ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2004, 07:52 م]ـ
أشكر الأخ أبا مجاهد على هذا الموضوع الجميل ..
وكثيراً ما يذكر المفسرون بعد ذكر معلومات متعلقة بالآية أنها من ملح العلم وليس من متينه ..
وأحب أن أضيف:
بأنه ينبغي قبل تتبع الأمثلة أن نذكر الأصول العامة لهذه الأمثلة وسبب عدم دخولها في متين العلم وقد نبه العلماء رحمهم الله تعالى لذلك خلال ذكرهم لتلك الأمثلة ومن ذلك:
1 - عدم اعتماد تلك المعلومات على دليل صحيح صريح، وإنما هو نقل عن مرويات موجودة في الكتب.
2 - عدم دخول تلك المعلومات فيما ينفع الإنسان في عبادته لربه بالعلم وفهمه لكتابه كما نبه لذلك الطبري رحمه الله.
3 - عدم التحرير للمعلومة والاعتماد فيها على النقل المجرد (عن غير المعصوم عليه الصلاة والسلام).
إلى غير ذلك من الأصول التي ارجو أن يهتم بتقييدها، وإلا فإننا نخشى أن نكون بتتبعنا للأمثلة قد اشتغلنا بما نحذر منه ..
بورك فيك فضيلة الشيخ أبا مجاهد وجميع الإخوة ..
والله أعلم ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Feb 2004, 11:28 م]ـ
العلم النافع ما كان يترتب عليه عمل، وما لايترتب عليه عمل فالكلام فيه مذموم:
وهذه قاعدة مهمة ينبغي الاهتمام بها، ومراعاتها عند الكلام في مسائل العلم عموماً، والكتاب فيها، فما ليس تحته عمل ولايترتب على معرفته فائدةٌ دينية ولا دنيوية، وما لاينفع العلم به، ولايضر الجهل به فينبغي الإعراض عنه، وعدم الكلام فيه.
وقد ذكر ابن عبدالبر آثاراً تدل على هذا المعنى المهم في كتابه في جامع بيان العلم وفضله. [انظر: باب ما تكره فيه المناظرة والجدل 2/ 938 - 494.]
ومن ذلك ما ذكره بقوله: (وذكر ابن وهب في جامعه، قال: سمعتُ سليمان بن بلال يقول: سمعت ربيعة يُسأل: لِمَ قُدِّمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة، وإنَّما نزلتا بالمدينة؟.
فقال ربيعة: قد قُدّمتا، وأُلِّف القرآن علم علم من أَلّفه، وقد اجتمعوا على العمل بذلك، فهذا مِمَّا ننتهي إليه ولانَسأَلُ عنه.) اه
فالكلام في هذه الأشياء، وما كان في معناها ليس من طريقة العلماء العاملين الربانيين، الذين يميزون بين نافع العلم وضاره، وبين ما يُحتاج إليه منه، وما لايحتاج إليه، وإنَّما البحث في مثل هذه الأشياء من طريقة أهل الكلام والجدل الذين ذمّهم السلف وحذروا منهم.
وقد قال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله -: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له. [جامع بيان العلم وفضله 2/ 941.]
ورحم الله ابن جرير الطبري، إذ قال: (وأمَّا القول في الاسم أهو المسمى أو غير المسمى فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع، والخوض فيه شين، والصمت عنه زين) ا هـ. [من كتاب صريح السنة لابن جرير الطبري نقلاً عن كتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات لمحمد بن عبدالرحمن المفراوي 1/ 127.]
فأيّ مسألة من المسائل ليس فيها أثر يتبع أو قول من إمام معتبر، وليس في العلم بها فائدة تذكر، ولايترتب على جهلها أي ضرر فَلِمَ الخوض فيها وتضييع العمر؟!، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Feb 2004, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأحب وقد انثغر ثغر الموضوع، وانكسر بابه، أن أنادي في أخرى المشاركين فيه بلزوم تقوى الله تعالى ورعاية حرمة السلف من الأئمة والعلماء، وحري بمن وفقه الله للنهل والعلل من مواردهم أن ينظر ما يقول، قبل أن يعيب صحائح العقول، وفرائد الفهوم،،فكم من عائب صحيح المقولات، وآفته الأذهان السقيمات،
فإياك وموارد العطب بتجهيل دواوين العلم، وجبال النقل والفهم، وتصنيف أقوالهم إلى نافع وغيره، فأين نحن من ذاك، قصارانا أن نفهم أقوالهم
وليعلم كل واحد منا أن هذه الكتب ما كتبها أولئك الأقوام إلا بعد أن ذرعوا البلاد، معهم من الإخلاص ما نور الله به بصائرهم، وأنار بهم عقولهم، ولا أدعي لهم العصمة، ولا أمنع من تأمل كتبهم، غير أن العقبة كأداء، والطريق مزلة، ليست لكل أحد،
كيف يستطيع طالب العلم أن ينتزع النفع من سطور إولئك بجرة قلم، وما يدريك أن يكون لهذا الكلام نفع،
¥