تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الخطيب]ــــــــ[29 May 2009, 04:48 م]ـ

الشيخ الدكتور خالد الباتلي - حفظه الله

يسرني أن أنقل إليك ما كتبته تحت مادة "التعجب" من كتابي "مفاتيح التفسير" ففيه الإجابة التي أسأل الله تعالى أن تكون موفية للمطلوب

التعجب:

عرفه الزمخشري بقوله: هو تعظيم الأمر في قلوب السامعين، لأن التعجب لا يكون إلا من شيئ خارج عن نظائره وأشكاله0

* وأساليبه كما يذكر النحاة نوعان:

الأول- مطلق لا تحديد له ولا ضابط، ويفهم بالقرينة ومنه (لله در فلان، وسبحان الله، ويالك، وياله، ويال) واستخدام لفظ " العجب " ومشتقاته، وكلمة " كَبُر " وغيرها0

والثانى- اصطلاحي قياسي وصيغه (ما أفعله، وأفعل به)

* وهو في البلاغة من أقسام الخبر على الأصح كما قال السيوطي في المعترك0 وتحت عنوان " قاعدة " قال السيوطي: إذا ورد التعجب من الله صرف إلى المخاطب كقوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} (البقرة:175) أي: هؤلاء يجب أن يتعجب منهم، وإنما لا يوصف الله تعالى بالتعجب، لأنه استعظام يصحبه الجهل، وهو تعالى منزه عن ذلك، ولهذا تعبر جماعة بالتعجيب بدله، أي أنه تعجيب من الله للمخاطبين، تماما كما هو الشأن في الترجي والدعاء، وقد مضت الإشارة إلى ذلك (انظر: الترجي)

لكن السلف إذ يثبتون صفة العجب لله تعالى انطلاقا من النصوص المثبتة لها فإنهم يردون على فكرة أن العجب استعظام يصحبه الجهل ... إلخ بأن المقصود بالتعجب هو تعظيم هذا الشيء المتعجب منه أو تعظيم سببه وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما جاء في مجموع الفتاوى:

وأما قوله – أي منكر هذه الصفة -: التعجب استعظام للمتعجب منه، فَيُقَالُ: نَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ مَقْرُونًا بِجَهْلِ بِسَبَبِ التَّعَجُّبِ، وَقَدْ يَكُونُ لِمَا خَرَجَ عَنْ نَظَائِرِهِ، وَاَللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَعْلَمَ سَبَبَ مَا تَعَجَّبَ مِنْهُ؛ بَلْ يَتَعَجَّبُ لِخُرُوجِهِ عَنْ نَظَائِرِهِ تَعْظِيمًا لَهُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى يُعَظِّمُ مَا هُوَ عَظِيمٌ؛ إمَّا لِعَظَمَةِ سَبَبِهِ أَوْ لِعَظَمَتِهِ. فَإِنَّهُ وَصَفَ بَعْضَ الْخَيْرِ بِأَنَّهُ عَظِيمٌ. وَوَصَفَ بَعْضَ الشَّرِّ بِأَنَّهُ عَظِيمٌ فَقَالَ تَعَالَى: {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وَقَالَ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} وَقَالَ: {وَلَوْلَا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} وَقَالَ: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} عَلَى قِرَاءَةِ الضَّمِّ فَهُنَا هُوَ عَجِبَ مِنْ كُفْرِهِمْ مَعَ وُضُوحِ الْأَدِلَّةِ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي آثَرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ ضَيْفَهُمَا:"لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ" وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحِ:"لَقَدْ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ مِنْ صُنْعِكُمَا الْبَارِحَةَ".

ـ[المنصور]ــــــــ[29 May 2009, 05:46 م]ـ

سؤال: لام التعليل، هل ترد عند المفسرين الأشاعرة؟

لأنني - حسب معرفتي - أعلم أنهم لايرون تعليل أفعال الله تعالى، وأيضاً: بماذا يستبدلونها، هل يقولون: لام الصيرورة، أم لام العاقبة.

وجدت الشيخ الكومي رحمه الله في كتابه (تفسير سورة الفتح) ص 42يقول: (أما الأشاعرة فقالوا: إن أفعال الله تعالى لاتعلل بالأغراض، وإن كل ماورد منها مما ظاهره التعليل لايقصد منه التعليل على الحقيقة، وهم لذلك يسمون لام التعليل في قوله تعالى (ليغفر لك الله) وأمثالها لام العاقبة).

فأريد قولا فصلا في التفريق بين هذه الثلاث: لام الصيرورة - لام العاقبة - لام التعليل.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[الخطيب]ــــــــ[29 May 2009, 09:50 م]ـ

الأخ الكريم الدكتور المنصور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول جوابا عن سؤالكم:

ما نقلتموه عن مذهب الأشاعرة وأنهم يرون أن أفعال الله تعالى لا تعلل بالأغراض هو صحيح عنهم وحجتهم في ذلك أنه سبحانه "لا يسأل عما يفعل" وأيضا يقولون: إن هذه العلة لو كانت قديمة لترتب عليها قدم الفعل – لكنه حادث- ولو كانت حادثة للزم التسلسل وهو محال.

وعليه فإنهم يؤولون ما يوحي بتعليل أفعال الله تعالى -تعليلا غرضيا- بمعنى مجازي فيقولون مثلا: إن هذا الفعل لو وقع ممن تعلل أفعاله بالغرض لكان كذا .....

أو يقولون عن اللام: هي لام العاقبة والصيرورة – وهي لام واحدة وليست اثنتين - وقد يسميها بعضهم بلام العلة الغائية أي المترتبة على آخر الفعل في مواجهة لام العلة الباعثة على الفعل وهي لام التعليل حيث هذه الثانية لا تتفق ومذهبهم إذا تعلقت بتعليل أفعال الله تعالى.

ومن خلال ذلك يتضح الفرق بين لام العاقبة والصيرورة، ولام التعليل، ولماذا يؤول الأشاعرة لام التعليل إذا تعلقت بأفعال الله تعالى؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير