- العبارة الأولى: قال الشاطبي:" كل عاقل يعلم أن مقصود الخطاب ليس هو التفقه فى العبارة بل التفقه فى المعبرعنه وما المراد به " الموافقات ص: 715 (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية)
وهذا أ صل العظيم وركن متين ينبغي للمشتغلين بالتفسير أن يتمسكوا به ويأووا إليه فمتى فهم المراد من الخطاب فإن الزيادة عليه تعد من التكلف الذي نهينا عنه شرعا وفي قصة عمربيان لما أقول: وقد تكفل الشاطبي رحمه الله بشرح هذا المثال فقال:" وذلك أنه لما قرأ:" وفاكهة وأبا " توقف في معنى الأب وهو معنى إفرادي لا يقدح عدم العلم به في علم المعنى التركيبي في الآية؛ إذ هو مفهوم من حيث أخبر الله تعالى في شأن طعام الإنسان أنه أنزل من السماء ماء فأخرج به أصنافا كثيرة مما هو من طعام الإنسان مباشرة كالحب والعنب والزيتون والنخل ومما هو من طعامه بواسطة مما هو مرعى للأنعام على الجملة فبقي التفصيل فى كل فرد من تلك الأفراد فضلا فلا على الإنسان أن لا يعرفه فمن هذا الوجه والله أعلم عد البحث عن معنى الأب من التكلف وإلا فلو توقف عليه فهم المعنى التركيبى من جهته لما كان من التكلف بل من المطلوب علمه لقوله:" ليدبروا أياته "
ثم ساق الشاطبي مثالا لما يتوقف فيه فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي، وذلك أن عمر سأل الناس على المنبر عن معنى " التخوف " فى قوله تعالى: " أو يأخذهم على تخوف " فأجابه الرجل الهذلي بأن " التخوف " فى لغتهم: التنقص، وأنشده شاهدا عليه:
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم." الموافقات ص: 32
- العبارة الثانية:قال رحمه الله:" فالحاصل أن لكل علم عدلا وطرفا إفراط وتفريط، والطرفان هما المذمومان والوسط هو المحمود " الموافقات:716
وذلك أن هذه الشريعة أمية وأن ما لم يكن معهودا عند العرب فلا يعتبر فيها وأنها لا تقصد التدقيقات فى كلامها ولا تعتبر ألفاظها كل الاعتبار إلا من جهة ما تؤدي المعاني المركبة فما وراء ذلك إن كان مقصودا لها فبالقصد الثاني ومن جهة ما هو معين على إدارك المعنى المقصود كالمجاز والاستعارة والكناية وإذا كان كذلك فربما لا يحتاج فيه إلى فكر فإن احتاج الناظر فيه إلى فكر خرج عن نمط الحسن إلى نمط القبح والتكلف وذلك ليس من كلام العرب فكذلك لا يليق بالقرآن من باب الأولى " وهوكلام نفيس ينبغي أن يجعل كالضابط لهذا الموضوع.
- بعض القواعد والضوبط لهذا الموضوع:
1 - إذا توقف فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي فيجب البحث عن المعنى الإفرادي، ولا ينبغي لنا أن نقول: " إن البحث عن المعنى الإفرادي مما لا فائدة فيه ".
2 - تجنب التدقيقات اللفظية، والاصطلاحات المنطقية،وتعيين المبهمات، فإن ذلك كله ليس من شأن الأمة الأمية التي نزل القرآن بلغتها، وسلك مجاري كلامها فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته.
3 - تجنب كل مايشوش (إن صح هذا اللفظ فإني لم أجده في مواد اللغة) على العامة حينما نعرض عليها شيئا من التفسير ولنا في قصة عمر رضي الله عنه المشهورة وتأديبه لضبيغ فقد ضربه وشرد به حين سأل عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا لكنه غير مطلوب. والله أعلم
شيخنا عبد الرحمن الشهري هناك اقتراح، ولكن لا أدري هل خبراء الموقع لهم القدرة على تحقيقه أم لا؟ هل يمكن أن تحدد عدد المشاركات في الموضوع الواحد مثلا بخمسين مشاركة ثم تفتح صفحة تقويمية وتقييمية للموضوع توضع خلالها الضوابط والقواعد والفوائد للموضوع المطروح، وتعتبركالخلاصة لهذا الموضوع. فإني قرأت كثيرا من الموضوعات يذهب بها الإخوة يمينا وشمالا ثم تبتلعها صفحات الملتقى إلى غير رجعة، ودمتم في رعاية الله وحفظه محبكم علال بوربيق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2006, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ علال بوربيق
إضافة قيمة، واقتراح وجيه.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[20 Jun 2006, 11:48 م]ـ
وفيك بارك الله شيخنا أبا مجاهد العبيدي، اقتراحي هذا هو ثمرة من ثمرات هذا الملتقى المبارك
دمتم في رعاية الله وحفظه
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[21 Jun 2006, 12:45 ص]ـ
حسن تتبع المسائل التي قيل أن لافائدة في معرفتها أو لاطائل تحتها على أن لايعمم ذلك على علم قائم كعلم المبهمات ففي معرفة بعض المبهمات فوائد كثيرة يستنبط بها سر الإبهام وحكمته والوجه البلاغي أوالنفسي أو غير ذلك كما تعرف احيانا حكمة التشريع وقد يعرف ببيانها فضل أصحاب الفضل أو كشف ستر بعض المنافقين ويدخل في المبهمات بعض أسباب النزول وحكمة إبهام من نزلت فيه السورة لاتخفي وحكمة بيانه في التفسيرلاتنكر. ولاأشك أن قصد الجميع في هذا الملتقى خيروأرادوا ماظهر وبان التكلف في بيانه ونص عليه علماء السلف والخلف كلون كلب أصحاب الكهف وعصا موسى من أي الشجر كانت والطير الأربعة التي أحياها الله لإبراهيم عليه السلام
¥