قلت إن معجزة الإسلام هي أعظم المعجزات ولكي تكون كذلك يجب أن تكون معجزة من جنس الحكمة، وضربت مثلا للآيات الحسية بتلك العمامة التي وجدتها وضربت مثلا لآية الحكمة بوجود الكتب قد رصت في المكتبة بعد أن كانت ملقاة على الأرض.

إذن فالآية التي لا يمكن أن يتطرق إليها الشك هي الآية التي فيها رتابة وإتقان في غاية الحكمة.

والذي يحكم على الشيء أنه متقن وقمة في الإبداع هو الذي عنده علم يؤهله لذلك،فعالم الإلكترونيات هو وحده الذي يحكم ويدلي بدلوه إن كان جهاز التلفزون هذا يحتاج لصيانة أم لا، والميكانيكي هو وحده الذي له الحق في فحص سيارتي، وهكذا فالحكم على الأشياء من اختصاص أهل الخبرة والعلم، فالعليم حكيم والحكيم عليم.

قال تعالى في آخر سورة التين: أليس الله بأحكم الحاكمين؟)

هذا سؤال من الله، وكيف يجيب الإنسان على هذا السؤال ب (بلى) إذا ظل هذا الإنسان جاهلا!! إذن لا بد له من العلم الذي يمكنه من إدراك حكمة الله، ولذلك جاءت سورة العلق بعد سورة التين تعلن أن الله سينعم على الإنسان بالعلم وتأمره بالقراءة وتعلم ما لم يكن يعلم: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).

فإذا تعلم الإنسان وبلغ المستوى الذي يدرك به أن الله عزيز حكيم عندئذ يبين الله له آياته، قال تعالى: ولنبينه لقوم يعلمون)، فرب المصنع الذي بعث عماله لدراسة التكنولوجيا لابد أن يعيدهم إلى وظائفهم لأنهم أصبحوا مؤهلين لفهم تسيير الآلات الجديدة، فلو أنهم تخرجوا ولم يعدهم إلى وظائفهم لقالوا لرب العمل: مادمت لا تنوي توظيفنا فلماذا بعثتنا لتعلم التكنوجيا؟ ولقالوا له أيضا: لو أنك وظفتنا لكنا أكثر إنتاجا من أولائك الذين وثقت فيهم.

إذن كان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان ليدرك بذلك العلم هدى الله، فالإسلام رسالة الله إلى البشر جميعا ويجب أن يستيقن آياته كل الناس لأن الله عزيز حكيم ومن لوازم العزيز الحكيم الإقناع، فالتلاميذ الذين لم يفهم منهم الدرس إلا نصف عددهم أو أقل من ذلك ليس العيب فيهم وإنما العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب لتوصيل الفهم إلى أذهان تلاميذه.

فما بال الهدى الذي جاء من عند العزيز الحكيم إلى الناس كافة ألا يستيقن آياته كافة الناس؟

بلى سيستيقنه الناس كافة ولن تقوم الساعة إلا بعدما يستيقن كل الناس رسالة الإسلام، وتلك هي البينة التي تجعل المشركين ينفكون عما كانوا عليه من باطل لأنهم سيتبين لهم الرشد من الغي,

ولقد جاء الإسلام ليصحح عقيدة قوم الني الذين قالوا: الملائكة بنات الله، وليصحح عقيدة قوم الرسول الذي كان قبله الذين هم أيضا قالوا

المسيح ابن الله، فإذا كان قد تم تصحيح ضلال قوم رسول الإسلام ولم يعد يوجد منهم من يقول الملائكة بنات الله فلا شك أن عقيدة النصارى ستصحح بالبينة التي يقتنعون بها لأن الله عزيز حكيم.

كان من الحكمة أن يكون من نصيب النصارى الحظ الأعظم من نيل العلم الدنيوي الذين به يدركون أن الله عزيز حكيم لأنهم أولى بذلك من غيرهم فهم الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات العظيمة، فلو كان عندهم علم لما قالوا إن الله هو المسيح، ولو كانت عندهم حكمة لما قالوا المسيح ابن الله. إذن فهؤلاء هم أولى من غيرهم لنيل العلم الذين يدركون به حكمة الله، لأنهم زلوا زللا عظيما من بعد ما استيقنت أنفسهم بينات رسولهم، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول، والتلميذ الكسول هو الذي يحضى باهتمام خاص وشرح مفصل من طرف أستاذه.

ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:20 ص]ـ

الإسلام جاء لينتصر وليظهر على الدين كله فهو جاء تحت عنوان

تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم.

والنصر سواء كان بقوة القهر أو بقوة الحجة فإنه يكون حليف من أحسن إتقان الأسباب التي تتطلبها المعركة أو القضية المراد الحكم فيها. فمن أحكم إتقان لوازم الأمور كانت الغلبة له، إذن فما النصر إلا للعزيز الحكيم.

فالعزيز الحكيم هو الذي له الكمال المطلق، وهو المنزه عن كل نقص ولذلك التسبيح في القرآن يكون لإسم الله (العزيز الحكيم).

وأي أمر يحكم فيه العزيز الحكيم فهو كمال الحق، والحق هو المحمود

بعكس الباطل الذي هو الخطأ، والخطأ مذموم، ولذلك نقرأ:

وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) الحمد هنا حمد مدح

لله على قضاءه بالحق.

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟

إذا كنا نحن البشر نتعامل مع الجاهل بالأسلوب الذي يقنعه ونتعامل مع المتعلم بالأسلوب الذي يفهمه فالله تعالى وهو العزيز الحكيم يعامل

خلقه كذلك، فحينما كان الجهل هو السائد كان الناس منكرين لوجود الله

ولليوم الآخر فأقنعهم الله بالآيات التي تزيل إنكارهم، فولادة إنسان من غير أب لمن أنكر أن الله على كل شيء قدير، وإحياء الموتى لمن أنكر البعث واليوم الآخر.

أما الإنسان إذا علمه الله بالقلم فهو سيدرك بنفسه الرتابة المحكمة في كل شيء في نفسه وفي الآفاق حوله وسيهتدي بذلك أن للكون خالقا يتصف بكمال الحكمة، فإذا أراد الله أن يرسل الهدى إلى الإنسان المتعلم فإن آيات هذا الهدى بجب أن يواطئ ما أدركه هذا الإنسان المتعلم، فهذا الأخير أدرك أن للكون إله عزيز في حكمته فهدى الله له

يجب أن يكون من جنس ما أدركه.

مثلا:

دخلت قصرا فوجدته روعة في الهندسة، لا أستطيع معرفة من بناه إلا إذا أراني أحدهم التصاميم والزخرفة التي تطابق ما رأته عيناي.

هذا مثل ضربته ولله المثل الأعلى.

إذن سيبين الله الهدى للناس ويستيقن الناس جمبعا أن الله عزيز حكيم، فإذا جاء أحد يدعي أنه رسول الله وأنه الله أو ابن الله ومعه من الخوارق ما تبهر العقول فهو كاذب، لأن إرسال الآيات الحسية لقوم شهدوا أن الله عزيز حكيم تصرف غير حكيم، والله عزيز حكيم منزه عن التصرف الغير حكيم. وحتى لو أتى هذا المدعي بخوارق كإحياء

الموتى فهو تصرف غير حكيم لأن الذين أدركوا أن الله عزيز حكيم

لم ينكروا البعث حتى يأتيهم الله بآيات تزيل إنكارهم.

إذن مجيء المسيح الدجال اختبار من الله لمستوى إدراك (أن الله عزيز حكيم).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير