ـ وأذكر أني قرأت في سيرة سيد قطب رحمه الله عند سفره في البحر الى ديار الغرب وإقامته لصلاة الجمعه وتلاوة القرآن على ظهر السفينه وكان معهم في رحلتهم جماعة غيرمسلمة لاتحسن العربيه، الا أنهم مع ذلك وقفو مشدوهين عند سماع كلام الله تعالى حتى رقت قلوبهم واظهروا عجبهم من هذا الكلام.مع عدم فهمهم لمعناه. وكان من بينهم إمرأة فاضت عيناهابالدمع، ولاغرو فهو كلام رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد.فهو معجز بلفظه ومعناه.
ـ بل ذكر لي احد الاخوه الدارسين للطب في بلاد العجم أنه كان يوما من الايام يقرا القرآن وشخص بوذي أعجمي يستمع له قال: فرأيته يصغي لي ثم لم يتمالك د موعه حتى انهارت على خديه. قال: فالتفت اليه سائلا عن ماجلب له البكا قال: من هذا الكلام الذي اسمع قال: فزدته وحبرته له تحبيرا حتى لم يتمالك الرجل نفسه.فسألته عن دينه ومعتقده وشرحت له الاسلام وبينت له أنه الدين الحق وأن هذا الكلام كلام الله خالق الارض والسماء الذي خلقه فأحسن خلقه وبدأخلق الانسان من طين ... قال: فوالله ماقمنامن مجلسنا الا وقد نطق بالشهادتين بفضل الله وكلامه الذي هو شفاء لمافي الصدور. وهذا إنما هو وجه من وجوه اعجازه فكلام الله لاكسائر الكلام.اللهم اجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه بحقه فقاده الى رضوانك وجنات النعيم , ولا تجعلنا ممن تعلمه أوعلمه رياءا وسمعة فزج في قفاه الى نار الجحيم.)
أقول: وفي ترجمة محمد رفعت رحمه الله أن فتاة غير مسلمة من بلاد الروم لزمته ما يقارب ثلاثة أعوام حتى أتمت دراسة العالمية العاليه ـ الدكتوراه ـ وكانت اطروحة بحثها عن اثر صوت القارئ ـ نسيت عنوان البحث ـ
وقد طبعت بمصر، وكان الذي استهواها هو صوت المقرئ ومايقرأبه.
حقا إنها المعجزة الخالدة الذي اوتيها محمد صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة:
وهنا مسائل جديرة بالبحث والاشارة، وهي
1ـ هل الانسان مكلف بتحسين صوته بالقرآن؟
2ـ مالمراد بالتغني بالقرآن الوارد في الحديث؟
3ـ هل عذوبة الصوت محمودة شرعا في حد ذاتها؟
4ـ ماهي الادوية المساعدة على تحسين الصوت؟
5ـ مامشروعية تقليد بعض القراء في ادائهم؟
أشكر مرة أخرى أخي الكريم عبدالرحمن الشهري الذي أتاح لنا المشاركة في هذا الملتقى العلمي، وأسأله سبحانه أن يوفق الجميع لكل خير، والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[27 Jan 2004, 02:58 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم (عبد الرحمن الشهري) -حفظه الله-: لله درك، مقال رائع، جزاك الله خيرًا.
الشيخ الكريم (أبا أحمد) -حفظه الله-: فائدة لطيفة عزيزة، جزاك الله خيرًا، وقد نَبَّه شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله- على ذلك في كِتابِه «النُّبوات»: (ص 45، طـ دار القلم)؛ فليُراجَع.
الشيخ الكريم (ابن الشجري) -حفظه الله-: تذييلات رائعة لا حرمنا الله أمثالَكم. وأما عن المسائل التي ختمت بها مُشاركَتك؛ فقد حرر بعضها (3، 5) العلامة الشيخ (بكر بن عبد الله أبو زيد) -حفظه الله تعالى- في رسالته الرائعة «بدع القراء، القديمة والمعاصرة»، وبأوعب منه في كِتابه النفيس «تصحيح الدُّعاء»؛ فليُراجَع. وتبقى المسألة الثانية وقد تكلم عنها الكثير من الأجِلَّة الثقات -وعلى رأسهم الإمام المُحقق (ابن القيم) -رحمه الله تعالى-؛ فلعل أحد الإخوة يتفحنا -ولو برؤوس المراجِع. ولعل مشايخنا يتحفونا بتحرير القول في المسألة الأولى، وأما المسألة الرابعة: "الأدوية المُساعدة على تَحسين الصَّوت"، فلعل مكانها في "ملتقى أهل الطب" (ابتسامة).
وجزاكم الله خيرً، ولا حرمنا الله أمثالَكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[27 Jan 2004, 04:02 م]ـ
الاخ الطيب محمد بن يوسف, هلا أعنتنا فنقلت لنا النص من كتاب الامام, جزاك الله خيرا!
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[27 Jan 2004, 05:21 م]ـ
الشيخ الكريم (أبا أحمد) -وفقه الله تعالى-
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ها هو نص كلام شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-:
قال -رحمه الله- (ص 45): "وليس في الكتاب والسنة تعليق الحكم بهذا الوصف، بل ولا ذكر خرق العادة ولا لفظ المعجز، وإنما فيه آيات وبراهين". ويعني بقوله: "هذا الوصف" أي "معجزة".
وقال أيضًا (ص 19: 21): "وحقيقة الأمر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة وبرهان عليها، فلا بد أن يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الأنبياء وغيرهم؛ فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله، لا يجب أن يكون أعم وجودا منه، بل إما أن يكون مساويا له في العموم والخصوص، أو يكون أخص منه وحينئذ فآية النبي لا تكون لغير الأنبياء، لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من الأنبياء لم يقدح هذا فيها فلا يضرها أن تكون معتادة للأنبياء.
وكون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة للعادة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف. وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير، فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم. وليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية؛ فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان، وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم.
فإذا قيل لهم المعجزة هي: الفعل الخارق للعادة، أو قيل هي: الفعل الخارق للعادة المقرون بالتحدي، أو قيل مع ذلك: الخارق للعادة السليم عن المعارضة؛ فكونه خارقا للعادة ليس أمرًا مضبوطا، فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل، فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض، بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء، وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن و العصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات" اهـ كلامه رحمه الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥