تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نلاحظ هنا أن هذه الآية ابتدأت ب (ألم تر) وهذه الكلمة لا تأتي ابتداء وإنما تأتي لتدل أن ما بعدها له علاقة بما قبلها فهي تأتي لزيادة الإيضاح والتنبيه، نلاحظ أن الله ضرب مثلا لآية الإسلام آية (إحياء الموتى) لأن هذه الآية هي العظمى عند أكثر الناس، والله سبحانه دائما يضرب المثل بالأقل، وبذلك نستدل أن آية الإسلام هي أعظم يقينا من آية عيسى عليه السلام.

وقصة إبراهيم مع ذلك الملك الطاغية ضربت مثلا لرد فعل الكافرين الظالمين حينما تستيقن أنفسهم البينة.

ثم بعد ذلك يقول تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى (يحيي) هذه الله بعد (موتها) (فأماته) الله مائة عام ثم (بعثه) ..... ).

هذه الآية ضربها الله للفريق الذي سيؤمن حينما تأتيهم البينة.

ثم يقول الله بعد ذلك: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى) قال ألم تؤمن قل بلى ولكن ليطمئن قلبي ..... واعلم أن الله عزيز حكيم).

هذه الآية ضربت مثلا لنا نحن المسلمين فإبراهيم رمز للمسلمين وأما طلبه لربه أن يريه كيفية إحياء الموتى فهو إيماننا أن الله عزيز حكيم ولكننا نريد أن نرى الكيفية, فمثلا نحن نوقن أن كتاب الله كتاب حكيم ومنا من يقف متدبرا ومفكرا لعله يدرك لماذا جاءت هذه الآية بعد هذه الآية ليس لأنه يشك وإنما ليعلم كيف جاءت الآية في موضعها بالحق، فيهتدي إلى معرفة الحكمة من ذلك, وذلك مثل قول الله لإبراهيم: فخذ أربعة من الطير .... إلى أن يقول: واعلم أن الله عزيز حكيم).

إذن فهذا مثل لرد فعل المسلمين حين يبين الله البينة، فالمسلمون يؤمنون أن الله عزيز حكيم ويتمنون أن يبين الله آياته للناس جميعا، وحينما يحصل ذلك سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم تصديقا لما آمنوا به من قبل.

إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.

ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،

فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.

وفسطاط مؤمن:منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.

ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:27 ص]ـ

توقفت على أول آية من سورة النحل:أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمايشركون) وتبين لي تفسير آخر يخالف التفسير المتواتر. وقد قيل في تفسير هذه الآية:

يخبر تعالى أنه قد اقتربت الساعة، وعبر بصيغة الماضي الدال على التحقيق، وأما قوله (فلا تستعجلوه: أي لا تستعجلوا العذاب).

ولقد تبين لي هذا التفسير:

(الله سبحانه هو العزيز الحكيم إذا قال قولا فهو منتهى الحق، فإذا قال:أتى أمر الله فيجب أن نؤمن أنه فعلا أتى كما قال، ومن سياق الكلام يمكن أن نعلم ما هو ذلك الأمرالذي أتى، لقد جاءت كلمة:فلا تستعجلوه) بعد (أتى أمر الله).

والخطاب (فلا تستعجلوه) لمن؟ أيخاطب الله الكافرين؟ وهل الكافرون يستجيبون لأمر الله إذا أمرهم!!؟ كلا.

لا يخاطب الله إلا المؤمنين به، وإذا خاطب الله الكافرين فلا يكون الخطاب مباشرا بل بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: قل يا أيها الكافرون ... قل يا أهل الكتاب ... وإذا خاطب الله الناس فإنه يقول: يأيها الناس.

إذن فالخطاب هنا للمؤمنين.يخاطبهم قائلا: فلا تستعجلوه.

والمؤمنون لا يستعجلون إلا شيئا محبوبا إلى النفس،

فما هو ذلك الأمر المحبوب الذي أتى بالفعل والمؤمنون يستعجلونه؟ أهو النصر؟ النصر شيء محبوب ولكن إن كان قد أتى في الماضي فقد تم وشهده المؤمنون وبالتالي لا يمكن أن يقول فلا تستعجلوه، إذن إنه شيء آخر محبوب قد أتى بالفعل ولكن لم يكن قد تحقق في زمن المعنيين بالخطاب.

من أين لنا أن نعلم ذلك الأمر الذي أتى؟

من آخر كلمة سبقت مطلع سورة النحل، آخر كلمة في سورة الحجر التي سبقت النحل هي (اليقين)، ولا شك أن المؤمنين يستعجلون أن يبين الله آياته للناس فيستيقنوها ويدخل الإسلام كل بيت وبذلك تنعم الأرض بالسلام ويصبح الناس إخوة، أليس ذلك ما نستعجل حصوله؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير