ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 Nov 2006, 08:45 م]ـ
ألم يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: {ورتّل القرآن ترتيلا} (سورة المزمل، آية رقم: 4)
وكذلك كانت قراءته صلى الله عليه وسلم ... وقد ورد في الحديث الصحيح الذي روته أم المؤمنين حفصة - رضي الله عنها - أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان: (يقرأ بالسورة فيرتّلها، حتى تكون أطول من أطول منها) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النفل قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما وبعضها قاعدا.
ولعل حديث أنس فيه تأكيد على أن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت قراءة متأنية مترسلة ... لأنّ ذلك أدعى إلى الفهم والتدبر.
والمقصود من المد هنا هو إعطاء هذه الحروف حقها من المد كلٌ بمقداره المطلوب من غير إفراط ولا تفريط.
قال أبو عمرو الداني معلقا على هذا الحديث " أعني حديث أنس - رضي الله عنه - " (التحديد، ص 78):
" وهذا حديث مخرج من الصحيح، وهو أصل في تحقيق القراءة، وتجويد الألفاظ، وإخراج الحروف من مواضعها، والنطق بها على مراتبها، وإيفائها صيغتها، وكل حق هو لها، من تلخيص وتبيين ومد وتمكين وإطباق وتفش وصفير وغنة وتكرير واستطالة وغير ذلك، على مقدار الصيغة وطبع الخلقة، من غير زيادة ولا نقصان " اهـ
والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المقبل:
تجد في حديث أنس إشارة إلى المد في الله والرحمن والرحيم.
ألا تفهم معي أن المقصود إطالة الصوت بحرف المد (بمقدار حركتين) في الألف في الله والرحمن، والياء في الرحيم.
ثم إن الزيادة لوقصدها الحديث لكانت من الروايات التي جاءت بعد نزول الأحرف السبعة، وبقاء جزء منها ألا وهو القراءات، والقراءات العشر المتواترة خاصة.
أرجوا أن تراجع كتابا قريبا منك في التجويد لتجد أن المد يطلق على الطبيعي أولا، ولايختلف في ذلك اثنان مثاله قال، يقول قيل، لايمكن لأي أحد أن يقصرهذه الحروف الثلاثة في هذه الأمثلة، وإلا فطن له الناس حتى العامة، وعلموا خطأه.
أرجوا أن يكون قد زال عنك هذا الإشكال.
الشيخ الكريم لقائل أن يقول: (الحديث صريح في إطالة المد لا إطالة الصوت) ..
ولقائل أن يقول: (ألا يمكن تخريج هذا الحديث على مد الرحمن كالرحيم وقصرها في هذا الموطن من القرآن لصراحة الحديث، وتبقى أصول المد على ما تلقته الأمة بالسماع ووضعه علماء التجويد؟).
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Nov 2006, 04:58 م]ـ
بارك الله فيكم
الشيخ الكريم لقائل أن يقول: (الحديث صريح في إطالة المد لا إطالة الصوت) ..
لا فرق إذ المراد إطالة الصوت بحرف المد.
ولقائل أن يقول: (ألا يمكن تخريج هذا الحديث على مد الرحمن كالرحيم وقصرها في هذا الموطن من القرآن لصراحة الحديث، وتبقى أصول المد على ما تلقته الأمة بالسماع ووضعه علماء التجويد؟).
هذا الحديث كما ترى اختلف في المراد منه، والقراءة توقيفية فإذا لم ترد زيادة مدها في أسانيد القراءة فلا تمد.
والله أعلم.
وكلام الدكتور عبد الرحمن وجيه جدا، وكان أورده أحد الفضلاء على موضوعي في غلط المؤذنين فأجبته:
وأما الحديث الذي تفضلت بذكره فلا بد من معرفة معنى المد الذي أراده الصحابي، ولا يمكن أن يكون خلاف ما عمل بها القراء الذين رووا القراءة عنه.
والله أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Nov 2006, 08:55 م]ـ
وبدا لي أن المد الذي يعنيه أنس ليس المد الزائد على الطبيعي الذي يقيسه أهل التجويد بالحركات الاصطلاحية، وإنما هو القراءة ببطء يشعر السامع لها كأنها مد للكلام، كما في قراءة كثير من القراء المصريين كعبدالباسط وغيره. وهي ليست إلا المرور بالحركة البطيئة على الحروف.
.
والراجح في تقدير المد بالحركات هو ليس حركات الإصبع حتى تكون ثابتة لكل الناس، بل هو حركات قراءتك أنت حسب سرعتها.
فمثلا قد تكون الحركتان للطبيعي عند شخص يقرأ بالتحقيق تساوي أربع عند من يقرأ بالحدر.
فالحركات إذن لا ينبغي ربط تقديرها بمقياس خارجي ثابت أو بأجزاء من الثانية مثلا، بل هو مقياس مرن يتغير طولا وقصرا على حسب سرعة القراءة نفسها.
فمد الألف من الضالين بست حركات مثلا هو بمقدار طول الزمن من قولك (سمع سمع) على قدر سرعة قراءتك وبالتالي سرعة أو بطء النطق بالكلمات
والله أعلم