تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف يقرأ كلام الله عز وجل]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[07 Aug 2007, 02:45 م]ـ

[كيف يقرأ كلام الله عز وجل]

_ إن كلام الله تبارك وتعالى- يقرأ بالتحقيق، وبالحدر، وبالتدوير، الذي هو التوسط بين الحالتين، مرتلاً مجوداً، بلحُون العرب وأصواتها، وتحسين اللفظ والصوت بحسب الاستطاعة.

_ التحقيق: هو مصدر من حققت الشيء تحقيقا إذا بلغت يقينه، ومعناه: المبالغة في الإتيان بالشيء على حقه، من غير زيادة فيه، ولا نقصان منه. فهو بلوغ حقيقة الشيء، والوقوف إلى كُنْهِه، والوصول إلى نهاية شأنه، وهو عندهم (أي عند القراء المحققين) عبارة عن إعطاء كل حرف حقه من:-

_ إشباع المد.

_ وتحقيق الهمزة.

_وإتمام الحركات.

_ واعتماد الإظهار والتشديدات.

_ وتوفية الغنَّات.

_وتفكيك الحروف ـ وهو بيانها، وإخراج بعضها من بعض، بالسكت والترسل، واليسر والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف، ولا يكون غالبا معه قصر ولا اختلاس، ولا إسكان محرك ولا إدغام ـ فالتحقيق: يكون لرياضة الألسن، وتقويم الألفاظ، وإقامة القراءة بغاية الترتيل ... الخ.

_ أما الحدر: فهو: مصدر من حَدَرَ ـ بالفتح ـ يُحدر ـ بالضم ـ إذا أسرع، فهو من الحدور الذي هو الهبوط؛ لأن الإسراع من لازمه، بخلاف الصعود فهو عندهم (أي عند القراء): عبارة عن إدراج القراءة، وسرعتها، وتخفيفها بالقصر، والتسكين والاختلاس، والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمز، ونحو ذلك مما صحت به الرواية، ووردت به القراءة، مع إيثار الوصل، وإقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكن الحروف، وهو عندهم ضد التحقيق.

%فالحدر يكون لتكثير الحسنات في القراءة، وَحَوْزِ فضيلة التلاوة وليحتَرز (وليكن أشد احترازا من تداخل الحروف مع بعضها. ا. هـ المقرئ الشيخ محمد إحسان السيد حسن)

فيه عن بَتْرِ حروف المد، وذهاب صوت الغنة، واختلاس أكثر الحركات، وعن التفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة.

_ففي صحيح البخاري، عن عبدالله رضي الله عنه قال: (غدونا على عبدالله يعني ابن مسعود فقال رجل: قرأت المفصل البارحة. فقال: هذًّا كهذِّ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم: ثمانية عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم). [(البخاري (9/ 88) كتاب فضائل القرآن باب الترتيل في القراءة، الحديث رقم 5043] [وهذا الرجل نهيل بن سنان، كما أخرجه مسلم من طريق منصور عن أبي وائل. هَذًّا بفتح الهاء المعجمة المنونة قال الخطابي معناه سرعة القراءة بغير تأمل] (ا. هـ الفتح 9/ 90)]

%فعلى المؤمن أن يلتزم آداب التلاوة، وأن يراعي أحكامها، كما فصلها العلماء، حتى لا يقع في الإثم ويكون كالذي يقرؤ الشعر.

_ وأما التدوير: ـ فهو عبارة عن التوسط بين المقامين من التحقيق؛ والحدر، وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة، ممن روى مد المنفصل ولم يبلغ فيه إلى الإشباع، وهو مذهب سائر القراء، وصح عن جميع الأئمة وهو المختار عند أكثر أهل الأداء.

_ قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لاتنثروه ـ يعني القرآن ـ نثر الدقل (الدَقَلُ: هو أردأُ التمر. مختار الصحاح: 87)

، ولاتهذوه، هذّ الشعر .. ) الحديث. والترتيل مع التدبر هو الأفضل؛ لأن قلة القراءة مع التدبر خير من السرعة مع كثرتها؛ لأن المقصود من القرآن فهمه، والتفقه فيه، والعمل به. وتلاوته وحفظه؛ وسيلة إلى معانيه، هذا هو القول الصحيح، والصواب الذي عليه معظم السلف والخلف.

نقلا عن كتابي: فضائل القرآن وحملته = يتبع:

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[07 Aug 2007, 02:53 م]ـ

= تتمة: نقلا عن كتابي فضائل القرآن وحملته:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير