أكرمكم الله فضيلة الدكتور يسري، أنا محاضرٌ في قسم الدراسات القرآنية في كلّية المعلمين في بيشة/جامعة الملك خالد.
سررتُ بمروركم، وأتمنّى رؤيتكم، أسأل الله أن يجمعنا على طاعته.
ـ[الخطيب]ــــــــ[26 May 2009, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على عجل دخلت الآن لأثني على فكرة الموضوع وأرحب بالإخوة الكرام وبالشيخ رأفت المصري ولي معه ومع الموضع عودة إن شاء الله
ـ[الخطيب]ــــــــ[26 May 2009, 10:30 م]ـ
يطيب لي إثراء للموضوع وطمعا في زيادة الطرح أن أدلي بدلوي المتواضع حول ما ورد من مصطلحات أسوقها على ترتيب ذاكريها:
التخييل:
1 - التخييل ضرب من ضروب الاستعارة التخييلية أو الخيالية الوهمية كما سماها العلوي في " الطراز" وعرفها بقوله: هي أن تستعير لفظا دالا على حقيقة خيالية تقدرها في الوهم , ثم تردفها بذكر المستعار له إيضاحا لها وتعريفا لحالها ومن أمثلتها قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (الأعراف:154) قال الآلوسي: وفي الكلام استعارة مكنية حيث شبه الغضب بشخص ناه آمر وأثبت له السكوت على طريق التخييل.
2 - ويطلق التخييل أيضا على "التورية" كما ذكر الزركشي وغيره، وقد عرفها الزركشي بقوله: هو أن يتكلم المتكلم بلفظ مشترك بين معنيين قريب وبعيد، ويريد المعنى البعيد، ويوهم السامع أنه أراد القريب0 ومثاله قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} (الرحمن: 6) حيث إن المراد بالنجم النبات الذي لا ساق له، والسامع يتوهم أنه أراد نجم السماء لا سيما مع تأكيد الإيهام بذكر الشمس والقمر في الآية السابقة على هذه الآية0 ومنه قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ} (الغاشية:8) حيث أراد بقوله: {نَّاعِمَةٌ} أي في نعمة وكرامة، والسامع يتوهم أنه أراد النعومة0
بدع التفاسير:
مصطلح خاص بالزمخشري في تفسير الكشاف وقد نقله عنه أكثر المفسرين بعده، حيث كان يطلقه على التفاسير المخطئة أو الخاطئة، التي هي بعيدة عن مقصد كتاب الله إما لأنها كذلك أو لأنها في نظر الزمخشري كذلك وإلا فإنه هو نفسه باعتزاله قد وقع في كثير من الأخطاء التي تؤخذ عليه، وأكثر ما ذكره الزمخشري من ذلك راجع إلى التفسير الخاطئ لمفردات قرآنية بلا سند من اللغة وقد جمع الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري كثيرا من ذلك وأحسن التعليق عليه في كتاب سماه " بدع التفاسير"
والشكر موصول للشيخ عبد العزيز الداخل الذي أرشدنا إلى ما نقله ابن عاشور عن الطيبي فهو كلام مهم في حد ما عده الزمخشري من بدع التفاسير
الداعي والعلم:
الشيخ رأفت حفظه الله
بداية أشكر لكم هذا الطرح الرائع المعبر على وجازته عن المقصود
لكن لي على كلامكم ملحوظة -أود استجلاءها منكم- قد ترتبت على نسبتكم الرازي ومن ثم الأشاعرة إلى القول بالجبر وهم يزعمون التبرء منه.
ولغاية علمية مجردة أطرح الآتي وانتظر رأيكم طلبا للإفادة وإثراء المسألة:
أولا - يعتبر الرازي المنظّر الأهم للمذهب الأشعري والأشاعرة يعتبرون أنفسهم مذهبا وسطا بين رأي الجبرية القائلين بالجبر المحض والقدرية القائلين بالاختيار المحض إذ لا قدر عندهم في الأعمال الاختيارية والعبد هو الذي يخلقها، وبين هؤلاء وهؤلاء يبني الأشاعرة مذهبهم القائل بأن خلق الفعل من الله وللعبد فيه الاكتساب. هذا هو مذهبهم كما يسوقه منظروهم وهو أمر معروف لأهل العلم.
بناء على ذلك فهل يجوز علميا نسبة الأشاعرة إلى الجبر وهم يعلنون التبرء منه؟
نعم قد يكون كلامهم غير مقنع لكن هل يسوغ مع ذلك - علميا - نسبتهم إلى القول بالجبر؟
ثانيا- احتكام الأشاعرة لمسألة العلم الإلهي لإثبات وهن مذهب المعتزلة في خلق الأفعال الغاية منه – فيما يبدو لي - إظهار تناقض المعتزلة مع أنفسهم إذ كيف بهم يقرون بالعلم الأزلي ثم هم لا يثبتون لله في فعل العبد إرادة ولا قدرة لأنه قد يترتب على كلامهم وقوع العلم الحادث وهم لا يقولون به.
ومعنى هذا أن الاحتكام إلى مسألة العلم الإلهي غير مقصود بها إثبات الجبر ولكن إثبات التناقض عند المعتزلة ليقروا بالقدر في المسألة.
¥